متى تحارب المرأة؟ خلاصة كتاب “نساء محاربات”
إذا فقدت المرأة الرجل الحقيقي ستحارب في ساحات القتال والحياة العملية، ستحارب في كل الميادين لكي تصل إلى ما تريد
add تابِعني remove_red_eye 102,609
تبدأ الكاتبة صوفي عبد الله من مصر كتابها “نساء محاربات” بالرد على من يستبعد فكرة ارتباط المرأة بالحرب كونها صنعة ينهض بها الرجل، وفئة من الرجال في العالم الحديث من جيش وضباط وقادة، ولكن هي ترى بأن هنالك ارتباطًا يجمع المرأة مع الحرب شكليًّا بالرغم من رقتها إلا أن هنالك ما يوافق مزاجها من قواسم مشتركة وهي:
الزي
المرأة تحب الألوان والثياب المزركشة وفي الزي العسكري بريق وزينة وشارات مختلف ألوانها فهو مظهر يوافق ميولها.
دق الطبول
في الحرب هنالك مواكب ودق طبول، وفي المحافل تحب المرأة هذه المواكب وما فيها من أصوات موسيقية تميل لها.
تمتلك المرأة مقومات المحاربين
ترى المؤلفة بأن الصفات المطلوبة لحرفة الحرب لا تتنافى مع صفات المرأة فهي من واقع تمتلك روح العدوان أي الشجاعة في مواجهة الخطر، وزيادة على ذلك تمتلك الشجاعة الأدبية ولديها استعداد خاص للحرب.
ولكن “العدل في عدم المساواة”
بالرغم من تساوي المرأة بالرجل في الاستعداد لصنعة الحرب والقتال إلا أن النظام لا يقر لها ذلك ترى “صوفي” بأن هذا هو العدل فالمجتمعات تقسم أفرادها على حسب الوظيفة الاجتماعية وهذا ينطبق حتى في مجتمعات الحيوان وليس الإنسان فحسب. ووظيفة المرأة في المجتمع ودورها فيه مقدم على ساحات القتال. فكل وظيفة تقدم على حسب الحاجة ففي حالة الحروب الجنود مقدمون، وفي حالة الوباء مثلما حدث في “كورونا” في عصرنا الأطباء مقدمون … وهكذا. إذن الحاجة هي التي تخلق الوظيفة ونفس الشيء ينطبق على بيع منتج أو سلعة الحاجة لها في منطقة البيع هي التي تسهم في نجاح التجارة وزيادة المبيعات.
وبهذا فإن التساوي في استعداد المرأة للقتال ليس معناه أن نزج بالمرأة في هذا الميدان تحقيق لمبدأ النوع مقدم وكذلك حفظه. فالمرأة تقوم بالحمل والإنجاب وبهذا هي لها دورها ووظيفتها في الأمومة والتربية.
لهذه الأسباب تحارب المرأة
السبب الأول: ترى “صوفي” أن المرأة حين تحارب لا تخرج عن استعداها الأصلي ولكن ربما لم تعثر على آدم الذي يقوم بدوره ويشعرها بأنها حواء ويفرض عليها إرادة النوع.
والسبب الثاني: قد تكون رجولة الرجال من حولها تستثير فيها الفتوة ولاندماج مع القدوة أو أن تكون امتدادًا لرجل بعد رحيله كزوجها أو أبيها بحيث يوجد في وجودها.
والسبب الثالث: هو العبقرية وهي أمر فوق النوع والجنس فمتى ما كانت عبقرية أي تحظى بقدرة خارقة، واستباق للزمن فمن المصلحة لأجل الترقي أن تقدم ويستفاد منها لأن وجودها يمثل إضافة فهي بعيده عن الاستمرار الآلي الذي يقدمه كلا الجنسين للعالم وهذا ينطبق على المرأة والرجل في حال وجود العبقرية.
إسقاطه على واقعنا المعاصر
وبحسب ما ذكرته المؤلفة نستنتج ما يتوافق مع وقتنا المعاصر، والحياة حرب لهذا نجد بيننا نماذج للمرأة المحاربة في الحياة العملية والتي تخرج لسوق العمل وتكدح ولكن بعيدًا عن سبب العبقرية وسبب رجولة من حولها التي قد تصنع منها قيادية عملية صاحبة عزيمة وهو أمر نادر إلا في بعض الأسر وكذلك بعض ممن كانت لديهن قابلية لخلق تأثير وتغيير واستجابة لنداء أعلى من قضية النوع والبقاء وهو نادر أيضًا فيصبح السبب الغالب والواقعي هو السبب الأول فقدانها للرجل الذي يمتلك القوامة بمعناها الحقيقي.
