هل يمكن أن تصاب بكورونا مرتين؟
[نتائج دراسة حديثة بتاريخ 12-7-2020]
add تابِعني remove_red_eye 414,635
أعلم أنك سئمت من سماع أخبار جائحة كورونا على مدار الأشهر الثمان الماضية، لكن صدقني: ما ستسمعه اليوم قد ينقذ حياتك وحياة من تُحب.
في حين لا يزال هناك الكثير مما لا نفهمه حول المناعة من هذا الفيروس الجديد، هناك عدد صغير -إنما متزايد- من الحالات يشير إلى أن إجابة السؤال أعلاه هي نعم!
المخيف في الأمر أن الإصابة بفيروس (كوفيد-19) قد يكون أسوأ أيضًا في المرة الثانية. خلال إصابته الأولى، عانى أحد مرضى د. كلاي أكرلي من سعال خفيف والتهاب في الحلق. وعلى النقيض من ذلك، تميزت إصابته الثانية بالحمى الشديدة وضيق التنفس ونقص الأكسجة، مما أدى إلى عدة رحلات إلى المستشفى.
تشير التقارير والمحادثات الأخيرة مع الزملاء الأطباء إلى أن ذاك المريض لم يكن الاستثناء. على سبيل المثال، يبدو أن مريضين في نيوجيرسي قد أصيبا بـ (كوفيد-19) للمرة الثانية بعد شهرين تقريبًا من الشفاء التام من أول إصابة.
[إذا كنت مهتمًا بالبودكاست، فقد وصف دانييل جريفين، وهو طبيب وباحث في جامعة كولومبيا في نيويورك، مؤخرًا حالة معاودة العدوى في بودكاست هذا الأسبوع في علم الفيروسات]
نتائج الاختبار ليست مثالية!
أولاً، كيف نعرف ما إذا كان الشخص قد أُصيب مرتين بالكورونا؟ في حالة مريض د. كلاي أكرلي، كان مريضًا بأعراض تشبه أعراض كورونا وحصل على نتيجة اختبار إيجابية؛ ثم شعر بتحسن وحصل على نتيجتي اختبار سلبيتين؛ ثم مرض مرة أخرى لتظهر النتيجة إيجابية مرة أخرى.
كانت هذه الاختبارات كلها من نمط فحوصات “تفاعل البوليميراز المتسلسل” المعتمدة على مسحة الأنف (على عكس اختبارات الأجسام المضادة، والتي تختلف عنها كليًا). هذا النوع من الاختبارات دقيق إلى حد ما في إظهار النتائج الإيجابية، ولكن الأخطاء في حالة النتائج السلبية شائعة جدًا.
وجدت إحدى الدراسات أنه بعد 21 يومًا من بدء الأعراض، حصل 66% من المرضى على نتائج سلبية “خاطئة”.
لذا من الممكن (رغم أنه احتمال ضعيف) أن الاختبار الأولي ظهر إيجابيًا بشكلٍ مغلوط، وربما كان المريض يعاني من مرض مزمن وكانت الاختبارات السلبية هي الخاطئة. نحن نعلم أن بعض الإصابات يمكن أن تستمر لأشهر. (مجددًا، هذا الاحتمال ضعيف، لكنه بالتأكيد ممكن الحدوث).
بغض النظر، فإن الأبحاث المحدودة -حتى الآن- على المتعافين من كوفيد-19 تظهر عجز أجساد بعض المرضى عن تطوير أجسام مضادة بعد الإصابة. على الطرف الآخر، تُظهر أجساد بعض المرضى -وخاصة أولئك الذين لا تظهر عليهم الأعراض أبدًا- استجابة فورية للجسم المضاد بعد الإصابة لتختفي سريعًا بعد ذلك، وهي مسألة تثير قلقًا علميًا متزايدًا!
الأسوء من ذلك، تكرار الإصابة بالمرض في فترة قصيرة هي سمة من سمات العديد من الفيروسات، بما في ذلك الفيروسات التاجية الأخرى. لذا، من المحتمل جدًا أن يُصاب بعض مرضى كوفيد-19 بالمرض لأكثر من مرة.
المناعة بالعدوى (مناعة القطيع) ليست حلًا مجديًا!
بشكل عام، ما نجهله عن الاستجابات المناعية لفيروس كورونا 2 المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (اسم طويل؟) يفوق حاليًا ما نعرفه:
- لا نعرف حجم المناعة التي يمكن توقعها بمجرد إصابة الشخص بالفيروس.
