11 صوتًا نسائيًّا يتحدثن عن سبب أهمية التصويت
لم تكتسب النساء حق التصويت بسهولة، بل جاء الأمر بالنضال والكفاح ومئات المحاولات من النساء للوصول إلى هذا الحق
add تابِعني remove_red_eye 3,924
“إنه حقك”، إنه واجبك”، “عمل مقدس جدًّا”. بعد قرن من حصول النساء على حقهن في التصويت، تنظر النساء فيما يعنيه ذلك بالنسبة لهن، في السادس والعشرين من أغسطس عام (1920م) صار التعديل التاسع عشر جزءًا من الدستور الأمريكي. وفي انتصار هائل لأجيال النساء اللواتي ناضلن من أجل حق الاقتراع، أُعلن منع حرمان مواطني الولايات المتحدة من حق التصويت على أساس الجنس.
لكن الأمر سيستغرق عدة عقود قبل أن يمتد حق التصويت إلى جميع النساء. حيث واجهت الأمريكيات الأصليات والمهاجرات الصينيات لسنوات حواجز تحول دون الحصول على الجنسية، وبالتالي أمام التصويت، في حين أن العديد من النساء السود واللاتينيات سيظللن محرومات من حق التصويت بسبب قوانين جيم كرو، وقوانين “الانتخابات التمهيدية البيضاء”، وضغط الغوغاء والعنف، وغيرها من التكتيكات القمعية في القرن العشرين.
ولكن التعديل كان يمثل بالفعل أكبر إجراء لمنح حق التصويت في التاريخ الأميركي، وفي هذا الخريف أدلت الملايين من النساء الأمريكيات بأصواتهن للمرة الأولي. وبعد قرن من الزمان أصبحت المرأة تمثل قوة سياسية هائلة في الولايات المتحدة. ومنذ عام (1980م)، تجاوزت نسبة إقبال النساء على التصويت نسبة إقبال الرجال في كل انتخابات رئاسية، حيث بلغت نسبة الناخبات اللواتي يحق لهن التصويت (63) في المائة في عام (2016م)، مقابل (59) في المائة من الرجال، وفقا لدراسة أجراها مركز بيو للأبحاث.
وعندما تنظر إلى النساء السود والبلاتينيات، فغالبًا ما تتسع تلك الفجوة بين الجنسين. وبعبارة أخرى، فإن النساء اللواتي حُرمن من الوصول إلى صناديق الاقتراع في السنوات التي تلت التعديل التاسع عشر أصبحن الآن كُتَلَ تصويت قوية ذات تأثير سياسي كبير. وفي انتخابات هذا العام يمكن أن يكون اتساع الفجوة بين الجنسين أمرًا قاطعًا: فالرئيس ترامب يتخلف الآن كثيرًا عن خصمه، جوزيف آر بايدن جونيور، بين الناخبات المسجلات في كل استطلاع وطني يتتبعه مركز المرأة والسياسة الأمريكية في جامعة روتجرز. ويتزايد أيضا عدد النساء اللواتي يظهرن في صناديق الاقتراع وفي أروقة السلطة. ففي عام (2019م)، بلغ عدد النساء في الكونغرس رقما قياسيا قدره (131) امرأة.
وفي (2020م)، أصبحت السيدة كامالا هاريس -عضو مجلس الشيوخ في كاليفورنيا- رابع امرأة في التاريخ، وأول امرأة سوداء تنحدر من أصل هندي، تظهر على قائمة المرشحين للرئاسة من الحزب الأمريكي المهيمن. ولكن رغم وجود أعداد قياسية من النساء في الكونجرس، فإنهن يشكلن أقل من (25٪) من أعضائه.
بالنسبة للعديد من النساء، لا يزال الكفاح من أجل المساواة مُلحًا الآن كما كان قبل قرن من الزمان. وقد تحدثنا إلى (11) امرأة تتراوح أعمارهن بين(13) و(110) عامًا – واحدة منهن لا تزال أصغر من أن تدلي بصوتها، وأخريات وُلدن قبل أن يكون للنساء الحق في التصويت. تختلف خلفياتهم وتجاربهم اختلافا كبيرا. فمنهم ممثلات وناشطات ولاعبة رياضية وأخري شاعرة.
