4 خرافات شعبية حول الإجهاض
أن تنجب طفلًا فتلك الفرحة الكبرى لكن خسارته وإجهاضه يعد صدمة نفسية مدمرة للأم، ومهما كان حزنها فلا يمكن لأحد الشعور به مطلقًا
add تابِعني remove_red_eye 149
فقدان طفل هو أمر مدمر للنفس، وفقدانه للتوازن يكون الشفاء منه صعبًا وربما حزنه يدوم لأشهر أو حتى سنوات، وبغض النظر عن عمر الجنين فإن الألم هو نفسه دائمًا، فبعد تجارب مريرة خضتها مع الإجهاض وفقدان للحمل ولطفل (وفاة جنين في الأسبوع 20 تم إجهاضان متكرران من نفس سنة 2019م، ليَلِيها حمل ثلاثي توفي خلالها أحد الأجنة في الأسبوع السادس ووفاة طفل بعد الولادة بستة أيام لتصمد الفتاة).
إذن كانت فترة التعافي صعبة، ورغم أن الخالق سبحانه منّ عليّ بالأطفال فقد كنت فعلًا بحاجة لدعم نفسي خاصة في الحالة الأخيرة، ونصيحتي الأولى لكِ: أن تسمح لنفسك بالحزن والحزن فقط، إلا أن هنالك من يرى أو يعتقد أن لا سبب للحزن. كما سيقول البعض، “لم تكن تعرف الطفل حتى” إلا أن الرابطة بين الأم وجنينها تبدأ في التشكل لحظة اكتشافها أنها حامل، وبغض النظر عما إذا كانت ترغب بالحمل أو لا، وهو ما لا يفهمه البعض في الكثير من الأحيان.
عادة ما يكون هناك فرح واحتفال بخبر الحمل ولكن عند اكتشاف الإجهاض غالبًا ما يقول الآخرون: “لماذا أنت مستاءة؟” أو إذا كان لديك أطفال فقد يقولون: “على الأقل لديك الأطفال الآخرون”. وكثيرًا ما يُقال: “يمكنك دائمًا إنجاب أطفال آخرين”.
قد يكون هذا صحيحًا، لكن المرأة المجهضة لا ولن تفكر في طفل آخر، لأنها تريد “ذاك” الطفل الذي كانت تحمله.
في الواقع، وجد بحث جديد أنه في عينة واحدة، 75% من النساء اللاتي تعرضن للإجهاض لم يشعرن بالدعم في حزنهن. يُشار إلى الشعور بالحزن عندما لا يدركه الآخرون أو يدعمونه باسم “الحزن المحروم”. وكما هو الحال مع معظم الخرافات فإن عدم امتلاك الحقائق يمكن أن يخلق المزيد من المشاكل لشخص يحزن على الإجهاض؛ لذا يمكنني تعداد الخرافات الأربع لكم وهي:
الخرافة #1: ليس هنالك علاقة بين الضغط النفسي والإجهاض
وهو ما يجعلنا نطرح هذا السؤال الذي يغفل عنه الكثيرون: هل للإجهاد النفسي دور في فقدان المرأة لجنينها؟
لو تطرقنا إلى تعريف مختصر للإجهاد النفسي فهو تعامل المرء مع مجموعة من الضغوط النفسية المتكررة بشكل سلبي مما ينتج عنها تعب نفسي مفرط، وكلما كثر عدد الأحداث والضغوط زادت احتمالات مرضه نفسيًّا وجسديًّا وهو ما ذكره الدكتور هاريس سيلي.
فعندما تواجه درجة عالية من الإجهاد النفسي ينتج عنه عدم التوازنات الهرمونية، ويمكن أن تحدث تشكيلة من الأعراض لتكون استجابة الجسم كالتالي:
يضطرب الهضم وتتسارع دقات القلب مما يزيد من ضغط الدم والتنفس ويلي ذلك تحلل الدهون والسكريات في الدم مما يزيد مستوى الكوليسترول وكذلك يستعد الدم للتخثر، نبضات قلب خاطئة ومفاجئة، آلام في الرأس وأوجاع في كامل أنحاء الجسم، الدوار الإغماء التعرق والارتعاش، تغيرات في أنماط النوم، التعب (فالجسم يعامل الإجهاد النفسي كنوع من الخطر الجسدي).
