سر تقرب الأبناء إلى أصحابهم أكثر من الأهل
التربية مهمة صعبة تحتاج للوعي
add تابِعني remove_red_eye 37,980
كثير ما تتكرر شكوى الأهل من أن أبناءهم يفرون منهم لأصحابهم، ويشعرون أنهم أقرب لهم ويخفون أسرارهم عنهم وأما أصحابهم دائمًا الأقرب، على الرغم من أن صفاتهم ليست جيدة كفاية وأن الآباء يحسنون معاملتهم ويحاولون تلبية احتياجاتهم، وسمعت أُمًّا ذات مرة تعبر عن إحباطها ومشاعرها لابنها وتقول: أنت لا تسمع كلامي أما صاحبك تستجيب له، أنا أمك التي تخشى أن يمسك أي مكروه وتتمنى سعادتك، الأمر أثار فضولي بشدة اهتمامي بمجال التربية والطفولة فبدأت سؤال أقاربي من الأهل عن أطفالهم وأبنائهم في المراهقة، فوجدت إجابات مشتركة في كل من الفئتين سوف أعرض لكم ما وجدته لمشاهدة الجانب الآخر من وجهة نظر الأبناء.
المساحة الفاصلة من سوء التواصل
بسماع الأبناء رصدت وجود فجوة كبير في جودة التواصل، تتمثل في سوء الفهم لاحتياجات الأبناء وتفهم طبيعة مرحلتهم العمرية، لفهم ما هو السلوك الطبيعي، وما يحتاج للتوجيه، مع العلم أن بعض الأبناء عند سؤالهم لم يتمكنوا من التعبير بحرية خوفًا من ردود فعل أهلهم، أريد أن أعكس الصورة بقدر ما استطعت الصورة، ونرى من وجهه نظر الأبناء، ما يجعل أصحابهم أقرب لهم، وكذلك ما يخلق مسافة بينهم وبين أهلهم؟ لتقريب وجهات النظر.
أصحاب ابنك المقربين يوفرون له ما لا توفره
- تشابه الأفكار والاهتمامات.
- يستمعون له دون الحكم عليه، بأحكام مسبقة.
- توجد بينهم مساحة قرب مبنية على الألفة، فلا أحد يقود الآخر، كما يحدث من الأهل للأبناء.
- أصحاب ابنك يشعروه بالأهمية، ويشعر معهم أن رأيه مهم ويأخذ في الاعتبار.
- أصحاب ابنك لا يستخفون بمشاعره.
- أصحاب ابنك مساحة التوافق بينهم كبيرة، حيث ﻻ يوجد بها مساحة مسؤولية مفروضة عليه، يجب تنفيذها وإلا سوف يعاقب.
- ابنك يقضي وقتًا مع أصحابه يلعب ويمرح، ومع كثرة تلك الأوقات تزيد الروابط النفسية بينهم، وتزيد مساحة الثقة التي تضمن استمرار علاقتهم بحب.
نفس التحديات فنصائحهم مقبولة
أصحاب ابنك من نفس الفئة العمرية لذلك يعيشوا تحديات متقاربة فيقدموا الدعم بطريقتهم الخاصة التي تلقى قبول ابنك، بذلك تكون نصيحة أصحاب ابنك من داخل الصورة تشعر بألمه، على عكس نصيحة الأهل التي لا تصل لحقيقة ما يراه الطفل، فتكون نصيحة من خارج الصورة ومهما كان التوجيه صحيح كقائد، لكنها تظل نصيحة لا تراعي تحديات الابن، فلا يمكنه تطبيقها، أو تقبلها من البداية.
لا يوجد تركيز على العيوب لإصلاحها
أصحاب ابنك لا يريدون أن يصلحوه، ولذلك لا يركزوا على توجيهه طوال الوقت، وبالتالي لا يشعر بفكرة أنه مضطر لفعل شيء ما قد يكون غير قادر عليه، أو لا يريد هذا التغير من البداية، ولذلك الأصحاب لا تفعل مثل الأهل، ويركزوا على رصد العيوب وإظهارها والتعليق عليها رغبة في التخلص منها، وبين الأصحاب عندما يحدث نُصح تكون مساحة آمنة، فإذا أخطأ لن يجد عليه عقابًا صارمًا.
احترام الحدود
ابنك يملك حدوده الخاصة في علاقته بأصحابه يضع شكلًا للتعامل مع زيادة عمره، ويحاسب من يخترقها ويضايقه، وتلك المساحة غير متوفرة عند الأهل خاصة من يعتبرون أن ابنهم ملك لهم، وعمره صغير لا يملك وعي الحدود، فيفشون أسراره للعائلة ويسخرون منهم، فيغضب وربما لا يعودوا ليعتذروا منه لأنه طفل صغير.
في النهاية … إن كل ما سبق هو من وجهة نظر طفل أو مراهق نظرتهم الخاصة، التي لا تعني أن تحاول أن تكون صاحبه وفق مقاييسه فتصبح صاحب فقط، ويحتاج ابنك لدور الموجه المرشد، وإذا شعرت مما قرأت أن مساحة التوجيه سلبية بالنسبة لابنك وسوف تخسرك علاقتك به، بالفعل سوف يحدث هذا، إذا أصريت على الاستمرار في توجيهك بطريقة خاطئة، لا تراعي ابنك واحتياجاته وتضغطه وتركز على عيوبه.
وتشعره أن دوره في علاقته بك ليست سوى تابع يطيع التعليمات، فإذا رصدت عوامل الجذب التي تجعل ابنك يقترب لأصحابه بشدة، هو أنهم يشعرونه بوجوده المقدر، وهذا يمكن تعلمه من المتخصصين التربويين وكذلك برصد ما يبعده عنك سوف تجد أن سوء التواصل سبب أساسي وقلة الاستماع النشط وتقدير مشاعره والتعامل بالتخويف، فاستعن بتعلم التواصل والتوجيه التربوي وفهم احتياجات ابنك، وفهم أن من حقه أن يكون له مساحته الخاصة مع أصحابه، ويجب احترامها، وحثه على تكوين صداقات فوجودها مؤثر في تطور شخصيته، وتأكد أن دورك مرشد ذكي ينير الطريق.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 37,980
link https://ziid.net/?p=93079