لِم لا تدوم حَلاوة البدايات؟ دليلك لفَهْم الخلافات
البداية الجميلة في الحب طبيعية، وتعلمك عن العلاقات سيخلق الانسجام والتوازن. ولكن مع مرور الوقت قد يأتي الفتور والخلافات
add تابِعني remove_red_eye 38,075
في بداية أي علاقة جديدة في حياتك تشعر بسعادة غامرة وبمرور الوقت يتولد نوع من الملل، وتظهر مشاكل كثيرة ومشاحنات بينكما وقد تكون بسبب أشياء بسيطة جدًّا، ونظن أننا غير مناسبين معًا، ولكن إذا كان ذلك منتشرًا بين الجميع وباختلاف الأشخاص، فهذا يعني أن السبب مُشتَرك بينهما ولا يعلمه أحد، ولأنك الآن تتساءل سأخبرك لِم لا يدوم جمال البدايات؟ وكيفية الحفاظ على مساحه الأمان، أهم مساحه بالعلاقة ولمعرفة ذلك وأكثر استمر في القراءة.
لِمَ لا تدوم حلاوة البدايات؟
عندما تقع في حب شخص ما، فإن عقلك يبدأ بالعمل، تجد أنك تريد معرفة كل شيء عنه، تريد لمسه وشمه، ولا تقدر على الاكتفاء منه، والسبب أنك مدمن للكيميائيات العصبية حيث الإدمان على الدوبامين (هِرمون السعادة) لأنك تريد المزيد من هذا الشخص، ومدمن للنورادرنالين لأنك تريد أن تكون منتبهًا للتفاصيل، وبحاجة إلى التستستيرون وانخفاض واضح في السيروتونين لحاجتك للبقاء مثابرًا و متوجسًا، وبعد تمضية بعض الوقت أسابيع وشهور.
قريبًا سيعمل دماغك لنقل ما اكتشفه للذاكرة الإجرائية التلقائية لأجل أن يعمل بسهوله؛ لأن كل ذلك التركيز يحتاج لطاقة كبيرة وليستريح عقلك سيعمل على أن تشعر بأن علاقتكما أسهل بكثير، مما يؤدي إلى أول وأكبر الأخطاء لأنك تعتقد أنك أصبحت تعرف الشخص الآخر جيدًا، لذا تتوقف عن الانتباه وتتوقف عن كونك حاضرًا بشكل كامل، ووقتها يشعر الطرف الآخر أننا لم نعُد نُحِبُه.
ولكن الحقيقة أن اعتياد الأشخاص جزء من بدائياتك، التي هي معتمدة على ذاكرتك الإجرائية، هذه الذاكرة تتضمن كل شخص وكل شيء ذي أهمية عاطفية في حياتك.. مُخك البدائي سيقرأ أفكار ومشاعر ونوايا الآخر من خلال تلك الذاكرة، وهنا تبدأ المشكلات المتكررة حيث كسر الملل السلبي، لخلق تركيز جديد من الشريك، والمشكلة ليست في حدوث المشكلات، المشكلة في تهديد الأمان وقت الخِلاف.
المشكلة في تهديد الأمان في العلاقة:
العلاقة يمكنها أن تتغلب على كل المشاكل والخلافات ولكن لن تقدر أن تتغلب على خسارة الأمن والسلام. عندما تكون العلاقة في حالة توافق وتُحقق لك توازنًا نفسيًّا وإشباعًا عاطفيًّا، يولد إحساس بالراحة وتُتاح الأجواء المناسبة لعمل الأنشطة الحياتية اليومية بعيدًا عن الخوف والقلق والتوتر. هنا يطرح السؤال نفسه:
كيف أُحقق الأمن والسلامة في العلاقة؟
- بأن تتواجد مساحة احترام وتقدير وتسامح وتقبل وحُبّ مُعلَنة.
- منع إصدار الأحكام.
