تدريب طفل التوحد على قضاء الحاجة

يستغرق بعض أطفال التوحد سنوات أطول من أقرانهم من الأطفال لتعلم كيفية استخدام المرحاض وهنا يصاب آباؤهم بالإحباط خصوصا عند فشلهم في محاولة تعليمهم استخدامه، فيعملون على تأجيل الأمر لفترة (حتى تصبح الحفاضات كبيرة وتزداد كلفة) مما يصعِّب عليهم معالجة المشكلة بعد ذلك.  يحتاج طفل التوحد إلى التدريب على المرحاض باتباع استراتيجيات ينصح بها المختصون يمكنها أن تساعد على تخطي هذه العقبة.

 علامات تدل على استعداد طفلك للتدرب على استخدام المرحاض

الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد كما الأطفال العاديين يُظهرون عمومًا نفس علامات الاستعداد للتدريب على المرحاض لكنها تظهر عندهم عندما يكون عمر الطفل أكبر كما أنهم يستغرقون وقتًا أطول في التعلم ومن هذه العلامات:

• القدرة على الإخبار (أو إظهار علامة أو لفتة) بأنه قد بلل حفاضه أو لوث ملابسه.
• القدرة على اتباع تعليمات بسيطة مثل “الجلوس على المرحاض”، والقدرة على سحب سرواله لأعلى ولأسفل.
• امتلاك ما يكفي من التحكم في المثانة للبقاء جافًا لمدة ساعة واحدة على الأقل في وقت واحد خلال اليوم.

 إستراتيجيات التدريب على المرحاض لأطفال التوحد

إن خطوات الاستعداد لبدء التدريب على المرحاض هي نفسها لجميع الأطفال، لكن الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد قد يحتاجون إلى القليل من التعليم الإضافي وبعض الاستراتيجيات المعدّلة لتناسب احتياجاتهم.

١.تعليمه خطوة بخطوة

تتمثل الخطوة الأولى المهمة في إدراك أن التدريب على استخدام المرحاض يتعلق إلى حد كبير بالاتصال والعمل مع طفلك، عندما تقوم بتعليم طفلك استخدام المرحاض يجب عليك تقسيم كل شيء إلى خطوات صغيرة ستكون استجابة الطفل أفضل إذا كان يفهم لماذا يستخدم المرحاض، بعض الأطفال المصابين بالتوحد تزيد مخاوفهم من المرحاض  لأنه مختلف عليهم أو لأنهم يعتقدون أنهم قد يقعون فيه أو أنهم مرتبطون جدًا بروتينهم ولا يحبون التغيير .

وهذا قد يجعل الأمر أكثر صعوبة للانتقال من الحفاضات إلى المرحاض، إنهم بحاجة إلى معرفة أجزاء المرحاض المختلفة واستخدامها كمجموعة من الأهداف الأصغر بدلاً من هدف واحد كبير على سبيل المثال ابدئي بمجرد تعريف طفلك بالمرحاض وما هو المقصود به وكيفية استخدامه ثم يمكنك التقدم بعد ذلك لبدء تدريبه على إستعماله.

٢. التشجيع والمكافآت

إن مكافأة السلوكيات الصحيحة وتجاهل الحوادث هي أفضل طريقة لتدريب أطفال التوحد، ستكون هناك حوادث وأخطاء يرتكبها الطفل ولكن عليك ألا تتوقفي عندها وأثني على طفلك كثيرا عندما يتخذ خطوات كبيرة نحو النجاح. يمكن أن تساعد المكافآت والتعزيز الإيجابي في التدريب على المرحاض، فعندما يتعلم طفلك كل خطوة في استخدام المرحاض يمكنك مكافأته مما سيشجعه على التعلم. يمكن أن تشمل المكافآت والتشجيع ما يلي:

• مدح وصفي – على سبيل المثال ، “بني، أحسنت لجلوسك على المرحاض”
• الثناء اللفظي أو الإيماءات (التصفيق) أو العلامات (الإبهام لأعلى)
• نشاط مفضل على سبيل المثال حان وقت اللعب بالسيارات.
• طعام صحي مفضل

جربي مجموعة متنوعة من المكافآت وقدمها لطفلك وانظري لاستجابته لتعرفي المكافآت التي تعجبه كالعناق أو التصفيق أو الأطعمة أو الألعاب أو الأنشطة وقبل أن تبدئي تأكدي أن طفلك يفهم بوضوح السلوك الذي تتم مكافأته عليه. عندما يحرز طفلك تقدمًا في خطوة معينة توقفي عن استخدام الطعام والأنشطة واللعب كمكافآت ولكن استمري في استخدام الثناء اللفظي وغير اللفظي.