وبعد مرور مائة عام على لتعديل التاسع العشر للدستور الأمريكي، يتحدثن مع صحيفة نيويورك تايمز عما يعنيه التصويت بالنسبة لهم. تم تحرير تلك المقابلات نظرا لطولها.
ماري كوبيني، 13 عامًا
طالبة في الصف الثامن وناشطة في مجال حقوق المياه: عندما كنت صغيرة، كنت أنا وجدتي نوزع الطعام في بنك الطعام حتى يحصل هؤلاء الاشخاص الذين لا يستطيعون شراء البقالة على الأساسيات ليأخذوها معهم للمنزل. اعتقدت أنه من الطبيعي أن نفعل ذلك، كنت غاضبة عندما بدَأت تتفاقم أزمة المياه الملوثة في فلينت ميشيغان. فكل ما أردته هو أخذ حمام فقاعات، لكن لم نستطع فعل ذلك؛ لأن الماء كان يسبب لنا طفحًا جلديًّا.
عندما يكون الناس في حاجة، يجب عليك مساعدتهم؛ في عائلتي، كان الأمر دائمًا على هذا النحو. لذا بدأتُ في توزيع الماء ومناديل الأطفال المبللة، وهي أشياء أحتاجها الناس في ذلك الوقت.
ثم قررت أن أكتب رسالة للرئيس أوباما، أردت مقابلته حتى أتحدث عن أزمة المياه. إنها قضية وطنية فهي أزمة لا تخص فلينت فقط لكنها تحدث في مجموعة من الولايات في جميع أنحاء أمريكا. لكن نحن فقط من يعرف الناس بشأنهم فليس في كل مكان يوجد “ملكة جمال أطفال فلينت” لجذب انتباه الرئيس.
من المحبط جدًّا أن أضطرّ للاعتماد على الآخرين في التصويت لأشياء أهتم بها، هذا يغضبني. أعتقد أن الأطفال أكثر منطقية من بعض البالغين – يجب أن يُسمح لنا بالتصويت! ولكن من المهم أيضًا أن يكون المرء متعلمًا وألا يتبع فقط ما يفعله الآخرون. وهناك الكثير من الأشياء التي يمكنك القيام بها حتى لو لم تتمكن من التصويت، فيمكنك أن تكتب رسائل للمسئولين وبإمكانك الذهاب إلى الاحتجاجات، يمكنك أن تنشر على الإنترنت لتثقيف الآخرين، أي شخص يمكنه أن يصنع فارقًا، فطالما حافظنا على تركيزنا، يمكننا أن نحقق التغيير. صوت واحد بإمكانه أن يكون قويًّا، حتى لو كنت طفلا صوتك ما زال قويًّا ويجب أَنْ تَستخدمه.
كيارا مارشال، 27 عامًا
عارضة أزياء ومدافعة عن حقوق ذوي الإعاقة: بالنسبة لي التصويت يعني قتالًا، لم يُعط لنا أي شيء: لا للنساء ولا للأشخاص الملونين ولا للأشخاص ذوي الإعاقة. وأنا كامرأة سوداء معاقة أنتمي لتلك التقاطعات الثلاث، فقدتُ ساقي عندما كنت في العاشرة من عمري، أصابني رجل أبيض، وكانت هذه هي ثالث مرة يقود فيها وهو تحت تأثير الكحول. خلال المحاكمة، اعترف بالقيادة وهو مخمور، لكنه الآن خارج السجن، أما أنا فلدي طرف صناعي، وسأعاني دائمًا من هذا الألم.
في بعض الأحيان أتساءل عما إذا كان تصويتي سيكون ذا أهمية، لكن أسلافي قاتلوا من أجل أن أكون قادرةً على التصويت، لذا فإن عدم التصويت لمجرد أنه غير مريح هو إهانة مباشرة للأشخاص الذين قاتلوا من أجلي.
