تربية أبنائنا.. مهمة مقدسة
يجب استشعار المسؤولية الكاملة أمام أبنائنا، وأن نعي مدى أهمية التربية، فثمار التربية الحسنة تعود علينا وعلى المجتمع ككل
يجب استشعار المسؤولية الكاملة أمام أبنائنا، وأن نعي مدى أهمية التربية، فثمار التربية الحسنة تعود علينا وعلى المجتمع ككل
add تابِعني remove_red_eye 10,072
تربية الأبناء عمل شاق، لما فيه من بذل مجهود جسدي ونفسي، وهذه العملية ليست سهلة كما يراها البعض، وذلك بسبب خلطهم بين الرعاية والتربية. فالرعاية هي توفير الأكل والسكن، والملابس، بدون أي عملية توجيه. بينما التربية تشمل التوجيه، وغرس القيم والأخلاق، بحيث ينتج للمجتمع فرد سوي، له مرجعية أخلاقية تنعكس على منظومة الأخلاقية للمجتمع. لا يمكننا أن نجمل كل اسرار التربية في مقال واحد، ولكن سنذكر أهم الركائز الأساسية لأي عملية تربوية.
التربية مسؤولية الأبوين، برغم احتكاك الأطفال بأمهم أكثر من ابيهم. فمن الضروري جدا أن يشارك الأب في التربية حتى تنشأ علاقة ودية بينه وبين أبنائه، ولا يكون مصدر للتهديد والخوف فقط. ومن المهم جدًّا أن يخفى الوالدين أي خلاف بينهما وأن يؤجلوا نقشاتهم. فاطلاع الأبناء على أسباب الخلاف يسهم في استخفافهم بالأبوين، وقد يتسبب في اضطرابات نفسية، ويشتت الأسرة.
وهذا الأسلوب يتسبب أيضًا في ضعف شخصية الطفل بشكل كبير، يقول ابن خلدون: “من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك، أو الخدم، غلب عليه القهر، وضاقت نفسه، وذهب نشاطه، ودعاه إلى الكسل وحمل على الخبث، خوفًا من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلّمه المكر والخديعة”.
الصحة النفسية مهمة جدًّا، بل هي الأساس الذي تنبني عليه شخصية الطفل، وقد يتسبب الوالدان أو أحد منهما في أذًى لنفسية أبنائهم بقصد أو بلا قصد عن طريق بعض التصرفات. ويجب الانتباه للآتي:
غريزيًّا، الأطفال يميلون إلى من يحبهم أكثر، ويسمعون توجيهه وأوامره ونواهيه، فالحرص على إشباع الأبناء بالحنان والابتعاد عن الإهمال، والتوبيخ، والإهانة، يساعد على التربية بشكل كبير. ويجب تقبليهم واحتوائهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله قبّل الحسن بن علي -رضي الله عنهما-، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبّلت أحد منهم أبدًا، فنظر رسول الله إليه وقال: “من لا يَرحم لا يُرحم”.
ومن الأمور المهمة هو تعليم أبنائنا الثقة بالنفس، والتفريق بينها وبين سوء الأدب والجرأة في المكان والوقت الخطأ، والابتعاد عن الأسباب التي تؤدي إلى إضعاف الشخصية.
ومن أفضل طرق تعليم أبنائنا الثقة بأنفسهم، هي تعليمهم الاعتماد على أنفسهم، وأن نعهد إليهم القيام بالأعمال التي تناسب قدراتهم، واحترام آرائهم ورغباتهم التي لا تمسّ النظام والمبادئ، وتعليمهم الشجاعة والثبات. كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يسير في الطريق وهو أمير المؤمنين، وكان مجموعة من الأطفال يلعبون في الطريق، فلما رأوه هربوا منه جميعًا إلا واحدًا وهو عبد الله بن الزبير، فتعجب عمر وسأله عن سبب عدم هروبه، فأجابه: لم أكن مذنبًا فأهرب منك، ولم أكن لأخافك لأوسع لك الطريق.
للنجاح أسباب وطرق، والتربية عليه وتعليمهم إياه مهم للغاية، عندما سئل لاعب البولينج المشهور “نيلسون بيرسون” عن سر نجاحه قال: “لقد علمني أبي كرة السلة منذ كنت في الرابعة من عمري، ولكنه اتبع طريقة مختلفة، أعطاني كرة وطلب من أن اصيب الهدف، ويقوم بتحريك السلة من مكانها في كل مرة، ويتظاهر بالفرح في كل مرة أصيب فيها الهدف”.
وأخيرًا، يجب استشعار المسؤولية الكاملة أمام أبنائنا، ونعي مدى أهمية التربية، فثمار التربية الحسنة تعود علينا وعلى المجتمع ككل.
add تابِعني remove_red_eye 10,072
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
التربية .. مهمة من وكيف نقوم بها؟ مقال يجيب كل تساؤلاتك
link https://ziid.net/?p=90572