إذا كان هناك “حادث” أو خطأ ما كالتبول في سرواله اذهبي إلى المرحاض وأزيلي سرواله عنه وضعيه في المرحاض وأريه  أين وضعتِه. سيساعده ذلك على إدراك المكان الذي من المفترض أن يحدث فيه هذا الأمر(التبول) وأخبريه أنك تحبين أن يقوم بالأمر في المرحاض ثم دعيه يغسل نفسه (يستنجي)ويغسل المرحاض ويديه، إن كل خطوة ينجزها تجعله أقرب إلى استخدام المرحاض وفي كل خطوة ينبغي ألا تنسي تقديم الثناء له.

٣. استخدام لغة محددة

على سبيل المثال قولي “بُني اجلس على المرحاض لقضاء حاجتك وسآخذك لتلعب في الخارج”. هذا أكثر وضوحًا من مطالبة طفلك “بالجلوس على المرحاض”، وسوف يساعد طفلك على فهم ما يجب القيام به. اختاري كلمة واحدة للإشارة إلى الذهاب إلى المرحاض واجعلي كل فرد في العائلة يستخدمها على سبيل المثال قولي دائمًا كلمة “مرحاض” أو أي شيء تسمون به المرحاض في البيت لأن الكلمات المختلفة التي نستخدمها لوصف المرحاض كحمام أو بيت الخلاء يمكن أن تكون مربكة للأطفال الذين يعانون من التوحد.

علِّمي طفلك طريقة لإعلامك بأنه يحتاج إلى الذهاب إلى المرحاض قد يشمل ذلك الإيحاء غير اللفظي أو استخدام نظام تبادل الصور.

٤. الصبر

الصبر هو المفتاح لجميع المشاكل التي تواجهك في تربية الأطفال المصابين بالتوحد، اصبري عندما تدخلي أنت وطفلك إلى الحمام، هيئي نفسك أنك ستبقين لبعض الوقت معه، قدمي تشجيعًا ومدحًا إذا كان طفلك مستعدًا للبقاء في الحمام ولا يريد المغادرة وقدمي له مكافأة للبقاء بالقرب من المرحاض أو جلوسه عليه حتى لو لم يفعل أي شيء سوى الجلوس هناك.

إن خمس دقائق يجلس فيها ابنك على المرحاض تكفي لأنك إذا جعلتيه يجلس على المرحاض لفترة طويلة قد يشعر كما لو أنك تعاقبيه، حاولي أن تبقي هادئة وإيجابية ولا تضعي طفلك مباشرة على المرحاض لأن هذا يجعله لا يفهم لِمَ عليه الجلوس هناك وسيحاول عنادك بدل أن يتعلم واعلمي أن هذه العملية يمكن أن تكون بطيئة وتدريجية ولكن بالصبر ستنجح في النهاية.

مشاكل التدريب على المرحاض

في بعض الأحيان يرتبط تدريب الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد بمشاكل سلوكية أخرى مثل الخوف من المرحاض، والذهاب إلى أماكن أخرى غيره، وملء المرحاض بالبراز والإمساك إذا وجدت أنك تواجه أيًا من هذه المشكلات أو إذا لم يحدث أي تحسن بعد بضعة أشهر جرِّب مايلي:

• عليك معرفة الأوقات التي يقضي طفلك حاجته فيها وتسجيلها في جدول زمني لمدة أسبوع أو أكثر إذا وجدته يقضي حاجته في أوقات معينة استهدفي هذه الأوقات واصطحبي طفلك إلى المرحاض مباشرة.
• تحدثي إلى طبيب الأطفال أو الطبيب العام لمعرفة إذا كان هناك سبب طبي لعدم استجابة طفلك للتدريب على المرحاض قد تشمل الأسباب الطبية الإمساك أو التهاب المسالك البولية.
• تحدثي مع الأخصائي النفسي الذي يعالج طفلك لتقديم المزيد من الدعم والمشورة.
• إذا لم تتقدمي مع طفلك في عملية تدريبه على دخول الحمام استرخي واستريحي قليلا ثم أعيدي تدريبه مرة أخرى في حوالي ثلاثة أشهر ولا تشعري بأنك قد فشلت فقد يكون طفلك غير جاهز بعد.

هناك الكثير من المشكلات التي تصاحب تطور طفل التوحد لعل أكثرها إزعاجًا رغم بساطتها التدريب على المرحاض إن الذهاب إلى المرحاض مهمة معقدة تتكون من العديد من الخطوات الصغيرة تبدأ بتدريب طفلك المصاب باضطراب طيف التوحد على دخول الحمام تدريجيا، خطوة بخطوة ومرات كافية حتى يرسخ الأمر في رأسه وما عليك معرفته أن الأطفال مختلفون وما لا يعمل مع طفل قد يعمل مع آخر. ما عليك سوى الصبر وتجريب مجموعة من الأساليب حتى تجعلي استخدام الحمام روتينًا يوميًاعند طفلك.