إنها سنتي الثامنة في ترك المشروبات الغازية، وإليك كيف فعلتها
المشروبات الغازية تفسد الصحة وتضر الجسم، حاول أن تتخلى عنها خطوةً بخطوة واترك هذا الإدمان الذي يهدد صحتك ورشاقتك ومزاجك
add تابِعني remove_red_eye 77,822
المشروبات الغازية عادة صحية سيئة تنتشر في مجتمعاتنا، فهي ترافق غداءنا ونزهاتنا وعزوماتنا، ترافق وجباتنا الجاهزة والمنزلية، ترافق أيام الصيف الحار وساعات العطش، انتشرت من حيث يبدو أنه من المستحيل تركها في كل تلك المناسبات.
كان قراراً رائعاً عندما كنت في الثانوية حيث أخذنا قراراً جماعياً في ترك هذه العادة السيئة مع بعض الأشخاص، فهي تؤذي الصحة ولا ترضي حاجات العطش والسعادة التي تزعمها، إنها فقط مليئة بالسكر مما يزيد الشراهة لها، وكطبيبة فإن التزامي بالعادات الصحية جزء من رحلتي في فهم سيكولوجيا الالتزام وصعوبته وبالتالي فهماً أعمق لطريقة وصفي لها للمرضى. أما خطوات هذا القرار وطريقة الالتزام به أشاركها لك في 7 نقاط.. أنقل لك أيضاً أفكاراً في الالتزام والنجاح من تجارب أخرى مررت بها…
7 خطوات ساعدتني في ترك المشروبات الغازية
1- القرار قد يكون قوياً بما يكفي للتغيير
لقد صادفت في حياتي كثيراً ليكون قراراً كافياً للتغيير فعلاً، قد يكون غريباً ذلك، حيث من الصعب تخيل أن الفكرة لوحدها يمكنها إحداث التغيير الجذري والحقيقي وطويل الأمد في حياتنا، من الصعب تخيل أنها ستكفي لإنتاج الوقود الكافي للالتزام والصبر والمواظبة حيزاً طويلاً من الزمن، من الصعب تخيل أنها ستكون قوية بما يكفي لتقلب عنصراً من عناصر حياتنا إلى مكان آخر مختلف تماماً، ولكن هذا بغرابة يحدث، وأظن أنه حدث معك فعلاً، هناك لحظة سمعت فيها نصيحة، كرهت في نفسك أمراً فأخذت قراراً في ذات لحظة غريبة في ذات يوم أو ليلة أنك ستغير ذلك إلى ذاك، ثم استمررت فيه وكأنك أخذت عهداً حتى النهاية.
هذا ما حدث في تجربتي، قرار في ذات لحظة أن هذا سيئ، وكان تأثراً من أحد الرائعين ممن أخذ قراراً في عدم شربها، وبالمناسبة من الجيد أن يكون لك أقران رائعون، لذا آمن في أنك تستطيع، وأن فكرة لمعت في ذهنك قد تكون القرار القادم لحياة أفضل وحياة مختلفة أكثر بكثير مما تتوقع، وأقولها لك، إنني لا أصدق أن قراراً يكفي لتغيير شيء في حياتنا إلا أنني أراه توفيقاً وإعانة من الله.
لا تفوت مقالاتي عن قرارين آخرين: الصلاة على وقتها ، وترك الغيبة.
2- استبدل مشروبك المضر بآخر صحي
يخبرونك دائماً أنك إذا كنت تريد التخلص من شيء سيئ في حياتك يجب أن تضع له بديلاً ولا تكتفي بالحذف، في رحلتي لترك المشروبات الغازية لم يكن هناك مشروب بديل ولكن في الحيز الذي أتمنى فيه شراءها فقط أركز على الوجبة اللذيذة التي أتناولها وأحياناً أكثر منها لتعويض الطلب على العنصر الناقص، استمر هذا الشعور بالنقص حوالي السنة إلى سنتين.
قد تستعمل بديلاً آخر في حالتك وهي العصائر الطبيعية، ورغم أنني فكرت فيها كثيراً إلا أنها لم تنجح معي، فليس لها “سهولة استخدام” (مصطلح يستخدم في مجال الأعمال) كما سهولة المشروبات الغازية، فهي أصعب تحضيراً إذا كنت ستحضرها، وهي أغلى ثمناً إذا أردت شراءها مما يجعلها غير قابلة للشراء مثلاً يومياً أو مع كل الوجبات، ومهما حاولت تسهيلها فستظل المشروبات الغازية تتفوق عليها في هذين العنصرين: السعر الأرخص وسهولة الوصول.
لكن فكرة البديل نجحت معي أكثر في عادات أخرى صحية أعمل عليها مثل تخفيض استهلاك السكر الأبيض، حيث يمكن تناول أي شيء عند تذكرك لشراء الحلويات، مثل أن تأكل سندويشاً من أي شيء تفضله أو تتناول صحناً من وجبة غداء تتناولها عادة، ينجح الأمر في الكثير من الحالات، إلا أنه قد يسبب زيادة تناولها أحياناً وكأنه تعويض لشعور الناقص.