بحيث يعطيها الفرصة في تحقيق الدور الأهم والأول التربية والأمومة والتي هي وظيفتها التي سخرت لها جسديا ونفسيا وعقلا وروحًا لتمارس أعمالًا آلية فقط حتى تعيل نفسها وأبناءها وأحيانًا زوجها العاطل عن العمل بالإضافة إلى ما يحدث لها بسبب الطلاق من الزوج كل هذا مدعاة لحماية نفسها من خلال الاجتهاد في العمل بالرغم من أن الأصل هو قيام الرجل بدوره في النفقة والحماية لمن معه من النساء.
نماذج للمرأة المحاربة
من العرب
الرجل العربي عرف عنه حمايته للمرأة، ومشاركة المرأة في الحروب كانت في اعانة الجريح وسقي الماء وحراسة آخر الجيش وقد يصل الأمر إلى أن يعايرن من يفر خوفًا حتى يثبت. وتعتبر هذه حماسة جماعية وليست فردية هذا بوجه عام ولكن هنالك نساء تفردت ففي عهد عبد الملك بن مروان ظهرت مقاتلة عربية وهي:
غزالة
فهي محاربة وخطيبة على المنابر، وفقيهة، وقيل إنها دعت الحجاج في بعض المواقع أن يبرز لمقاتلها ولكنه أبى خوفًا فكانت هذه الأبيات الشهيرة عليه:
أسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامة … فتخاء تنفر من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى … بل كان قلبك في جناحي طائر
وقد كانت تخرج مع زوجها شبيب بن يزيد في الحروب ولم تخرج إلا لخروجه فهي معتزه به وكانت تشد أزره وهو قوي في كل شيء كما جاء في أخبار تاريخ العرب.
من الغرب
امرأتان باسلتان
ما دفعهما ليست حرفة الجندية بل روح حب الحق والحرية والإيمان، بهما لبستا ملابس الرجال وحملتا السلاح ودخلتا خفية في صفوف الكتيبة التي كانت بقيادة والدهما وهو جندي سابق ساهم في حروب سابقة وبعد ذلك انصرف إلى الأدب والثقافة والحركة الفكرية بشكل عام وها هو يعود عند الحاجة إليه وقد كان وقتها في الريف الفرنسي ولكن من أجل ملاقاة الأعداء الزاحفين على وطنه عاد للجندية والحرب.. كان أمر الفتاتين مخفيًّا عن والدهما فقط أما باقي الجنود فقد كانوا يعلمون ولكن الدافع النبيل يجعلهم يقدرون موقفهما.
إلى أن أراد أن يلقي كلمة في الجند لبث الحماس وإذ بأمرهما ينكشف بالرغم من أنه لم يعرف بأنهما ابنتيه وحين قام ليتعرف عليهما عن قرب بكت الفتاتين وطلبتا من والدهما أن يغفر لهما ولكنه دمعت عيناه وعانقهما مفتخرًا وبعدها أصبح وجودهما علنيًّا وكانتا أسطورة في الشجاعة والبراعة في استخدام السيف.. وفي الأخير عادتا في زي النساء وتزوجتا وفي البيت والميدان أثبتتا جدارتهما فكانتا الزوجة المصونة والأم الحنونة.
وفي هذا تذكر محاربة أخرى اسمها “تيريز الجسور” من فرنسا قائلة: “ما وقعت عقد الزواج حتى طرحت من رأسي كل خاطر يتعلق بالاستقلال والتحرر.. ولم يبق من روحي العسكرية إلا الإيمان بأن الطاعة العمياء واجبة على القائد الذي ارتضيته.. وهو ألطف الرجال، ونموذج جميل للرجولة الحقة”.
وفي النهاية استطاعت الكاتبة أن تظهر لنا العديد من النماذج للمرأة المحاربة من العالم العربي والغربي مع ربط ذلك بطبيعتها الأنثوية الميالة للفداء، وعند الرجل الذي ترتضيه المرأة كزوج تنتهي الجسارة ولكن قبل حضوره تزهد عنه وتستغني، وقد يطول غيابه وقد يقصر ولكنه لا يرد إذا حضر وقد لا يحضر.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 102,609
قرأة في كتاب نساء محاربات
link https://ziid.net/?p=94448