5 أمور ممتعة توقفت عنها في تجربة شخصية مع “صيام الدوبامين”
شعورك عندما تفطر بعد صيام نهار كامل سيجعل للطعام مذاقًا آخر وللماء اشتياقًا غير معتاد، وهذا ما حدث لي مع صيام الدوبامين
add تابِعني remove_red_eye 102,609
كانت لي تجارب مع صيام الدوبامين، والذي يعني التوقف عن أمور ممتعه بالنسبة لك. عشت هذا الصيام مع خمسة أشياء توقفت وامتنعت عنها ومن ثم عدت لها ومن المعروف بأن الدوبامين ناقل عصبي يحفزك على مزيد من الجهد حتى تصل لما تريد وتكون الجائزة بعد ذلك. هنالك أمور متعتها سريعة وبجهد قليل، وهنالك أمور تحتاج لجهد أكثر وفترة أطول حتى تشعر بالمتعة والحافز على الاستمرار لذلك نجد أن المتعة المؤقتة والسريعة استجابتنا لها أسرع من المتعة البعيدة التي تتطلب الصبر والالتزام مثل: المذاكرة للحصول على شهادة.
وفي الوقت المعاصر المسمى بعصر السرعة المتعة وإفراز الدوبامين ربما أصبح أكثر، وهذا بدوره يجعل قوة الإرادة لدينا تضعف وما تريده متاح وملبى لك فبضغطة زر يصلك “بنقر” بعد الساعة الواحدة صباحًا. “النفس كالطفل أن تهمله شب على حب الرضاع وأن تفطمه ينفطم”. لذلك من الحلول لترويض النفس كانت تطبيق فكرة صيام الدوبامين وفعلت ذلك في خمسة أمور وهي التالي:
1. توقفت عن سماع الأغاني والموسيقى لمدة ستة أشهر
بالرغم من حبي للموسيقى ومحاولاتي على العزف على الآلات الموسيقية المختلفة كان القرار بالامتناع والتوقف عن السماع وفي الحقيقة كنت أريد فعل ذلك لمدة أطول إلا أن إحدى الصديقات أهدتني أغنية فكانت وراء عودتي بعد عزوف دام لمدة ستة أشهر، شعرت بتركيز أكثر وبوقت أطول وربما كانت أحد أسبابي رغبتي في استثمار الوقت عندما سمعت قصة أحد الناجحين من جدة فقد تم منحه دراسة في الخارج، وحقق الكثير من الإنجازات كونه لا يضيع وقته في الملهيات ولا يحبذ سماع الأغاني فكان لديه وقت كافٍ لتعلم مهارات مختلفة جعلته يستحق الحصول على المنحة فكنت أرغب أن أجرب أسلوبه في الحياة .
2. توقفت عن أكل السكر لمدة ستة أشهر
كان هذا بدافع التخلص من الإدمان خاصةً وأن هنالك من أطلق عبارة “السم الأبيض” على السكر كذلك ما يسببه من زيادة الوزن وأمراض مختلفة، وأكثر ما شدني لمنع السكر هو ما يسببه من قلق وصعوبة في التعلم وللأمانة لم تكن التجربة سهلة فأغلب ما أحب مرتبط بالسكر ارتباطًا وثيق بالإضافة إلى أن اجتماعات العائلة لا تخلو مما لذ وطاب من أطباق الحلى كنت أحتاج لإرادة فولاذية، وعزم حقيقي وإصرار حتى لا أستسلم. كما أن شهر رمضان من ضمن هذه الأيام وقد كنت متوقفة عن السكر تمامًا حتى الطبيعي فلا تمر ولا عسل، ولا حتى فاكهة..
وأكثر ما كان يجعلني مستمرة، وملتزمة هو أن عملية تنظيف الجسم تحتاج لمدة فأي تهور سأدفع ثمنه.. ومن الأمور التي آلمتني القهوة فلقد حرمت من “الكابتشينو والموكا..” وغيرها لم أتقبل الطعم بلا سكر، وكان الحل بأن أتوجه إلى القهوة العربية كبديل.. حتى الشاي وحين استشرت من سبقني في هذه التجربة أخبروني بأني سوف أعتاد على الطعم الجديد وفعلًا حدث ذلك بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر لم تعد تغريني الحلويات ولا يستهويني طعم السكر.. وأستطيع أن أشرب الشاي والقهوة بلا سكر. لم أتوقع قدرتي على الاستمرار خاصةً وإني سعيت إلى البدائل مثل: شوكولاتة بلا سكر، المأكولات والأطعمة الخالية من السكر.
