كيف تتخلص من الكوابيس؟
الكوابيس من أكبر المشكلات التي قد تواجه الأشخاص في حياتهم، خاصة إذا كانت متكررة وتؤثر على أدائهم النهاري.
add تابِعني remove_red_eye 61,969
الكوابيس، أحلامنا غير السعيدة، السقوط من مرتفع، أو الجري من عدوٍّ يتربص بك، قد تفر وقد تقع أسيرًا، الجري، الجري، الجري، ثم السقوط، والاستيقاظ فزِعًا، تتلفت حولك، تتأكد أنك في غرفتك، في سريرك، لا عدو يتربص بك، ولا أحد هنا سواك. الكوابيس أسوأ ما قد يحصل للمرء، لأنهاتحرمه من لذة النوم التي ينتظرها طوال اليوم، فالكابوس أو الحلم المزعج لا يقتصر فقط على الإزعاج، أو الصحو متفاجئًا في كثير من المرات، بل يتعدى إلى ما وراء ذلك، ويحرمك من التركيز الذي تحتاجه لإتمام أعمالك.
لأن النوم جيدًا هو أول الطرق لاستقامة الحياة، فمن النوم جيدًا يتمكن الجسد من القيام بوظائفه الحيوية بكفاءة تامة، وكذلك تنتظم معدلات الأيض وحرق السعرات، لا يرتفع هرمون الكورتيزول الذي يسبب ارتفاعه انفتاح شهيتك على الحلوى والسكر، والشعور بالقلق والتوتر، لذلك ما ذا تفعل إذا كانت الكوابيس تحتل أحلامك، وتضيق عليك الخناق، وتحرمك من الاستمتاع بلذة النوم.
هل رؤية الكوابيس تعني أنك مصاب باضطراب الكوابيس؟
لا يتم تشخيص الكوابيس كاضطراب إلا حينما تزعجك تلك الأحلام أو تؤدي إلى الضيق وتمنعك من النوم براحة، لذلك قد يفحصك الطبيب ليعرف أين المشكلة التي تؤدي إلى تلك الحالة المزعجة، وقد يكون ذلك عرض مرتبط باضطراب نفسي آخر مثل القلق، أو الاكتئاب، أو كرب ما بعد الصدمة، وكذلك الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، ففي الكثير من الأحيان لا تكون الكوابيس منفردة بل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بعرض عقلي، لذلك من المهم والضروري مراجعة طبيبك، من أجل أن يتوصل إلى سبب المشكلة الرئيسي ويساعدك على التخلص منها وعلاجها، وكما أن الألم قد يدل على جود مرض عضوي يفتك بك دون أن تدري، فإن الكوابيس قد تعد تنبيهًا من عقلك الذي يحاول أن يستغيث بك، أو يعرض لك المخاوف التي تتخبط به، وتحرمه من الراحة.
كيف تعمل الأحلام؟
الأحلام هي مرايانا، هي شريط الفيديو الذي يتكون، حصيلة الكاميرا الخاصة بنا (العين)، وحصيلة الأفكار التي تؤرقنا، وكذلك حصيلة الأفكار والمشاعر، المفتضحة منها، والمكتومة، المشاعر التي يمكننا التعبير عنها، وتلك التي لا نتمكن حتى من نطقها لأنفسنا، كل ذلك يظل مخزنًا في أدمغتنا، في العقل الباطن، وحالما تغمض عينيك، وتصير غرفة العقل مظلمة يبدأ العرض الحي، الذي قد ترى نفسك فيه وأنت تكتب أعظم قصة، أو تصل لمكانة مديرك، أو تمتلك مالًا، أو تتزوج حسناء، لأنها أحلامك وأمنياتك ويحاول عقلك أن يواسيك ويعرضها لك ليخبرك أنك قادر على تحقيقها.
أو تحلم أنك تجري خائفًا من شخص من شيء، ترى حبيبتك وقد تزوجها رجل آخر، ترى نفسك محزونًا لأنك فقدت أموالك، ترى أنك فقدت حبيبًا غيبه الموت، وتلك هي مخاوفك التي انتصرت عليك وظهرت في أحلامك، طبعًا الكوابيس هي المخاوف، أو حتى أحلام مرهقة بلا فائدة، قد تكون أحلامًا بلا معنى لكنها مؤرقة.
كيف تتخلص من الكوابيس
قد لا تجدي تلك الحلول فائدة كبرى إذا كان الأمر يتعلق بالمرض، لكن يمكنها أن تخخف حدة الأمر، وتنجح مع الذين لا ترتبط كوابيسهم بالمشكلات النفسية.
تخلص من الإجهاد
قد تأتي لك الكوابيس بسبب النوم مجهدًا، لا نعني بذلك الجهد الحركي فقط، بل الجهد الذهني مثل كثرة المشاكل والتعب الناتج من جهد ذهني مستمر، مثل العمل في الترجمة أو الكتابة مثلًا، لذل إذا أردت أن تنعم بالنوم بلا كوابيس فتخلص من الإجهاد، يمكنك التخلص منه عن طريق ممارسة التأمل، أو اليوغا، والتي قد تساعدك في تصفية ذهنك وتساعدك لتستعد لنوم هانئ ببالٍ مرتاح، كذلك الحمام الساخن قد يساعدك على الاسترخاء والشعور براحة أثناء النوم.
