أزمة مقتبل العمر حقيقة أم خيال؟
رفقًا بنفسك وأدرك أن لكل مرحلة ظروفها ومشاعرها وصعوبتها وإيجابيتها وسلبياتها حينها تستطيع التعامل مع كل مرحلة تمر بها بشكل أفضل
add تابِعني remove_red_eye 680
مهما تعددت اختياراتك ما زلت بطريق مرسوم لك منذ نعومة أظفارك إلى حين تحقيق أهم وأكبر انتصاراتك الذي بذلت ما يتجاوز العشرين عامًا لتحقيقه أتى اليوم الموعود يوم تخرجك من المرحلة الجامعية بكامل بهائك كشعلة يستحيل أن تنطفئ، وأمل يستحيل أن ينقطع، وتفاؤل يستحيل أن يتخلله يأس مستعدًا للانطلاق نحو تحقيق أحلامك وبناء مستقبلك الذي لطالما حلمت به، ومن ذروة اشتعالك انطفئت، ومن أعمق أمالك قنطت، ومن قمت تفاؤلك يئست، يا ترى ما الذي أطفأك؟ وبعثر آمالك وأرهقك؟
ظهر لأول مرة مصطلح أزمة مقتبل العمر أو أزمة ربع العمر عام 2001 وبدأ الالتفات الفعلي لدراسة وتفسير هذه الظاهرة عام 2010 عرفها عالم النفس اليكس فوك بأنها “فترة عدم الإحساس بالأمان والشعور بالشك وخيبة الأمل التي تحيط بحياة الفرد المهنية، وعلاقاته ووضعه المالي” تبدأ أزمة مقتبل العمر في بداية العشرينيات وتحديدًا بعد التخرج والانتهاء من المرحلة الجامعية والدخول إلى العالم الحقيقي.
قامت المنصة الشهيرة LinkedIn المختصة بالتوظيف بدراسة إحصائية على أكثر من 6 آلاف شخص تبين أن 72% من الشباب البريطاني مرّوا بأزمة مقتبل العمر و40% منهم يخوضون التجربة.
هل أنت مصاب بأزمة مقتبل العمر؟
قام عالم النفس الألماني إريك أريكسون بذكر الأعراض الشائعة لأزمة مقتبل العمر والتي أستطيع وصفها بشعور غليظ يكتم الأنفاس ويبعث بالنفس الريبة ويعزز التردد، ويشجع الخوف يهوي بك شمالًا ويمينًا بحال متقلب حتى يمتلئ يومك ما بين خوف من الفشل، وقلق من المستقبل، وضياع لعدم تكافؤ الفرص، وهروب من البدايات وتأجيل اتخاذ القرارات، والشعور بالوحدة، وتدريجيًّا يتملك اليأس قلبك حتى تصل إلى مرحلة التشكيك بقدراتك ومهاراتك وتؤمن بعدم كفاءتك.
كيف أتجاوز أزمة مقتبل العمر؟
حياة الإنسان عبارة عن مراحل تبدأ بمرحلة الطفولة انتقال إلى سن المراهقة متوسطة بأزمة مقتبل العمر منتهية بالشيخوخة، ولتجاوز أي مشكلة تواجهك يجب عليك معرفتها والاعتراف بها فأول خطوة للتخلص من أزمة مقتبل العمر هو أن تدرك بأنك تمر بمرحلة استثنائية وانتقالية في الوقت ذاته.
- تبدأ أول خطواتك بمراجعة نفسك وتحديد السبب الرئيسي الذي يشعرك بعدم التوازن منتقلًا بعد ذلك إلى إعداد خطة محددة قصيرة المدى مستبدلًا انشغالك الدائم بالمستقبل المجهول الذي يهدر وقتك ويحزن قلبك بالتركيز على الحاضر وعيش اللحظة والتفكير بما تحت سيطرتك فبالتأكيد ليس جميع ما نحلم به بعيد المنال هناك الكثير من الأهداف والمهارات التي نتمنى إتقانها مثل تعلم لغة جديدة أو الرسم أو ممارسة الرياضة أو القراءة ولكن تقاعسك عن العمل وتأجيله موهمًا نفسك بأن المستقبل لم يأتِ بعدُ متناسيًا أن اليوم هو مستقبلك بالأمس.
- إن لم تجد ما يشغلك استعد للتجربة فالتجربة خير برهان ومفتاح الاكتشافات لجميع مواهبك وشغفك وقوتك الدفينة وهي ما تشعل قلبك وتعيدك منتصرًا مستمتعًا بالحياة فالثابت الوحيد في هذه الحياة هو التغيير قم بتجديد روتينك اليومي تقرب إلى الله أكثر فبقربه تستأنس الروح ويعينك على تخطي الصعاب فالعسر بقربه يسر وتفاءل دائمًا وآمن أن الرزق بيد الله فما كتب لك لن يخطئك.
- ابتعد عن التسرع بالحصول على نتائج سريعة بوقت قصير فالتسرع مقبرة النجاح، لا تجعل سرعة الحصول على النتائج تنسيك الاستمتاع بالرحلة، وعِش اللحظة فالحياة عبارة عن ذكريات، وتذكر دائمًا بأنك بتوقيتك الصحيح لست متقدمًا ولا متأخرًا فكلٌّ ميسر لما خُلق له، فالعيش بقلق مستمر لن يساعد في تقدمك بعكس ذلك سيعيقك أكثر ويزعزع ثقتك بنفسك.
- لا تقارن نفسك بالآخرين فلكل شخص ظروفه ومساره الخاص ولا تغتر بالنجاحات التي تملؤ مواقع التواصل الاجتماعي من حولك فالأشخاص لا يشاركون عدد مرات رفضهم وفشلهم واستسلامهم وأخطائهم فلا يوجد من سيذكر نفسه بمعاناة ويذكر ما تعرض له من خيبات وهفوات فكما تعد النجاحات والإنجازات جزءًا من حياتنا يكمن الفشل في الجزء الآخر.
- لا تستسلم عندما تفشل في تحقيق أمرٍ ما أو لا يتم بالشكل المتوقع فالفشل وارد في كل خطة تقبل الفشل وحاول مرة أخرى بطريقة أخرى.
الملاذ الآمن
اجعل لنفسك ملاذًا آمنًا تسكن به روحك، تجدد به طاقتك، يصفو به ذهنك، يرتاح به قلبك، يكون خلوتك ومحرابك الخاص إذا استصعب عليك أمر من أمور الحياة تكون به أنت فقط مواجهًا نفسك، فبعد العديد من التجارب والمواقف والصعوبات وجدت ملاذي الآمن، ملاذي الذي تجدد فيه طاقتي عند قراءة كتاب أو كتابة مقال أو جلسة تأمل وممارسة الرياضة أو مشاركة الآخرين جزءًا من يومي وكلما تعددت التجارب ازدادت قائمة الأمور التي تشعرك بالأمان والطمأنينة.
وفي الختام رفقًا بنفسك وأدرك أن لكل مرحلة ظروفها ومشاعرها وصعوبتها وإيجابياتها وسلبياتها حينها فقط تستطيع التعامل مع كل مرحلة تمر بها بشكل أفضل.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 680
كيف تتعامل مع أزمة منتصف العمر
link https://ziid.net/?p=87806