- لا نعرف كم من الوقت قد تستمر هذه المناعة.
- لا نعرف عدد الأجسام المضادة اللازمة لتكوين استجابة فعالة.
وعلى الرغم من وجود بعض الأمل فيما يتعلق بالمناعة الخلوية (بما في ذلك استجابات الخلايا التائية) في حالة عدم وجود استجابة دائمة للجسم المضاد، فإن ظهور حالات مثبتة لإعادة الإصابة بالمرض يضع فعالية هذه الاستجابات المناعية موضع تساؤل أيضًا.
لكن ماذا عن مناعة القطيع (أو ما تسمى بالمناعة الجماعية)؟
تعتمد مناعة القطيع على النظرية القائلة بأن أجهزتنا المناعية، بمجرد تعرضها لمسببات الأمراض، ستحمينا بشكل جماعي كمجتمع من الإصابة مرة أخرى وبالتالي تحدّ من انتشار المرض.
يعتبر الخبراء مناعة القطيع الطبيعية خطة احتياطية لأسوأ السيناريوهات. وتتطلب عدوى جماعية (وفي حالة كوفيد-19، خسارة فادحة في الأرواح بسبب معدل الوفيات الناجمة عن المرض) قبل أن يظهر مفعوهلا الحقيقي.
رُوّج لمناعة القطيع من قبل خبراء في السويد و (في وقت مبكر من الوباء) في المملكة المتحدة، فكانت النتائج مدمرة!
في الأسابيع الأخيرة، أشار خبراء طبيون بارزون إلى أن الزيادة الحالية في الحالات قد تؤدي إلى مناعة القطيع بحلول أوائل عام 2021، وتفائلت مقالة رأي (بتاريخ 6 يوليو/تموز في صحيفة وول ستريت) بالمثل.
من المريب ألّا ينتبه أحد لخطر هذا النمط من التفكير. فهو مدعاة لتحفيز المزيد من السلوك السيئ: يعتبر البعض أن “حفلات الكورونا – CoronaVirus Parties”، حيث يتجمع الناس للإصابة بالفيروس عمدًا، والتجمعات الكبيرة بدون أقنعة، يعتبرها البعض الطريقة الأسرع للخروج من الوباء.
ولا زال الخطر قائمًا
في رأيي، فإن حالة مريض د. كلاي أكرلي (والتي ذكرناها في بداية المقال) تُعد بمثابة علامة تحذير على عدة جبهات:
أولاً، يشير مسار الإصابة الأولية “المعتدلة” متبوعًا بعودة قوية للمرض إلى أن الفيروس الجديد ربما يشارك بعض اتجاهات الفيروسات الأخرى مثل حمى الضنك (حيث يمكن أن تعاني من أعراض أكثر حدة في كل مرة تصاب فيها بالمرض.
ثانيًا، على الرغم من المساعي العلمية في المناعة الخلوية أو الأجسام المضادة، فإن شدة النوبة الثانية لكورنا تشير إلى أن هذه الاستجابات قد لا تكون قوية كما نأمل.
ثالثًا، قد يتخلى العديدون عن حذرهم بعد الإصابة لاعتقادهم بأنهم إما محصنين أو ليس لديهم تأثير في انتشار الفيروس. ومن الواضح أن هذه الافتراضات تعرّض صحتهم وصحة القريبين منهم للخطر.
أخيرًا، إذا كانت الإصابة مرة أخرى خلال هذا الزمن القصير محتملة، فهذا يطعن بفعالية اللقاحات المطورة (حتى الآن).
في الختام
مع وجود شكّ في الحصانة الشخصية أو انقاذ العالم وفق مناعة القطيع، فلا بدّ أن يستمر العمل الشاق لسحق هذا الوباء. يجب أن تتجاوز جهودنا مجرد انتظار العلاجات واللقاحات الفعالة. يجب أن تتضمن الوقاية المستمرة من خلال استخدام أقنعة الوجه المُثبتة طبياً، وغسل اليدين، والتباعد الاجتماعي، فضلاً عن الاختبار واسع النطاق، وتعقب الحالات الجديدة وعزلها.
هذا مرض جديد: منحنيات التعلم شديدة الانحدار، ويجب أن ننتبه إلى الحقائق المزعجة عند ظهورها. ومن شبه المؤكد أن مناعة القطيع الطبيعية خارج متناول أيدينا. وبالتالي لا يمكننا أن نعلق آمالنا عليها.
add تابِعني remove_red_eye 414,635
link https://ziid.net/?p=63674