الأحجار الكريمة: تقتصر على الزينة فقط أم ربما أكثر من ذلك؟
الأحجار الكريمة ليست فقط للزينة أو الديكور ولكن لها العديد من الفوائد العلاجية وكذلك التأثيرات المتعلقة بالطاقة والذبذبات والموجات
add تابِعني remove_red_eye 22,610
من دون شك لا يوجد من لم يرَ حجرًا كريمًا يزيّن خاتمًا، يتوسّط عقدًا أو يتدلى من حلق أذن. الأحجار الكريمة من الأشياء التي تزيد المجوهرات جمالًا بألوانها البديعة والموحدة، غالبًا كما أن وجود فص حجر أصلي في سوار يعني بعض الأصفار الإضافية لثمن هذا السوار لذلك هناك من يقتنيها لهذا السبب أو لسابقه إضافةً للبعض ممن يقتنونها إيمانًا أن بتحريكها قد يتكرّم عفريت نائم من أيام النبي سليمان ويستيقظ لتحقيق الطلبات. إلا أنه مؤخرًا ظهر في العالم العربي وقبله بقليل في العالم الغربي، أناس يهتمون بالأحجار الكريمة والشبه الكريمة لا ليضعوها في خاتم أو حلق بل لتلمسها جلودهم وتحتك بها أيديهم وأعضاؤهم أملًا في العلاج.
ظاهرة العلاج بالأحجار الكريمة قديمة قِدم تشكّل هاته الأحجار، ولا خير دليل سوى اسم عصر من عصور البشرية القديم وهو العصر الحجري. استخدم الإنسان خلال هذا العصر الأحجار بأنواعها في كل أشكال حياته ومنذ ذلك العصر تعرّف الإنسان على القوة الكامنة وسط بعض الأحجار، فكان يعلّق بعضها طلبًا للحماية وينحت الأشكال من أخرى تكريمًا وتعظيمًا. خلال العصور القديمة كانت كل من المايا والأزتك، الهنود الحمر، الصينيون وفراعنة مصر قد تعرفوا على الأحجار الكريمة وبدؤوا في استخدامها.
بمصر توصّل القدماء إلى معرفة كيفية تأثيرها على أعضاء الجسد حسب الموضع الذي توضع فوقه، بينما في الصين كانوا يستخدمون مسحوق حجر الجاد للتداوي، أما العبرانيين مع الروم والإغريق وغيرهم فقد استعملوها إيمانًا بتأثيرها على الشخص في المستويين العضوي والنفسي. ارتكز استخدام الأحجار كرابط بين الإنسان والمقدس، فعن طريق استعمال الحجر المناسب يحصل الإنسان على الشفاء. كما هو الشأن مع كل ما يتقادم مع الزمن فإن العلاج بالأحجار الكريمة نال حظه من البدع والهرطقة التي ربطته بكل ما هو خارق وسحري حتى نسي الناس طرق العلاج بها واكتفوا باعتبارها زينة لا غير خاصةً مع تطور الطب العربي ووصوله عن طريق الترجمة نحو الغرب، فكان البعض يخجل من ذكر أن شعبه يتداوى بالأحجار بينما قوم آخرون عرفوا الجراحة وبعض التقنيات الحديثة.
هكذا اندثرت معظم المعارف حول العلاج بالأحجار ولم يبقَ في خُلد الناس عند ذكر الحجر سوى حجر الفلاسفة ولم يعد يعني الإكسير سوى إكسير الحياة في حين أن الكلمة كانت تستعمل لتعريف الماء المصنوع عن طريق أي حجر كريم. بقي الأمر في تقلب إلى حدود القرن الثامن عشر عندما اكتشف رينيه أيوي الأنظمة الكريستالية السبعة مؤسسًا بذلك لعلم البلورات وفي نفس القرن تم الاعتراف بمسحوق الأحجار كنوع من أنواع الطب وبعدها بقيت الدراسات والأبحاث إلى أن تم اعتبار lithotherapy كنوع من أنواع الطب البديل التي بدأت تنتشر بين العموم ابتداءً من سبعينيات القرن الماضي.