3. توقفت عن الطعام لمدة تسعة أيام
قررت أن أجرب صيام الماء والذي ساعدني أكثر هو وجودي في الخارج بعيدًا عن البيت فالمعاناة ستكون أقل بكثير من أن أكون في البيت وأشم رائحة الأطعمة، كانت لي محاولة قبل لم تستمر أكثر من يومين وذلك لأني بذلت مجهودًا فقد خرجت في الظهيرة وحضرت ماراثون للمشي أفسد علي التجربة فقد عدت مرهقة جدًا ولم أستطع الاستمرار، اعتذرت للمجموعة التي كنت مشاركة معها وهي أكبر داعم لي في العودة للتجربة من جديد، وجودي ضمن مجموعة فيها أكثر من عشرة أشخاص يطبقون صيام الماء بحماس خاصة إحدى الأخوات كانت ترسل لنا عبارات محفزة وصورًا مشجعة جعلتني أتجاوز الأسبوع لأصل إلى تسعة أيام، بالرغم من أن النماذج التي قامت بصيام الماء كانت فتراتها أطول بكثير مثل: الشيخ الألباني وقصته مع صيام الماء الذي استمر أربعين يومًا.
4. توقفت عن وسائل التواصل الاجتماعي لمدة شهر
كان هذا الشهر هو شهر رمضان قررت أن أصوم الصيام الإلكتروني بحيث أمتنع عن وسائل التواصل الاجتماعي ولقد اطلعت على تجارب مختلفة بحيث أحفز نفسي وأكبر محفز كانت هي الصورة التي نشرت لمارك مؤسس الفيس بوك وهو يقرأ كتابًا، وكأنه يشعرنا بأننا نحن من اخترنا المكوث أمام الشاشات من الأمور التي ساعدتني هي حذف وإزالة التطبيقات من جهازي.
5. توقفت عن الإنترنت ومشاهدة التلفزيون والسماع لمدة عشرة أيام
كانت تجربة تشبه العزلة أو الاعتكاف بحيث يحدث تفرغ كامل هذا التفرغ أعطاني صفاء الذهن وراحة البال والثقة بالنفس، وأن أنشغل بنفسي، وجعلني أتجه لنشاطات حركية أكثر أتذكر إحدى الطالبات في البحث العلمي كانت تكتب في شبكة الإنترنت الخاصة بها “ضياع الوقت”، ومن المؤسف بأن شركات التسويق تتعمد بقاءنا من خلال النوافذ المنبثقة والتنبيهات والتلفزيون يجتهد في إنتاج المسلسلات بكثرة، وكل هذا يبعدني عن تنفيذ مهامي ومن ناحية أخرى أصبح لدي الوقت للتفكر والتأمل، والنظر للطبيعة بدلًا من الشاشة، شعرت وكأني في زمن آخر.. لم أخض هذه التجربة لوحدي بل كنت مع مجموعة متحمسة ومستمتعة وربما هذا الذي ساعدني أكثر على الاستمرار.
في هذه التجربة كان اليوم الأول أصعب يوم فلقد اعتدت أن أشاهد شيئًا مرئيًّا وأنا أتناول الغذاء، وأن أستمع إلى “بودكاست” وأنا أمشي وأقوم بأعمالي الروتينية.. كل هذا لم يعد موجودًا استمعت لصوتي ونفسي تارة وتارة أغوص في أعماقي، وأفتش في قلبي وعقلي وكأني تاجر مفلس يفتش في دفاتره القديمة عن مديونين يتتبعهم، ألا تكون لديك ذخيرة وزوادة ربما هذه المفاجأة التي تعرضت لها..
ومن الأمور التي صدمتني حين قلبت أدراجي هنالك كتب لم تقرأ وقد مر عليها أكثر من خمسة أعوام، والعديد من القصص والمقالات غير المكتملة.. وكومة من الأوراق التي تحتاج لوقت حتى أقوم بالفرز واستخراج ما يهمني منها ولكن تم التأجيل أكثر من مرة.. أيضا هنالك مجلدات من هاتفي لم أتفرغ لأخذ المهم منها وحذف ما تبقى كل هذا تمكنت من فعله وشعرت بخفة، وتحسن كبير بعد انقضاء المدة.
وفي النهاية… كانت هذه التجارب إضافة مهمة لشخصيتي جعلتني أكثر ثقة وبأنه يمكنني فعل المزيد وتكرار هذه التجارب أكثر من مرة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 102,609
ماذا يعني صيام الدوبامين ؟ وكيف يؤثر على الإنسان؟
link https://ziid.net/?p=91969