في المرة الأولى التي أدليت فيها بصوتي، كنت أشعر بالرهبة لكنني في ذات الوقت كنت متحمسةً جدًّا حيث إنني تمكنت من التصويت للرئيس باراك أوباما لفترة ولايته الثانية، ولكنني أتذكر أنني كنت ذاهبةً دون أن أعلم ما كنت أفعله. فقد وجدت نفسي فقط أختار الأسماء في بطاقة الاقتراع لأنني لم أدرك أن هناك أشخاصًا آخرين عليك التصويت لصالحهم – وهذا شيء لم أتعلمه أبدًا عندما نشأت في تكساس.
أعتقد الآن أن أحد الأشياء الكبيرة التي يتعين علينا القيام بها هو جعل عملية التصويت أكثر سهولة، ففي بعض الأحيان يتعين عليك القيادة لمسافات طويلة قبل أن تصل إلى لجنة الاقتراع، ثم عندما تصل إلى هناك، تجدها أُغلقت. إن هذا يجعل الأمر صعبًا جدًا على الأشخاص ذوي الإعاقة أو كبار السن أو الأشخاص الذين لا يستطيعون القيادة لأي سبب من الأسباب. وبعض الناس -مثلي- لا يستطيعون الوقوف في الطابور لمدة ست ساعات.
أمريكا فيريرا،36 عامًا
ممثلة وشريك مؤسس لمجلة (Harness) مجتمع رقمي من الفنانين والنشطاء: عندما كان عمري (10) سنوات، تم تمرير الاقتراح (187) -قانون كاليفورنيا الذي يمنع المهاجرين غير الشرعيين من التعليم العام والخدمات الأخرى. أتذكر أن أمي كانت تسحبني جانبًا قبل أن توصلني إلى المدرسة وتحذرني من أن المعلمين أو الأطفال الآخرين قد يسألونني أسئلة حول من أين أنا وما إذا كنت أنتمي إلى هذا البلد أم لا. أكدت لي: “لقد ولدتِ في هذا البلد، أنتِ أمريكية، أنت تنتمين إلى هنا، ولا يحق لأحد أن يجعلك تشعرين أنكِ لستِ كذلك “.
لقد تعلمت طوال طفولتي أن جمال هذه البلد يكمن في أننا خُلقنا متساوين. لقد صدقت هذا حقًّا وهذا ما كنت أحبه في بلدي. وهكذا، فإن إزالة الستار وفهم الفروق الطفيفة لهذا الوعد، والطرق التي لا يتوافر فيها للجميع الموارد الكافية أو إمكانية الوصول إلى الحرية والسعي وراء سعادتنا، وفي بعض الحالات، حتى مجرد العيش، كان أمرًا صعبًا.
نحن بحاجة إلى خلق ثقافة يرى فيها الناس أن أصواتهم وحياتهم مهمة؛ لأن الكثير من الناس في هذه البلد يشعرون أنهم منبوذون، إنهم يتلقون هذه الرسائل كل يوم من الأخبار التي يسمعونها، في ظل غياب التمثيل على كل مستوى من مستويات صنع القرار والسلطة في هذا البلد، لقد فقدوا الثقة في أن التغيير سيأتي من خلال نظام تجاهل تاريخيًا أصواتهم.
إن معرفة تاريخنا، الجيد منه والسيء هي الخطوة الأولى. أريد لأطفالي أن يحبوا البلد الذي يعيشون فيه لكنني أريد أيضا أن يكون واضحًا أمامهم ماهية تلك الدولة. فقط من هنا يمكنك أن تسعى جاهدًا لجعل هذا البلد أفضل. ويتعين على الناس أن يتفهموا كيف أن الأمور التي تبدو عادية ومملة، مثل ملء التعداد السكاني أو التصويت لأصغر مكتب محلي في الرمز البريدي الخاص بك، من الممكن أن يحدث فارقًا حقيقيًّا.