- الاتفاق علي الصراحة بين الطرفين.
- الحفاظ على المسافات وتجنب محاولات تغيير الآخر.
- عدم الكذب والتجمل.
- وضع حدود في البداية وتحديد الأدوار (واجباتك وحقوقك).
- تعلَّم قول لا وتقبل سماعها لحفظ الحدود الشخصية.
- أن لا يمنعك وقت الخِصام من أدوارك الأساسية في العلاقة من دعم وحماية واهتمام بشؤون شريكك وما إلي ذلك.
كيف يخرج الشِّجار عن السيطرة وأسبابه؟
طبيعي في أيّ علاقة يحدث شجار بين الطرفين والأسباب كثيره مثل:
- النظرات التي تحمل أكثر من معنى ويفسرها كل شخص حسب حالته المزاجية وقت الخِلاف.
- اختلاف وجهات النظر، وعدم البحث عن أرض مشتركة للحوار.
- كل شخص يرى الأمور معتمدًا على ذاكرته التي دائما تَحْدث باستمرار، فتتحول لغطرسة.
- التواصل غير المرئي وقت الشجار هذا كفيل بزيادة المشكلة، لأنه بدون لغة الجسد والتواصل البصري المباشر يزيد فرص سوء الفهم، فالرسالة تكون غير واضحة، فلغة الجسد مسؤولة عن أكثر من ٥٠% من حقيقة الكلام ونقل المشاعر الحقيقية.
كيف يمكن التحكم في الانفعالات والسيطرة عليها وقت الخِلاف؟
وبالنسبة لمعظم الأزواج، ليس الغضب هو المشكلة. الأصل هو كيفية تعامل الشركاء مع غضبهم وغضب شركائهم.
نصائح لتقليل حِدة الخلافات:
- البحث عن الحلول، لا لإثبات مَن على حق.
- قتل لغة النقد الهادم.
- النقاش وجهًا لوجه.
- انظر إلى أفكارك وعواطفك على أنها وجهة نظرك، وضَعْ في اعتبارك أن لدى شريكك وجهة نظره الخاصة، التي ستكون دائمًا مختلفة عن منظورك، التي يجب احترامها كما تريد منه ذلك أيضًا، التفكير بهذه الطريقة سيساعدك على البقاء هادئًا خلال عملية التعامل مع مشاعرك.
- ما أفكارك الغاضبة؟ تابع أفكارك للحصول على صورة كاملة وفهم سبب شعورك، قد يساعدك التدوين في ذلك وتذكر أن تفصح لشريكك عما وجدت.
- الاتفاق سويًّا عند الغضب، التوقف لبعض الوقت لكظم الغيظ وتهدئة النفس ويوصى أيضًا بنصح الطرف الآخر بأخذ الوقت الكافي للتفكير فيما أنتم غاضبون منه، حتى لا تتطور المشكلة.
- الاعتراف بالخطأ والتعبير عن الأسف من دون الشعور بالخوف من ردة فعل الشريك قد يساهم في حل المشاكل والتقليل من الغضب، فالمصارحة بين الشريكين تساعد في تمتين العلاقة بينهما وبناء الثقة والتفاهم.
- ممارسة التعاطف، حاول أن ترى الموقف بعَيْن الآخر، وتسترجع الأحداث من جديد، فربما تكتشف أشياء جديدة في الموقف لا تستدعي غضبك، أو تجعلك تسامحه.
وفي النهاية.. إن كنت تريد علاقة قوية داعمة ادفع الثمن وقتًا ومجهود، ركز على أن تكون أفضل شريك يمكنك أن تكونه، وسوف يتبعك شريكك في النهاية ويقلدك، ويزيد رصيد العلاقة بينكم ويقلل حدة الخلافات.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 38,075
إليك هذا المقال يساعدك على فهم السؤال الأهم "لماذا لا تدوم حلاوة البدايات؟"
link https://ziid.net/?p=73368