ما دورنا نحن النساء في القضاء على التحرش الجنسي؟

يبدو أن العالم بدأ يخرج عن صمته عن التحرش الجنسي وانتشاره لم يعد في الدول العربية فقط بل أصبح في العالم كله، ابتداء من حاكم نيويورك واعتراف ست سيدات بأنه حاول التحرش بهن إلى فرض غرامة 300 يورو في فرنسا والسجن لمدة ثلاث أشهر لأحد الرجال الذي قام بتحرش بسيدة في الشارع إلى حملة “لن أسكت” لمواجهة التحرش في الكويت، وأخيرًا وليس آخرًا حادثة التحرش بطفلة في مصر.

وتأتي آخر حادثة هذه في مقدمة حديثنا، فبفضل السيدة الشجاعة التي عرضت الفيديو ووقفت للمتحرش لتقول له لقد تم تصويرك، ليفر تاركًا الفتاة ما كان عرف وما كانت الطفلة نجت من تحت يده، وما كان هو توقف عما كان يفعله يومها أو ربما يوميًّا.

ما دورنا نحن النساء في القضاء على التحرش الجنسي؟

كنت أناقش موضوع التحرش مع أحد زملائي في العمل قبل هذه الحادثة بمدة كبيرة، فحكى لي عن موقف شاهده في أحد اقسام الشرطة، فتاة مصممة على فتح محضر لشاب قام بالتحرش بها والقسم بكامله يترجاها أن تتنازل، لأن هذا سيدمر حياة الشاب حتى إن شاب نفسه كاد يقبل قدميها لتتنازل، والغريب في الأمر والذي جعلني استنكر الموقف أنه كان حقًّا متعاطفًا مع الشاب، وأن الأمر لا يستحق من الفتاة كل هذا الإصرار على فتح قضية ومحضر قد تدمر مستقبله، ولكني سألته: وماذا عن مستقبلها هي؟ فكان الرد: نعم ما فعله الشاب خطأ ولكن لن يضرها.

حقًّا فالضرر النفسي وحده يكفيها أن تفقد النوم ليالي، أن تشعر بالخجل والضعف طوال عمرها إذا لم تأخذ حقها، أن تصبح عميلًا ممتازًا للعيادات النفسية ومادة خام لعدم الثقة وربما عدم القدرة على الزواج وبناء عائلة في المستقبل بسبب فقط الضرر النفسي. في الواقع هي من سيُدمر مستقبلها ومستقبل العديد من الفتيات إذا لم تترك درسًا له ولغيره واكتفت بالصمت، أم أن قانون التحرش وضع لهدف آخر؟

في الحادثة الأولى خرجت سيدة لتدافع عن الطفلة، وفي الأخرى خرجت الفتاة عن الصمت وقررت أن تعاقب المتحرش. وفي الواقع هنا يكمن دورنا، فإذا سرق سارق حقيبتك ستصرخين إن هناك سارقًا، وإذا لم يجر وكان يحاول أخذ المحفظة بخفة ستنظرين له بحسم وتغفلين حقيبتك مما يعني توقف لقد كشفت لعبتك. وهذا بالضبط دورنا أيًّا كان الموقف معنا أو أمامنا، فيجب أن يعرف الطرف الآخر أن لعبته قد كُشفت ويجب أن يتوقف الآن.

خطوات تساعدنا في التصدي للتحرش الجنسي

1- المتحرش في كل الأحوال شخص ضعيف الشخصية وفي الأغلب مريض نفسي يحاول إرضاء نفسه بلذة لحظية من خلال التحرش الجسدي أو اللفظي أو حتى النظرات المؤذية نفسيًّا، عليك أن تفهمي سيدتي أنك أنت القوية هنا وليس العكس وأن القانون يقف بجانبك في كل الأحوال وعلى حسب حدة الموفق تكون حدة الرد ولكن الصمت مرفوض في جميع الأحوال.

2- إذا شعرت بالتحرش وسط الزحام عليك بالنظر في عين المتحرش مباشرة وتحذيره بكلمات واضحة، مثل: “أن ما تفعله غير لائق” أو إن ما تفعله تعدٍّ على مساحتي الشخصية” سيجعله هذا يخاف من الفضيحة ومن نظرات الآخرين له.

3- إذا كنت طالبة أو أمًّا أو أختًا، اذهبي أنت وابنتك أو أختك أو صديقتك لأحد الأماكن الخاصة بتعليم مهارات الدفاع عن النفس لكيلا يكون هناك فرصة للاستفراد بك إذا كنت في مكان غير مزدحم، أو لو تعرض لك أحدهم وأنت وحدك تستطيعين الدفاع عن نفسك، وإذا لم يتوفر مكان لتعليم هذه المهارات فهناك فيديوهات على اليوتيوب لتعليم بعض حركات الدفاع عن النفس ستفي بالغرض.

4- يمكن الاحتفاظ ببخاخ الفلفل في حقيبتك طوال الوقت أو ما يساويه.

وفي النهاية مواجهة التحرش بأي شكل ستجعل المتحرش يخاف أن يعيدها، سيحكي هو لمن حوله وستحكين أنت لمن حولك فيخاف الشباب التحرش وتتشجع الفتيات للدفاع عن حقها، فما حدث أظهر أن التحرش يتكرر يوميًّا مئات المرات، وحينما ظهرت حادثه بدأ الجميع على مواقع التواصل يذكر حوادث مشابهة، مما يعني أنك لست وحدك ولست مركز ضعف بالعكس أنت القوية هنا والمعتدي هو الخائف والضعيف، فاهزميه ولا داعي للصمت بعد الآن.

إليك أيضًا

• مشروع نبيه يبتكر أساليب عصرية لحماية الأطفال من التحرش الجنسي
• تجربة ناجحة في توعية الأطفال بالمساحة الشخصية لتجنيبهم التحرش
• الاعتداء الجنسي على الأطفال… كيف يمكن أن نحميهم؟