يعتبر بعض الأشخاص أن الانفصال -خاصة لو كان طلاقًا- نهاية الحياة، ولكنها ليست كذلك، فهي بداية حياة جديدة بخبرات وتجارب كثيرة تجعلك أكثر نضجًا ووَعْيًا في التعامل مرة أخرى مع كافة البشر. فنحن نعلم جميعًا أن العلاقات الإنسانية شديدة التعقيد وخاصة العلاقات الزوجية، فنحن أمام شخصين كلّ واحد منهم بطباع وآراء وشخصية وطريقة تعامل مختلفة عن الطرف الآخر.
ومن الطبيعي أن نشأتنا والبيئة المحيطة بنا تؤثر بالطبع على شخصياتنا وطريقة حياتنا عامة، فالأسرة الواحدة تتكون من أشخاص مختلفين في الطباع والأفكار فما بالكم بأشخاصٍ لا تربطهم أيّ صِلَة وكل واحد منهم نشأ في مكان وبيئة مختلفة وبالطبع له أفكار وعادات ومعتقدات تختلف عن الآخر. لذلك يحتاج كل طَرَف بعضَ الوقت حتى يتأقلم مع طباع وشخصية الطرف الآخر، وهذا الشيء يحتاج مجهودًا كبيرًا من الطرفين ومحاولة لفهم طبيعة الاختلاف والوصول لنقاط مشتركة واحترام رغبات ومتطلبات الآخر.
ولكن في بعض الأحيان يحدث الانفصال لأسباب كثيرة سوف نتحدث عنها لاحقًا وما يهمنا الآن هو كيفية تَخطّي هذه المرحلة والعيش بصورة طبيعية بعد ذلك.
احذر الفراغ فهو العدوّ الأول لك
يجب عليك أن تعلم جيدًا أنك لو تركت نفسك للعيش في حزنك بمفردك وخاصة إذا كانت لا توجد أشياء تملؤ بها يومك فسوف يقتلك الفراغ فهو يُعَدُّ العدوَّ الأول لنا، فالحزن والتفكير في شريكك السابق وفي ذكرياتك كلها، سواءٌ كانت سعيدة أم حزينة سوف تقتلك نفسيًّا، فكلما استطعت أن تملأ يومك بالكثير من النشاطات فسوف توفّر على نفسك وقتًا كبيرًا قد يضيع في الحزن ولَوْم النفس على كل شيء حدث.
أفرغ حزنك كامِلًا بكل طريقة ممكنة
من الطبيعي شعورك بالحزن والقلق والغضب وكلها مشاعر طبيعية بعد مرورنا بأي تجربة، ولكن يقع جزء من الأشخاص في خطأ كبير وهو عدم إظهار غضبه أو حزنه حتى لأقرب الناس وتعمُّد الظهور بمظهر الإنسان القوى الذي لا يتأثر ولا يفرق معه أيّ شيء، فكتمان مشاعرك للأسف سوف يؤثر عليك بالسلب.
لا تتردد في طلب العون من المقربين لك
فنحن نرى كثيرًا أشخاصًا تتعافى بسرعة أكثر من غيرها، ويرجع ذلك في بعض الأحيان إلى وجود أشخاصٍ مقربين، مثل العائلة أو الأصدقاء الذين يدعمونك ويقفون بجوارك حتى تتخطى مرحلة حزنك وغضبك الأولى، فلا تتردد إذا احتجت شخصًا بجوارك لتتكلم معه أو تشاركه يومك حتى تفرغ كل طاقة الغضب الموجودة داخلك.
لا تتسرع في الارتباط حتى تختبر مشاعرك جيدًا
يقع بعض الأشخاص في خطأٍ كبير وهو الدخول في علاقات جديدة سريعًا فمشاعر الاحتياج التي تكون بداخلك من الممكن أن توهمك بأنك تريد الارتباط بهذا الشخص، ولكن يجب عليك الانتظار حتى تفرّغ كل المشاعر المتراكمة داخلك وتختبر مشاعرك الجديدة جيدًا وأنها صحيحة وليست مشاعر عابرة سوف تنتهى بعد وقت قريب.
تجاهل لوم نفسك وسؤالها دائما هل أنا مازلت مرغوبًا من الآخرين
للأسف بعد صدمة الانفصال الكبيرة على أي شخص يظل بداخله أسئلة كثيرة: هل أنا مازلت مرغوبًا من الآخرين؟ وما هي النظرة التي ينظر لي بها الطرف الآخر؟ والكثير من الأسئلة التي تجعلك تدخل في علاقات جديدة حتى تشعر بأنك مرغوب من الطرف الآخر لا أكثر.
احذر النظر فى صور وكلمات شريكك السابق
لا تترك نفسك فريسة الذكريات، وعندما تشعر بأنك تعافيت تذهب للتقليب في دفاترك القديمة وفى ذكرياتك وصورك وكلماتك مع شريكك السابق، وقتها سوف تعود إلى نقطة الصفر مرة أخرى فكل شخصٍ مِنّا يختلف في قدرته على تقبُّل رؤية ومحادثة والتعامل مع الطرف الآخر مرة أخرى، فمنا من يستطيع فعل ذلك ومنا من ينهار أو يعود للحزن مجددًا، فحاول ألَّا تدفع نفسك للانتكاس مرة أخرى. لا تقلِّل من نفسك أو تسمح لأيّ شخص بالتقليل منك فأنت لم ترتكب جريمة عندما قررت أن تعيش حياتك كما تريد وقررت الانفصال حتى تبدأ حياتك من جديد.
لا تتهرب من حضور المناسبات
للأسف يقع البعض في خطأ الهروب من المناسبات ونظرات الناس وتعليقاتهم، ولكن احذر أن تدخل نفسك فى هذه الدائرة فأنت لم تفعل شيئًا حتى تهرب؛ لذلك لا تختبئ حتى لا تؤذيك عزلتك والبعد عن الناس.
نَمِّ مواهبَك وطموحك من جديد
في بعض الأحيان تضيع مواهبنا وطموحاتنا وسط المشاكل وألم الانفصال، ولكن أثبتت التجارب أن المِحَن يَخْرُج منها الكثير من المِنَح، وبعضُ المواهب الضائعة تظهر من جديد وتنمو وتنجح بعد مرورنا ببعض الأزمات والمحن، فاستغِلّ هذه الأوقات جيدًا وتذكّر كل طموحك ومواهبك وافعل كل ما تريد لترى نتائج سوف تبهرك.
لا تعلق خيباتك على غيرك
عند ارتباطك مرة أخرى لا تحاول أن تجعل شريكك يدفع ثمن ارتباطك الأول، فمثلًا لو كان سبب انفصالك الأول بسبب الخيانة لا تخنق شريكك الجديد بسبب الشك؛ لأنك خائف أن يخونك. وتذكر دائمًا أنه لا يوجد شيء مضمون ومَنْ معنا اليوم مِن الممكن أن يتركنا غدًا، فاعلم أنه لا شيء دائم أو مضمون، ولكن علينا أن نحاول، وإن التجربة أيًّا كانت نتائجها سوف تفيدك وتقويك.
وأخيرا، عِشْ حياتك كما تريد وتتمنى لا كما يريد المحيطون بك؛ لأن الناس لا يرضيهم أو يعجبهم أيّ شيء مَهْما فعلت، لذلك عِشْ حياتك وحقق أحلامك لنفسك لا أحلامهم فيك.
مقال يساعدك على تخطي فترة الانفصال في العلاقات والخروج منها بأقل خسائر ممكنة
link https://ziid.net/?p=58832