الكفاح من أجل حق الاقتراع لم ينته بعد. لم يكن الأمر مثل: “أوه، عظيم، النساء يصلن إلى التصويت! إن ديمقراطيتنا الآن كاملة ومكتملة وصحية”. “أقضي الكثير من الوقت في التفكير بمن لا يزال غير قادر على التمتع بتلك الحقوق، ولا سيما من هم في المجتمع اللاتيني”. إننا نشكل جزءًا متناميًا من هذا البلد، ومع ذلك توجد عقبات حقيقية أمام مشاركتنا في هذه الديمقراطية. إنه لأمر طيب وجيد أن نحتفل بما تم إنجازه، ولكن من مسؤوليتنا أيضًا أن نتساءل: ما هو الكفاح الحالي؟
بادما لاكشمي، 49 عامًا
مؤلفة كتب طبخ والمضيف والمنتج التنفيذي لبرنامجي “Top chef” و”Taste The Nation”. نشأت أمي وجدّتي تحت ظل ثقافة جنوب الهند التقليدية للغاية، والتي كانت كارهة للنساء بشكل كبير، لكنهما بطريقتهما الخاصة وجَدَا طريقًا لأنفسهما ليكونا منتجين ومفيدين. فلم يسمحا للمعتقدات التي يعتنقها الآخرون حول ما تستطيع النساء القيام به أو عدم القيام به بأن تعيقهما.
لقد تعلمت بسرعة أهم درس يمكن أن يتعلمه المرء: أنت لا تستطيع أن تسيطر على العالم الذي تعيش فيه وأحيانًا لا يمكنك السيطرة على ما يحدث لك. لكن يمكنك فقط التحكم بردة فعلك.
لم أحصل على جنسيتي الأمريكية حتى أوائل العشرينات من عمري. كنت أعمل في إيطاليا، وعدت عن قصد للتصويت لأنني أردت ممارسة حقي، أعتقد أن أول رئيس قمت بالتصويت له كان بيل كلينتون، كانت لحظة كبيرة، لا أعتقد أنني فاتتني أي انتخابات من قبل. حتى إذا كنت أعمل في الخارج أو شيء من هذا القبيل، فإنني أجد طريقًا للعودة دائمًا.
إنه لأمر مدهش بالنسبة لي أن أحد الأشياء القليلة التي يمكنني الإشارة إليها والتي يمكن للمرأة القيام بها على قدم المساواة مع الرجل هي التصويت – بصراحة، أتمنى لو كنا قد أحرزنا مزيدًا من التقدم، لم أرَ هذا التغيير الكبير. عندما كنت في الكلية، أتذكر مشاهدتي لجلسات استماع أنتيا هيل مع جميع زملائي في السكن. ومنذ عامين، حيث كان عمر طفلتي (٨) سنوات، وأنا سيدة أعمال معروفة، كنت أجلس هناك أشاهد التلفزيون أثناء جلسات استماع بريت كافانو، ولم يتغير شيء يذكر بعد كل تلك السنوات.
ما زلنا لا نعتقد أن كلمة المرأة لا تقلّ قيمة عن كلمة الرجل. لم أكن هذا الشخص الناشط سياسيًّا منذ خمس سنوات أو نحو ذلك. ولم أقفز إلى العمل الفِعليّ إلا عندما رأيت مدى الخطر الذي يهدد كل المكاسب التي حققتها نساء جيل والدتي ومدى هشاشتها، لا أعتقد أنني كنت أدرك كم هي ثمينة وهشَّة تلك الحقوق التي أتمتع بها ولكنني استيقظت حقًّا.