كما أسلفت الذكر فالإنسان منذ القديم عرف كيف السبيل للعلاج بالأحجار وأطباء العصور القديمة وضعوا بعض المبادئ للتعريف بطريقة هذا العلاج:
قوة الأحجار تكمن في الذبذبات والموجات:
العديد يعتقد بل ويؤمن أن العالم مجرد مادة هذا ما كان سائدًا حقًا، لكن وبفضل العلوم الحديثة خاصةً الفيزياء الكمية نستطيع القول الآن أن العالم ليس فقط مادة بل هو أيضًا مكوّن من ذبذبات واهتزازات باختصار من طاقة. أجسادنا لكلٍ منها طاقة خاصة وذبذبة معينة تتغير درجتها بحسب مشاعرنا وأحاسيسنا فتؤثر على النفسية وحتى على الأعضاء. فأحيانًا طاقة مختلة تعني جسدًا معلولًا أو سلامةً عقلية مشكوك في أمرها. الأحجار هي الأخرى تتكون من طاقة لها اهتزازات وذبذبات لا تتغير إلا بالاحتكاك مع الذبذبات البشرية فتؤثر فيها وتعالج طاقة الحجر الخام الجزء المتضرر من الطاقة البشرية وهذا من الهبات الربانية التي عرفتها الشعوب القديمة خلال زمن سحيق ولازات العلوم الحديثة تكتشف ذلك بالأجهزة لتعطيه تفسيرًا علميًا.
تشكّل علم العلاج بالأحجار الكريمة اعتمادًا على كتابات الفلاسفة العرب والإفرنج مع العلوم الفرعونية إضافة لمعارف المعالجين الصينيين والهنود مما جعل كل حجر يكتسب خواص عديدة تمكنه من علاج أكثر من مجرد ألمٍ خفيف. استعمال الأحجار لأسباب علاجية يعتمد دومًا على السماح لطاقة الحجر بالامتزاج مع الطاقة البشرية وهذا ما يفعله المعالجون عادةً حيث يحصل المريض على أحجار توضع بكل مكان طاقة في الجسم وبمراكز الشاكرا -حسب الفلسفة الهندوسية- عندها تدخل الطاقة الحديثة للهالة وتعالجها.
وبالحديث عن الشاكرا، فإن للأحجار ألوان وهذه الألوان تتدخل أيضًا في طاقتها وتؤثر في الشخص كما نرى في مصر الفرعونية التي استبقت هذه الفكرة رابطة حجر اللازورد الأزرق بالروحانية ومنه ربطوا كل ما هو أزرق بها. الأحجار هي أيضًا طاقات، كما ذكر، وباحتكاكها مع طاقاتٍ بشرية فهي تتأثر ومنها ما تستنزف طاقته فيتغير لونه ويذبل لذلك يعمد المختصون لتطهير هذه الأحجار إما عن طريق دفنها أو تطهيرها بالماء الغير معدني فالأحجار معادن وقد تؤثر في تركيبتها المعادن الأخرى. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن لهذه الاحجار خواص فمنها الشمسي ومنها القمري الذي لا يحتمل الشمس كما أن هناك أحجار قابلة للوضع في الماء وأخرى تتلف عند وضعها.
طبعًا فإن استخدام الحجر المناسب في العضو المناسب وحسب الوضعية المناسبة يبقى من اختصاص الدارسين لعلوم الأحجار الذين يدرسون طاقاتها وخواصها المؤثرة التي لا تقتصر على العلاج فقط بل مؤخرًا أصبح البعض يستخدم إكسير الحجر لمشاكل البشرة والشعر.
الأحجار الكريمة أكثر من الزينة هي تستخدم أيضًا في ساعاتنا وفي بعض الصناعات الدقيقة الأخرى والعلاج بها من الأمور التي بدأت بالانتشار على مدى واسع في مجال الطاقات إلا أنه تجدر الإشارة أن العلاج بالأحجار الكريمة يبقى من فروع الطب البديل الذي وإن كان يخفف من الألم، لا يعوض اللجوء للطب.
استقيتُ هذه المعلومات من كتاب:
Initiation aux origines et principes de la Lithothérapie
add تابِعني remove_red_eye 22,610
مقال حول الأحجار الكريمة وعلاقتها بأمور العلاج والطاقة
link https://ziid.net/?p=27227