تربية الأبناء بين العدل والمساواة
التربية مهمة معقدة وصعبة لاختلاف شخصيات الأبناء والآباء والعائلة فكيف نربي الأبناء بطريقة عادلة ومتساوية دون أن نظلمهم
add تابِعني remove_red_eye 67,876
جذور التربية مُرّة و لكن ثمارها حلوة .. أرسطو.
حينما يتربى أحد أفراد الأسرة بطريقة مختلفة عن البقية في العائلة، تنشأ الضغائن والأحقاد دون مبررات بين الأخوة وتختلف المعاملة بينهم بسبب فرق المعاملة التي لا علاقة للفرد المتلقي فيها، ويكون السبب أحيانًا الظروف التي رافقت ولادة هذا الطفل أو صنعته، لهذا تربية طفل مختلف أمر صعب للغاية لمن لايعرف الأمر خاصة إذا لم يكن الطفل الوحيد بالعائلة.
عزيزي القارئ قبل أن تقرأ هذا المقال عُد مجددًا لحكمة أرسطو في بداية هذا المقال لأنك ستلاحظ أنها صحيحة ١٠٠٪ وسأثبت لك ذلك في هذه السطور القادمه. لكن قبل ذلك سأسألك بعض الأسئلة التي لن تجد إجابتها إلا بعد أن تنتهي من قراءة المقال:
- لماذا تختلف شخصيات الأبناء في الأسرة الواحدة بالرغم من أنهم أبناء لنفس الوالدين الأب والأم؟
- لماذا تختلف شخصية وتربية الفتاة عن الولد رغم أنهما في نفس العائلة؟
- ولماذا ينشأ طفل متمرد أو مدلل أو متميز في نفس الأسرة وما السبب؟
يعيدني هذا إلى بداية المقال وما ذكرته سابقًا، وهو أن الظروف التي رافقت ولادة هذا الطفل أو صنعته قد تكون السبب لماذا ستعرف في نهاية هذه السطور عزيزي القارئ.
(المساواة من صنع الله، والتمييز من صنع البشر)
مثال:
آدم لديه خمسة أطفال أربعة أولاد وفتاة، حواء هي الطفلة الوحيدة لآدم وكانت تعامل معاملة مختلفة عن إخوانها الذكور، حاتم شاب متدين وخلوق، مهند مدلّل ولا يستمع لوالديه، بينما الابن الأوسط سالم كان يعمل بالتدريس وكان منفتحًا على الأفكار الأخرى ويتقبل التغيير، الابن الثاني أدهم كان متميزًا عن أقرانه ويعمل في تخصص نادر وصعب بالرغم من كونه معاقًا، بينما الابن الثالث عصام كان يعمل في صناعة الترفيه والموسيقى متحديًا كل القيود الاجتماعية.
ما الذي تغير في تربية الأبناء؟
ليس الأب والأم وإنما الظروف، فآدم مدير مدرسة ربى ابنه حاتم على التعاليم الدينية والأخلاق وحينما رزق بأدهم غير عمله وركز على تطوير قدرات ابنه المعاق، بعدها رزق بعصام الذي كان يشعر بأنه مهمل نوعًا ما من عائلته والاهتمام فقط بأدهم فتمرد ليظهر استياءه من الوضع، أما الابن الرابع سالم تربى بطريقة مختلفة فهو يشاهد التأثير الذي تركه والداه على إخوته بسبب اختلاف الظروف التي تسببت في ذلك.
أما حواء فتربت على التربية الإسلامية مثل أخيها حاتم والفرق بين الذكر والأنثى، لكن مهند لا يتمرد كأخيه عصام، حاول والداه إغراقه بالدلال فأفسداه، هذا مثال على أن التربية بين الأبناء لا تختلف فقط في العوائل المختلفة بل إنها قد تصل إلى حد ألا تكون عادلة بالنسبة للأسرة والإخوة في العائلة الواحدة.
تربية الأبناء بين العدل والمساواة
نعتقد دائما أننا عادلون في معاملتنا لأبنائنا ومنصفون فيما بينهم لكن الحقيقة مختلفة، فالآباء والأمهات دائمًا يكون لديهم طفل مفضل لا تسري عليه جميع قوانين المساواة والعدل قد يكون طفلًا مريضًا أو ابنًا عانت العائلة كثيرًا لإنجابه أو غير ذلك؛ لهذا بدون قصد تقع الأسرة في نفس الخطأ تفضيل أحد الأبناء على الآخر والمبالغة في تربيته إما بالاهتمام الزائد أو الحرص المبالغ فيه على صحته وسلامته.
آثار التفرقة في المعاملة بين الأبناء
- الانعزال والوحدة والاكتئاب.
- العصبية والخلافات والأنانية.
- الكراهية والغيرة والحسد.
- قد تولد لدى الأبناء رغبه بالتمرد أو الانحراف للفت نظر الوالدين.
- ظلم الإخوة بعضهم لبعض بسبب الحقد أو الغيرة أو الحسد.
لماذا على الوالدين المساواة بين أبنائهم
من الضروري أن يشعر الأبناء بأن هناك وقتًا مخصصًا لكل فرد منهم تُحترم فيه خصوصيّاتهم. كما يجب على الوالدين معرفة نفسية الأبناء وما يحتاجون إليه، وذلك من خلال إظهار المحبة لجميع الأبناء، دون التمييز بينهم حين يعبّروا عن مشاعرهم وحاجاتهم.
تقليل الاهتمام بالطفل الصغير أمام أخيه الذي يكبره مباشرة، وذلك حتى لا يُفسّر الأمر بأنه نوع من التمييز بينه وبين إخوته، معاتبة طفلك المشاغب على انفراد، ولا تقوم بتجريحه أمام إخوته عند قيامه بخطأ ما، إعطاء البنت حقّها في الدفاع عن نفسها أمام أخيها، وإظهار قدراتها وتشجيعها وعدم إهمالها، وعدم المقارنة بين الأبناء من حيث الذكاء أو القوة أو الجمال أو غير ذلك.
تربية الطفل المعاق أو المريض
عاتب الله الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما أعرض عن الصحابي الكفيف وظل رسول الله الكريم -عليه الصلاة والسلام- يداعبه طيلة عمره كلما رآه قائلا (أهلا بمن عاتبني فيه ربي).
ما يجب مراعاته والاهتمام به في تربية الطفل “المميز”
- حفظ كرامته.
- أن له حقوق وعليه واجبات.
- المساواة بينه وبين أفراد المجتمع.
وفي الختام
التربية مهمة معقدة وصعبة لاختلاف شخصيات الأبناء والآباء والعائلة، وقد تؤثر عليها الظروف أو التجارب وحتى العلاقات الاجتماعية ولكنها تبدأ دائما من نفس المكان محيط الأسرة. فما يتعلمه الأبناء بالصغر يكبر معهم طوال حياتهم وقد يتوارثه الأبناء في تعاملاتهم مع أبنائهم. الإرث الذي تورثه لعائلتك هو تربيتك الصالحة لهم لأنها ستحدد اختياراتهم بالحياة وتمهد لهم الطريق دائمًا، لهذا مهما كان غرس جذور التربية صعب في الأبناء فهي تزداد حلاوة مع الوقت حينما نقطف ثمارها ونرى الأثر الذي تركته تربيتنا على الأبناء والأحفاد.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 67,876
مقال هام لكل أب وأم يريدان المساواة بين الأبناء دون ظلم
link https://ziid.net/?p=67064