جوليا لويس دريفوس، 59 عامًا
(ممثلة (شاركت في مسلسلي “Veep”و “Seinfeld” ومضيفة المؤتمر الوطني الديمقراطي (2020م): أفكر في التصويت كَعمل مقدس للغاية. في منزلنا حيث نشأت، لم تكن تُقال مطلقًا عبارات مثل: “لم تُتَحْ لي الفرصة للتصويت” أو “نسيت أن أُدلي بصوتي”. ربما كانت هذه الكلمات تُعامل مُعاملة الكلمات البذيئة في منزلنا. وعندما كان وَلَداي صغيرين كنت دائمًا آخذهما معي للتصويت كنت أحضرهما إلى مقصورة الاقتراع وأدعهما يأخذان ملصق “أنا أدليت بصوتي”، لأنّي رأيتُه بمثابة شارة شرف حقيقية.
إن التصويت -حقًّا- مفهوم جميل، حيث كل صوت له نفس القدر من القوة -المرأة، الرجل، المتحول جنسيًّا، الأسود، الأبيض، البني، المثلي، المغاير. صوت كل واحد من كل هؤلاء له نفس الوزن. وبطبيعة الحال، فإن الأمر لا يسير على هذا النحو، ولهذا السبب علينا أن نكافح لإنهاء قمع الناخبين وأن نجعل كل المواطنين متساوين في الوصول إلى صناديق الاقتراع. أعتقد أن الناس في بعض الأحيان يغيب عن بالهم الدماء التي أُريقت من أجل الحصول علي حق التصويت -الكثير منها. إنها لبنة البناء الأساسية لديمقراطيتنا.
أعتقد أننا نمر بنقطة تحول في تاريخنا حيث يشهد الكثير من الناس ما يجري ويشعرون في داخلهم بأن حياتهم وأرزاقهم على المحك. وليس من الخطأ أن يشعروا هكذا. بالنسبة لي، الشيء الأساسي هو البيئة. وإذا أمعنت النظر في هذه القضية التي تخص قضايا أزمة المناخ، فستجد أنها تشبه الشجرة التي تمسك بأطراف كل قضية أخرى، سواء كانت عنصرية شاملة أو عدالة اجتماعية أو رعاية صحية أو وظائف أو اقتصاد.
أنا لست بخبيرة في السياسة، يجب أن أعمل بجد كما يفعل الجميع لتثقيف نفسي، ولكن بمجرد أن تبدأ في التعلم عن القضايا، تبدأ في الغضب، وليس هناك منفذ أفضل للغضب من النشاط الشعبي. حيث يمكنك الخروج ورؤية الأشياء تتغير نحو الأفضل في مجتمعك، وحتى في فنائك الخلفي. وبمجرد أن تدرك الفرق الذي يمكنك إحداثه لا يمكنك حقًا أن تقلع عن ذلك. إنه إدمان وهذا أمر جيد.
سيندي ماكين، 66 عامًا
رئيس مجلس إدارة معهد ماكين للقيادة الدولية. بالنسبة لي، التصويت هو أهم شيء يمكنك القيام به كأمريكي. إنه حقك وواجبك. شهِدا والدي ووالدتي فترة الكساد والحرب العالمية الثانية، لذا كان التصويت أمرًا مهمًا في منزلنا. أتذكر عندما كنت في المدرسة الابتدائية، جاء والدي وأخرجني من الفصل حتى يتمكن هو ووالدتي من التصويت. أرادوني أن أري ذلك بنفسي.
عندما بلغت الثامنة عشرة من عمري، سجلت نفسي كعضوة في الحزب الديمقراطي: فقد كان والداي ديمقراطيين، وفي ولاية أريزونا، كان الديمقراطيون محافظين للغاية. لقد بذلت قصارى جهدي للتصويت في كل انتخابات، وبمجرد أن بدأ زوجي -عضو مجلس الشيوخ الراحل جون ماكين- للترشح في الانتخابات، أصبح يوم الانتخابات عطلة بالنسبة لنا من نواح كثيرة. كنا نذهب لتناول الغداء ونذهب إلى السينما، كان هذا اليوم لنا. وكنا نتأكد من حصول أبنائنا على بطاقات اقتراع غيابية عندما يكونوا في الجيش.