وبالتالي لهذه الأسباب فالإجهاد النفسي المزمن يستهلك الجسم ويضعف المناعة مما يجعل الحامل عرضة للأمراض. لذلك تعريض امرأة حامل للضغوط النفسية سواء في المرحلة الأولى أو الثانية أو الثالثة من الحمل دون مراعاة لمشاعرها هو استهانة بحياتها وحياة طفلها.
الخرافة #2: تشعر النساء بحزن أقلّ إذا أجهضن في وقت مبكر من الحمل
قد يكون هذا اعتقادًا شائعًا، إلا أن الأبحاث لم تجد ارتباطًا بين الحزن وطول فترة الحمل. ففي بعض الأحيان قد يكون الحزن بعد الخسارة المبكرة أكثر صعوبة لأنه غير معروف للآخرين. مقارنة بحالات الإجهاض اللاحقة، قد تكون هناك جنازة أو بعض الاعترافات الخاصة الأخرى بالوفاة. ما يؤدي لمزيد من الدعم الخارجي بالنسبة للمرأة المجهضة. و بغض النظر عن عمر الجنين، يمكن للمرأة أن تشعر بألم شديد عند حدوث الإجهاض. هناك العديد من المتغيرات التي قد تساهم في ذلك. على سبيل المثال: إذا كان الزوجان يحاولان الحمل لفترة طويلة، ثم يفقدان الطفل في المراحل المبكرة من الحمل، فقد يكون ذلك مدمرًا.
الخرافة #3: يمكن أن يحدث الإجهاض إذا مارست الرياضة أكثر من اللازم
أو مارست الجنس أو حملت طفلك الرضيع، أو بذلت جهدًا مضاعفا.. إلخ. وهي الخرافة الأكثر ضررًا إذ تفترض النساء على الفور أن شيئًا ما فعلنه تسبب في الإجهاض. لكن العديد من النساء اللاتي تعرضن للإجهاض ينجبن أطفالًا أصحاء. يمكن أن يكون للإجهاض تأثير نفسي عميق. بالإضافة إلى الشعور بالذنب، غالبًا ما تشعر النساء بالضياع والغش والفراغ. إنها تجربة اكتئاب مروعة ليصاحبها قلق وأعصاب وخفض لتقدير الذات الأكثر جنونًا في النفس البشرية، فمن المهم في ذلك الوقت أن تتوقف المرأة عن لوم نفسها لأنه لا يمكن أن يحدث الشفاء طالما أنك قاسية مع نفسك، عليك عدم كبت مشاعر الحزن تلك.
الخرافة #4: الإجهاض لا يؤثر على الرجال
ينظر معظم الناس إلى الإجهاض على أنه شيء يؤثر على الأم وليس الأب. من الشائع أن يسأل الناس عن حال الأم ولا يسألون عن الأب. وجد تقرير في الطب النفسي الجسدي أن العديد من النساء يشعرن وكأنهن أم بمجرد اكتشافهن أنهن حوامل من ناحية أخرى، قد لا يشعر الرجال بأنهم آباء حتى يتمكنوا من رؤية الطفل وحمله. وبالتالي يصبح حزن الرجال غير مرئي ويحصلون على دعم أقل من النساء. لقد ثبت جيدًا أن هناك اختلافًا في الطرق التي يحزن بها العديد من الأزواج. يمكن أن يشعر كلا الشريكين بالحزن الشديد ولكن يعبران عنه بشكل مختلف.
النساء بشكل عام أكثر عاطفية من الرجال، الذين يميلون إلى إبقاء أنفسهم مشغولين في أداء المهام الضرورية وهو اختلاف قد يؤدي إلى مشاكل بين الزوجين حيث يشعر أحدهما أن الآخر يشعر بالحزن الشديد، بينما يشعر الآخر أنه لا يشعر بالحزن الكافي.
إذا لم يكن الدعم قادمًا من العائلة والأصدقاء، فمن المهم الوصول إلى شخص يمكنك مشاركة مشاعرك معه. قد يكون معالجًا أو مستشارًا روحيًّا أو مجموعة دعم. إذا لم تكن هذه الأشياء متاحة لك، ففكر في الكتابة عن تجربتك.
من المهم كزوجين دعم بعضهما البعض ومشاركة أفكارك ومشاعرك. يجب أن يطلب كلا الشريكين أيضًا ما يحتاجه من الآخر. إذا أمكن، خذي بعض الوقت لتعديل وشفاء التغييرات الجسدية والعاطفية التي قد تواجهينها.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 149
أهم أربع خرافات يتداولها الناس حول الأمور التي تتسبب في الإجهاض
link https://ziid.net/?p=73360