تناول وجبة خفيفة قبل النوم
كثيرًا ما كنت أسمع الناس يقولون إن الأكل قبل النوم يسبب الكوابيس وتأتي الجمل المعبرة عن ذلك من عينة “الأكل كبس على نفسه” “أصله متعشي عشوة تقيلة” فبجانب المخاطر الصحية التي تهدد الإنسان جراء تناوله الأطعمة الدسمة ليلًا، وما تسببه من السمنة والأمراض، وترهق المعدة التي تستحق أن تحظى بالراحة لساعات محدودة مثلها مثل باقي أجهزة الجسم، وكذلك عدم تناول الطعام لفترة طويلة، لدرجة أن ينخفض سكر الدم أثناء اليوم، تلك العادات قد تجعلك تحلم بالكوابيس أثناء نومك، لذلك تناول وجبة خفيفة من البروتين سهل الهضم قبل النوم بساعتين لتحظى بنوم هانئ.
الالتزام بمواعيد النوم
من أفضل الطرق -ليس للتخلص من الكوابيس فحسب- للحصول على نوم منتظم وهادئ ومفيد للجسم، هو أن تلتزم بمواعيد للنوم والاستيقاظ، سبعة أيام في الأسبوع مما يعني أن المواعيد تشمل العطلة أيضًا، فالحرمان من النوم، وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم كما يساهم في رؤيتك الكوابيس، يساهم بشكل فعال أيضًا في تدهور حالتك الصحية، لأن قلة النوم تساهم في ارتفاع معدل هرمون الكورتيزول الذي يسبب الشعور بالقلق، كما أن عدم حصولك على قدر كاف من النوم يدمر الجهاز العصبي، وكذلك يدمر المناعة.
ماذا عن الأدوية التي تتناولها
لدي عادة غريبة، وهي حب قراءة نشرات الأدوية التي يصفها الطبيب لي أو لأحد من أفراد عائلتي، في كثير من الأحيان أجد الأدوية قد تسبب النعاس، ومع ذلك يعطى تحذير يمنع من القيادة أثناء تناولها، وهناك بعض الأدوية التي تسبب الأرق والكوابيس، لذلك إذا وجدت عليك تلك الظاهرة فراجع طبيبك، فربما يكون السبب هو تناول دواء بعينه، ويمكن أن يقوم الطبيب بتغيير نوع الدواء، وكذلك بعض أدوية الاكتئاب والقلق قد تسبب الكوابيس، لذلك من الأفضل تغييرها مع الطبيب، ولا تقم أبدًا بقطعها من نفسك لأن ذلك قد يسبب ضررًا جسيمًا.
حاول إعادة كتابة الكوابيس
من الصعب تذكر الأحلام المزعجة، قد نتفاعل معها فقط، ونشعر بالقلق والخوف والتهديد، لكن تذكرها صعب، لكن إذا تمكنت من تذكر الكوابيس، فقم بإعادة صياغتها من جديد، فإذا كنت تجري في كابوسك لأن تهديد ما يلاحقك أعد صياغة الكابوس، أن تجري في مارثون والشمس تضيء الكون وربما كان الفوز من نصيبك.
اصنع وقتًا للقلق
قد يكون ذلك كلامًا خياليًّا، لكن في حقيقة الأمر يمكنك تخصيص وقت للشعور بالقلق وإخراج كل المشاعر السلبية التي تسكنك، يمكنك فعل ذلك مع التدريب، لذلك حينما تكون في طريقك للنوم لن تأتي معك تلك الأفكار السيئة التي تجعلك حزينًا، وتمنعك من النوم براحة، وتجعلك تشعر بالتوتر حتى أثناء النوم.
ابتعد عن الأشياء المزعجة
كما قلت سابقًا الكوابيس هي صور التقطناها، خلال اليوم، أو من القراءة، أو من خلال تفاعلنا مع الحياة بشكلٍ عام، لذلك إذا كنت تعاني من الكوابيس ابتعد تمامًا عن الأشياء المزعجة، الأفلام والمسلسلات المرعبة، أو حتى المرهقة نفسيًّا التي قد تجعلك تشعر بالتوتر والقلق أثناء مشاهدتها، وإن كان لا بد من ذلك فاجعل ذلك بعيدًا عن موعد النوم بوقتٍ كثير، حتى يزول أثرها، وكذلك القصص المرعبة، والأخبار المزعجة التي قد تعبث في مخاوفك فتجعلها تستيقظ، وتفقدك سلامك النفسي، يمكنك أيضًا إغلاق الهاتف والتلفاز قبل النوم من ساعة إلى ساعتين والاستمتاع بقراءة شيء جميل، أو حتى مشاهدة فيلم كرتوني أو أداء صلاة أو قراءة بعض الآيات.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 61,969
مقال يساعدك في التخلص من كوابيسك والنوم بشكل أفضل
link https://ziid.net/?p=76304