ما زلنا نكافح من أجل المساواة في الأجور وغيرها من القضايا التي تؤثر على المرأة بشكل يومي. لكن انظروا إلى أي مدى وصلنا! إن آرائنا وأين نقف وما نريده أن يكون لبلدنا مهم للغاية الآن، ونحن جمهور من الناخبين يجب النظر إليه.
بيلي جين كينغ، 77 عامًا
لاعبة تنس سابقة ومُؤسِسة مبادرة بيلي جين كينغ القيادية: أُحب التاريخ فكلما زادت معرفتك بالتاريخ كلما زادت معرفتك بنفسك. والأكثر أهمية من ذلك أنه بسبب معرفتك للتاريخ يُمْكِنُك أَنْ تُشكّلَ المستقبلَ. وعندما نتحدث عن تاريخ التصويت يجب أن نقول الحقيقة وهي أن النساء البِيض هن من سُمح لهن بالتصويت. من المهم جدًّا أن نسمع التاريخ الصحيح للأشياء وكم كان الطريق صعبًا أمام النساء السود للحصول على حقهن في التصويت، بسبب قوانين جيم كرو في الجنوب.
أريد حقًّا أن يفهم الشباب على وجه الخصوص كم أنّ حق التصويت ميزة قيمة، لأنه الشيء الوحيد الذي يتساوى فيه الجميع. فسواء كنت مليارديرًا أو فقيرًا جدًّا، فأنت عندما تصوت يكون لديك نفس القوة، وهذا ما أحبه في عملية التصويت، وهذا بالطبع على افتراض أن لديك صلاحية للوصول لصناديق الاقتراع وأنّ صوتك يُحتسب وهذا جزء من التحدي اليوم.
لطالما قلت: لو لم أكن لاعبة تنس لذهبت لكلية الحقوق. وربما كنت سأحاول أن أكون رئيسة للولايات المتحدة. دائما ما أختار الرقم (1) عرفت في يوم من الأيام أنني أريد أن أكون رقم واحد في التنس، هذه هي شخصيتي ونحن بحاجة لمزيد من نساء يفكرن بتلك الطريقة، أريد للنساء أن يكن طموحات، كفانا سماع تلك العبارات التي تقول: “حسنًا، لا بأس أن يكون الرجل طموحًا، ولكن هذا ليس جيدًا للنساء”. نحن بحاجة إلى أن تكون لدينا نفس الطموحات والرغبات التي لدى أي شخص آخر، فلنعمل على تحقيق طموحاتنا ونسعى إلى تحقيقها.
انظروا إلى الكونغرس: عندما وُلدت سنة (١٩٤٣م) كانت نسبة النساء في الكونجرس أقل من (١%) والآن قد تجاوزنا (20%) أخيرًا، لكن لاتزال تلك نسبة غير جيدة، نحن بحاجة إلى كونغرس يبدو كأمريكا. وبحاجة إلى المزيد من النساء، والمزيد من الأشخاص الملونين، والأشخاص ذوي الإعاقة. وهذا على المستوى المحلي أيضًا. العُمد والمحافظون والرؤساء التنفيذيون والمدراء الرياضيون، فكل شيء متشابك.
هناك مقولة جيدة حقًّا حول هذا الأمر: “أنت تكسبها وتربحها في كل جيل يمرّ عليك”. إنه ليس حقًّا دائم الحماية، سيزول عندما يسقط جيل الكرة، ولا يمكننا أن نسقط الكرة، هناك دائمًا مجموعة من الأشخاص الذين يرغبون في العودة بنا إلى الوراء، ولكن رغم ذلك مازال بإمكاننا إحداث تغيير كبير، سيكون الأمر صعبًا. لكن يمكننا القيام بذلك.
مادلين أولبرايت، 83 عامًا
أول امرأة تتسلم منصب وزير الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية وشغلت منصب مندوب الولايات المتحدة لدي الأمم المتحدة. طُلب مني في حفل عشاء أن أصف نفسي بستّ كلمات، فقلت: متفائلة قلقة، حلّالة مشاكل أمريكية ممتنة.