3- المرحلة الأولى صعبة
المرحلة الأولى هي الأصعب، استمرت حوالي أشهر ثم حسب تذكري من سنة إلى سنتين، فأنت ستظل تتذكر شرائها في بعض لحظاتك، وتمر من جانب المتاجر التي تبيعها، ولكن عندما يكون القرار جماعياً في منزلك أو ضمن مجموعتك فسيكون الأمر أسهل بكثير.
قد يبدو لوهلة أنك ستبذل جهداً كبيراً في هذه المرحلة ولكن ليس ذلك الجهد الكبير الذي تتوقعه، إن القرار قوي يا صديقي، أنت لا تعرف كيف يشعر الشخص بالخزي من نفسه عندما يخرق قراراً أخذه على عاتقه، يشعر بالضيق والإهانة، فالإنسان يسعى للأفضل دائماً، ويبدو ذلك الموقف الذي خرق فيه قراراً وكأنه رجع خطوة للوراء في رحلة استمراره للأفضل.
كل ما ينبغي فعله في هذه المرحلة هو الهروب، فعندما تمر من المتجر تابع السير سريعاً وتذكر أي شيء آخر، وعند العطش في الحقيقة كنت أبحث عن الماء أو أستمر في العطش، فكلنا يعرف أن أكثر ما يرويك هو الماء، وأنت تعرف نفسك، ويجب أن تكون عارفاً لطرق الاحتيال عليها، فترويض النفس صعب يا صديقي، ولا تستغرب أنه قد يحتاج حلولاً إبداعية، ولكم أحب التفكير في هذا وتنجح العديد من الطرق، فطريقة “يجب أن تجبر نفسك” لا تفيد كثيراً وأنت تعلم هذا.
4- فيما بعد لن تشتهيها إطلاقاً وستنساها
بعد سنة أو أكثر ستنسى المشروبات الغازية تماماً، وكأنها ليست موجودة في الحياة إطلاقاً، تماماً مثل عدم وجود البيسبول في حياتك مثلاً، فأنت إذا كنت ممن لا يحبون البيسبول لن ترى محلات بيع معداتها عندما تمشي في الطريق، ولن تدرك أنه مر أمامك منشور أو خبر عن البيسبول وأنت تتصفح الإنترنت، هذا ما يفسر عندما يسألك أحدهم أين يقع محل كذا ثم لا تعرف ويكون بقرب منزلك ولكنك لم تهتم كثيراً لتحتفظ بالمعلومة. خلال هذه المرحلة أو بعدها، ستبدأ تكرهها، ستكرهها حقاً، ستشعر أنها بشعة.
5- مشكلة الأصدقاء
هنا حيز آخر من الصعوبة، فالمجتمع والضغط الاجتماعي قد يدفع الإنسان لفعل شيء لا يحبه ولا يريده، وخاصة عندما تكون العادة مستشرية، فسيبدو غريباً أن تكون رافضاً لشيء شائع من مثل هذا، هناك بعض الأصدقاء سيعطونك المشروبات الغازية كنوع من الضيافة، أو يقترحون شرائها أثناء اجتماعاتكم، أو عندما تريدون تناول الطعام وغيرها من الحالات.
وهذا يعود لحزمك في التعبير عن رأيك والتزامك في قراراك، وأقولها لك: ” كلما أصبحت أقل حاجة لأخذ المصادقة من الناس على قراراتك، على ما تفعل، على ما تحلم، على مواهبك، على قدراتك على من أنت كأنت، أصبحت أكثر قوة وإصراراً لما تريد، لأنك ستكتفي بالمصادقة مقارنة بالمعايير العليا والأخلاق النبيلة، فهي التي تصبح دليلك وليس الناس”.
6- فكرة السنين جميلة
ستحب فكرة أن تصل إلى سنوات من التجربة، ستشعر أنه إذا نجح أمر ما واستمر يمكن لأشياء أخرى أن تنجح في حياتك، ستكون أكثر حماسة لتجريب التغيير في الكثير من أطراف حياتك، أتذكر هنا تجربة إحدى النساء التي حذفت السكر الأبيض من حياتها تماماً منذ عشرين سنة، حيث يمكن استعمال الأطعمة الحلوة طبيعياً مثل الموز وغيره لإضافته للطعام للتحلية.
7- الهفوات تحدث
في تجربتي مرت هفوات قليلة جداً، حيث أنها سنتي الثامنة التي لم أشترها فعلاً، ولكن حدثت الهفوات بسبب بعض حالات الضغط الاجتماعي حيث يقومون بضيافتها وبعض الحالات الأخرى، إلا أنه فيما بعد لا يعود مخجلاً أن ترد الضيافة لأنه قرار يخصك، وددت نقل تجربتي بكامل الواقعية، لا أريد أن أبيعك مثالية، لذا ذكرت لك هذا البند.
في الختام، تغيير العادات مشروع بحد ذاته ويحتاج أن تعمل عليه، يحتاج إلى طرق إبداعية للتحايل على نفسك ويحتاج إلى معونة الله وتوفيقه للثبات.
add تابِعني remove_red_eye 77,822
المشروبات الغازية تفسد الصحة وتضر الجسم، إليك تجربتي في تركها منذ ثمان سنوات وحتى الآن
link https://ziid.net/?p=44528