لماذا اهتم الإسلام ببناء الأسرة؟
والاهتمام بالأسرة قبل بنائها يجب أن يكون محل اهتمام لنتفادى عواقب التأسيس غير الصحيح وتأثيرها على المجتمع كله
والاهتمام بالأسرة قبل بنائها يجب أن يكون محل اهتمام لنتفادى عواقب التأسيس غير الصحيح وتأثيرها على المجتمع كله
add تابِعني remove_red_eye 1,274
تعد الأسرة لبنة أساسية في بناء المجتمع، ويجب أن يكون بناء الأسرة المسلمة خاضعًا لبعض الاختيارات عند التكوين ومتبعًا للنهج السوي في بنائها، حتى تتم بشكل فيه قيام للمجتمع والحضارة، وهناك بعض المقاصد التي من أجلها تقوم الـأسر، وهذه المقاصد بها من النفع ما يعود على الإنسان والمجتمع ككل.
ذكر عالم النفس المعروف(ماسلو) في بيانه لهرم الاحتياجات الإنسانية المشهور بهرم (ماسلو) بعد ما ذكر الحاجات الفسيولوجية للإنسان التي تتمثل في الحاجة (إلى الطعام والشراب …) ذكر (الحاجة إلى الأمان) وذكر من ضمن الأمان (الأمان الأسري).
ولما اقتضت حكمة الله –عز وجل– خلق الإنسان لعبادته وإعمار الأرض واستخلاف الإنسان فيها، حينما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّالِيَعْبُدُونِ}، وضع السبل التي تيسر وتسهل قيام الإنسان بهذه المهمة ،فشرع لنا الأديان وأرسل إلينا الرسل ،ثم جاءت الشريعة الإسلامية وسلطت الضوء على البناء الأسري والتشريعات المتعلقة بالأسرة فيما يعرف (بفقه الأسرة )، ليشمل كل ما يتعلق بأحكام الأسرة بداية من (النكاح وانتهاء بالعدة و بالميراث)،وذلك لكي تعد العدة وتعمل على بناء النسق على أساس واضح ومتين لما لهذه الأسرة المسلمة من أهمية في بناء المجتمع بأكمله .
الأسرة هي تربة يزرع فيها المجتمع، بقومها يقوم المجتمع كله. فتكمن المعادلة هنا في بناء (أسرة – ثم مجتمع- ثم أمه كاملة)، فتخرج لنا الأسرة المسلمة فردًا منتِجًا، يساهم في بناء المجتمع والحضارة ليصب في الهدف النهائي ألا وهو إعمار الأرض وبناء الحضارات، فنوهت الشريعة على بعض الاعتبارات إذا ما تم بناء الأسرة عليها حققت النتائج المرجو تحقيقها في بناء المجتمع.
تتكون الأسرة، من خلال مؤسسة الزواج، ونوهت الشريعة وبشدة على الخطوة الأولى في بناء الأسرة وهي:
وأشارت الشريعة على أهمية مراعاة المكون الديني عند اختيار الأزواج، فهما الساقي الأساسي لبذور العقيدة والمبادئ والأخلاق في الأطفال، وهما العمود المتين الذي تقوم عليه الأسرة، فمن أهداف التشريع الأسري هو حفظ الدين ليعم أنحاء الأرض.
ينشأ الإنسان وينمو في محاضن الأسرة وتتشكل عنده الرؤى الأولى وتغرس فيه العقائد من خلالها، فنحن جميعًا نولد على الفطرة ثم يأتي دور الأسرة لتساعد الإنسان في اعتناق دين أو مذهب وإيديولوجية معينة، واهتم الإسلام كثيرًا بالتربية والتزكية فجعل التزكية هدفًا من أهداف إرسال الرسل “ويزكيهم”، وفي الأسرة المسلمة يتربى الإنسان ويتعلم العلم النافع ليعبد الله على بصيرة ويأخذ بالأسباب في إعمار الأرض، ثم يكبر هذا الإنسان ليتعامل مع المجتمع فتظهر هذه الأخلاق على أرض الواقع.
توضع القوانين عادة في أي نسق في المجتمع، لضمان تأدية الإنسان لواجباته وحصوله على حقوقه على أتم وجه، واجتناب حصول المشاكل والنزاعات، وعلى هذا تسعى الشريعة لبيان كل فرد في الأسرة ما له وما عليه سوء كان (الزوج -الزوجة – الأبناء)، ليؤديه بكل رحب وسعة وعلى سبيل المودة والرحمة وليس على سبيل تأدية الواجبات فقط وما تسببه لنا الإغرافات المادية المعاصرة الحديثة، التي تغالي في المجهود الذي يبذله الفرد، وإنه يجب أن يكون بمقابل مادي وهذا بلا شك ضد سماحة ومبادئ الشريعة, وهكذا يمكن للأسرة أن تسير متناسقة منسجمة مع المجتمع كانسجام الشمس والقمر مع الكون والتثاؤب في تأدية الأدوار من خلال معرفة فقه الحقوق والواجبات .
يلزم لبقاء النوع البشري على هذه الأرض استمرار عملية التكاثر و التناسل، فقام الإسلام بتنظيم هذه العملية لتكون على أساس من تحمل المسؤولية وعلى أساس من الاحترام المتبادل، وحرم تبعًا لذلك الزنا وكل ما يشبه من وسائل جلب أفراد إلى هذا المجتمع مجهولين الهوية ومشتتين في الأرض، وحرم الإجهاض مراعاة حرمة الإنسان الذي كرمه الله –عز وجل–، فعنى الإسلام بتوفير بيئة مناسبة للطفل في ظل أم وأب قادرين على تحمل مسؤولية الأفراد الذين كانوا سببًا في جلبهم لهذا العالم، وبالتالي الحفاظ على بقاء النوع البشري إلى قيام الساعة .
حرص الإسلام لتمكين الفرد من الإفضاء بنوعيه (الجنسي والنفسي)، حيث لضمان بقاء النوع البشري ركب الله في الإنسان فطرة الميل والرغبة في الجنس الأخرى ليسعى الإنسان لتلبيه هذه الرغبات وبالتالي استمرار النوع نتيجة لذلك وأقر الإسلام للإنسان تلبية هذه الرغبات والشهوات من خلال إطار شرعي يحفه الرقي وتحمل المسؤولية. ويتمثل الإفضاء النفسي في إيجاد أفراد يشرع المرء معهم بالألفة والسكن فيفضي إليهم ويشاركهم أموره ويكون سند له في الحياة.
يشعر المرء الهدوء والاستقرار في ظل مؤسسة الزواج التي جعلها الله مودة ورحمة وسكينة وجعل الأزواج برحمته سكن لبعضهم البعض، فيهدأ الإنسان ويتوقف قلبه وروحه من الضرب عليه، ومن أرق وإنهاك السير وحيدًا، فيمثل له الزواج سكن فتستقر نفسه ويبدأ يسعى في الأرض وهو هادئ مطمئن البال، ولذلك كان الرسول -صلى الله عليه وسلم -يحث الشباب على التبكير في الزواج معللا بأنه “أغض للبصر وأحصن للفرج”.
والاهتمام بالأسرة قبل بنائها يجب أن يكون محل اهتمام لنتفادى عواقب التأسيس غير الصحيح.
add تابِعني remove_red_eye 1,274
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
يبرز المقال موضع ومكانة الأسرة في الإسلام ،و يوضح مكونات ومقاصد بناء الإسرة في الشريعة .
link https://ziid.net/?p=92749