قضيت الحرب العالمية الثانية في لندن خلال قصف لندن (ذا بليتز) ثم عندما استولى الشيوعيون على تشيكوسلوفاكيا، جئت إلى الولايات المتحدة في نوفمبر (1948م)، حينها كنت في الحادية عشرة من عمري، فكبرت وأنا أفكر في أنّ هذا بلد مدهش -وأنه لا يوجد بلد ديمقراطي أفضل من الولايات المتحدة.
حصلت على الجنسية بين سنتي الثانية والثالثة في كلية ويلسيلي. انتخبت الرئيس جون كينيدي في أول تصويت لي، ولا شك أن تصويتي الأول كان بالنسبة لي رمزًا لكل شيء، رمزًا لكوني في بلد حر، ولقدرتي على المساعدة في اختيار الرئيس.
ما أجده مثيرًا للاهتمام هو تمسك أنصار “حق المرأة في الاقتراع” بالمثابرة والعمل الجاد للمضي قُدمًا بجدول أعمال الاقتراع ثم الاعتراف بأن هناك قضايا أخرى لم تُحلّ ثم الانتقال إلى تعديل الحقوق المتساوية (تعديل مقترح لدستور الولايات المتحدة: المترجم) ولا تزال هناك أسئلة حقيقية فيما يتعلق بالأجر المتساوي للعمل المتساوي، والاعتراف بقدرات المرأة، وتمكينها اقتصاديًّا وسياسيًّا.
أقضي الكثير من الوقت في محاولة لتحليل ماهية الديمقراطية، والتصويت هو مجرد بوابة للدخول. إن عملية الديمقراطية لا يتم الانتهاء منها أبدًا، إنها عملية مستمرة تحتاج إلى الاعتزاز بها وتعزيزها.
بيتي وايت، 98 عامًا
ممثلة (شاركت في مسلسلي “The Golden Girls” و”Hot In Cleverland” ومؤلفة: كان والدي ووالدتي يتمتعان بعقلية مَدنيّة للغاية، ودائما ما ناقشنا قضايا اليوم على مائدة العشاء، لم نتفق دائمًا فيما بيننا فقد كان لكل منا رأيه، ولكن كنا نتجادل أحيانا بطريقة ودية، أخذني والداي إلى صناديق الاقتراع ليُظهرا لي ما يحدث وأهمية أن أكون مسؤولة، أعتقد أن الناس لا يقدرون دائمًا أو يدركون القوة التي يمتلكونها. من المهم أن يكون لديك رأي، تلك الفردية هي ما تجعل أمريكا مميزة، ونحن بحاجة للاحتفال بذلك.
التصويت واجب وامتياز. لا يوجد شيء في عالم اليوم أكثر أهمية من ذلك، لقد أحرزنا الكثير من التقدم في المائة عام الماضية، فالنساء يشاركن الآن بقدر أكبر في النشاط اليومي لمجتمعاتهن، ويجري الإصغاء لأصواتهن أكثر بكثير من ذي قبل، لأن لديهن شيئًا مُهمّا ليُقال. أفكر في حقيقة أنه عندما وُلِدت أمي لم تكن النساء قادرات على التصويت في هذا البلد، فكم نحن محظوظون لأننا نعيش في هذا العصر الحالي.
نعومي ريبلانسكي، 102 عامًا
شاعرة ومؤلفة كتاب “Ring Song” في الشعر: عندما كنت طفلة استوعب عقلي مفهوم النسوية بسهولة. كنت معتادة على فكرة النساء المستقلات الأقوياء. فوالدتي واثنتان من أخواتها، وهن جميعهن مهاجرات من مذابح روسيا القيصرية، عملن في التدريس أو المكاتب أو الخدمة الاجتماعية، وسارت اثنتان من عمّاتي في مظاهرات تطالب بحق المرأة في التصويت.
كان هناك كتاب في شقتنا من تأليف النسوية السويدية “إلين كي” التهمتُه، كما التهمت معظم الكتب التي أتت في طريقي، وكل شيء في ذلك الكتاب بدا لي طبيعيًّا ومعقولًا ولا مَفرّ منه، وعرفت أيضًا من خلال القراءة عن السخرية من رائدات الحركة النسوية والمعاناة البدنية (السجن، والتغذية القسرية) التي كن يتعرضن لها.
عندما كنت في العاشرة من عمري في عام (1928م)، كانت حملة آل سميث (حاكم ولاية نيويورك آنذاك) الانتخابية للترشح للرئاسة ضد هربرت هوفر ضارية. وفي الحي الذي كنت أعيش فيها، شرق برونكس في نيويورك، مع خليط من السكان الإيطاليين واليهود، أغلبهم من المهاجرين، كل الأطفال كانوا يدعمون آل سميث، ربما كان والدِيهم كذلك. خسر آل سميث وعلمت لاحقًا أن أحد الأسباب الرئيسية لخسارته هو كونه كاثوليكيا. ظل ذلك التعصب عالقًا في ذهني الطفولي المحير.
كان التعصب متفشيًا في تلك الأيام. وكان وقحًا ويحدث في العلن. في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين كان هناك الكثير من الأمثلة المشهورة علي مظاهر الظلم في تلك الفترة : إعدام ساكو وفانزيتي (المهاجران الإيطاليان اللذان أعدما بتهمة قتل مزدوج على الرغم من قلة الأدلة التي تشير إلى ارتكابهم لهذه الجريمة)، وقانون جيم كرو في الجنوب، والافتقار إلى الحريات المدنية، والعزل السكني العنصري، وفتية سكوتسبورو التسعة (الشباب السود التسعة الذين اُتهموا زُورًا باغتصاب امرأتين بيضاوين)، ودفاع ثيودورو بيلبو، عضو مجلس شيوخ ولاية مسيسيبي، عن ضريبة الاقتراع لتقليل عدد أصوات الناخبين السود.
(ولكم تشبه بعض تلك التكتيكات الانتخابية تلك التي تحدث اليوم ــ تزييف الانتخابات عن طريق تقسيم الدوائر الانتخابية، أو فحص الهويات أو الاختبارات الأخرى عند التسجيل، والطوابير الطويلة، والحيل القذرة ــ وإلى أي مدى أصبح من المألوف إلى حد مؤلم عدم المساواة المستمرة في العرق والطبقة). وتمر السنين في اليوم الذي فاز فيه الرئيس باراك أوباما: كنا نسير عائدين إلى المنزل في ذلك المساء عبر شوارع الجانب الغربي العلوي من نيويورك مُرهَقين ومتفاخرين. كل شخص مررنا به، كل غريب، ابتسم لنا. ورددنا عليه بالابتسامة. وفي أفكارنا، احتضننا الولايات المتحدة بأسرها في تلك اللحظة.
روثي تومبسون،110 عامًا
انضمت إلى قسم الحبر والرسم في استوديو والت ديزني للرسوم المتحركة وعملت هناك كمصممة مشاهد أيضا وهي واحدة من أوائل النساء في هوليود اللواتي انضممن إلى الاتحاد الدولي للمصورين.
يجب أن يكون للنساء خيار وصوت، أعتقد أن النساء يجب أن يُصَوتوا دائمًا ويجب أن يكون لهم كلمة في العائلة وأن يكون لهن كلمتهن في الحياة. المرأة تفعل الكثير وتحتاج أن تُسمع، لدينا الكثير لنقوله فبدون النساء لن يكون هناك أطفال، والعالم يحتاج للأطفال. وبالتأكيد سأظل أُدلي بصوتي بقدر ما أستطيع.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 3,924
بعد قرن من حصول النساء على حقهن في التصويت، تنظر النساء فيما يعنيه ذلك بالنسبة لهن.
link https://ziid.net/?p=68676