عقاب أم إيذاء؟ (حوار مع د. نهال زين حول العقاب للأطفال)
العقاب هو أحد وسائل التربية، والهدف منه تعديل السلوك وليس إهانة الطفل، أو كسره، أو التقليل منه، أو حتى التنفيس عن الغضب في طفلك
add تابِعني remove_red_eye 61,969
- اسئلة عامة حول مفهوم العقاب
- متى يمكن أن نبدأ استخدام العقاب لللأبناء؟
- متى يمكن أن يفهم الطفل أن تلك السلوكيات سيئة؟
- مرحلة ما قبل العقاب
- إذًا ما هي الأساليب التي يمكننا استخدامها قبل العقاب؟
- ما هي خطوة حل المشكلات؟
- كيف يكون العقاب، وهل العقاب بالضرب يعتبر عقابًا أم إساءة؟
- كيف تتم إذن عملية تعديل السلوك حالما تستنفذ كل المحاولات؟
- ما هي شروط العقاب إذن؟
- نظرية (بياجيه) في التطور المعرفي للطفل
- أما كولبرج تناول التطوَّر الأخلاقي عند الأطفال ومتى يفهم معنى الأخلاق إلى ست مراحل وثلاث مستويات
- هل تصفع ولدك حالما يخطئ أم أنك تتفهم موقفه وسلوكه أولًا؟
- هل تفهم نوازعه وتراعي عمره أم أنك تندفع لتعاقبه على خطأ صغير بعقاب لا يتناسب مع موقفه، فقط لأنك قد وجدت متنفسًا تخرج به معاملة مديرك السيئة أو ضغوط الحياة والتي تتحملها من أجله، فيصبح هو متنفسك؟
ربما تذكر إساءات والديك إليك على شكل العقاب، بل إنها أنشأتك أنت طفلًا غاضبًا لأنك لم تتعافَ بَعْدُ من الإساءة القديمة.
فكبرت لتصبح الأب الغاضب الذي تسبق يدُه لسانَه، وغضبُه حِلمَه، أصبحت (الأب الذي لا يطاق) وابتعادهم عنه منتهى الأمل.
وأنتِ أيتها الأمّ،
أما زال أصغر التصرفات تزعجك من صغارك؟ تريدينهم أن يصبحوا أطفالًا رائعين مهذَّبين على الرغم من أن الاستكشاف واللعب والصياح هو حقهم؛ لأنهم يكتشفون العالم الآن، تتركين الأشياء في طريقهم ثم تعودين بغضبتك الكبرى عليهم.
في هذا الحوار ترد على أسئلتنا د/ نهال زين، أخصائية الطب النفسي، عيادة الأطفال والمراهقين بمستشفى بني سويف وعضو الجمعية الأمريكية للطب النفسي حول العقاب وما يدور حوله من علامات استفهام.
العنف وأزمة السيطرة الأبوية: كيف تتعافى من الإساءة الأبوية؟
اسئلة عامة حول مفهوم العقاب
متى يمكن أن نبدأ استخدام العقاب لللأبناء؟
كلمة العقاب أصلًا كلمة غير محبَّذة الاستخدام لما تنطوي عليه من معانٍ انتقامية، فالأم أو الأب لا يريد أن ينتقم من ولده فيعاقبه، إنما غرضه الأوحد هو ضبط سلوك الطفل، بحيث يبتعد الطفل عن السلوكيات التي قد تؤذيه وتؤذي الآخرين، فهدف العقاب الأول هو تقليل السلوك السيئ. والعقاب ليس هو الحل الأول دائمًا.
متى يمكن أن يفهم الطفل أن تلك السلوكيات سيئة؟
ما إن يبدأ الطفل فَهْم كلماتنا يمكننا أن نعرفه أن ذلك السلوك سيئ أو جيد، كما أن عامل القدوة مهم، لأن أكثر وسائل التعلم التي يتخذها الإنسان هي التقليد. كما يمكننا فعل عدة أمور أخرى مثل: أن نستخدم مع الأطفال فكرة التشتيت فحينما يهم الطفل الصغير بفعل شيء خاطئ نشتت عقله عن الفكرة بأن نفاجئه باللعب مثلًا، وضرورة تعويد الطفل على نظام معين وقواعد معينة يغنينا عن الحاجة للتنبيه، فإذا اعتاد الطفل مثلًا على سلوك أن يضع ألعابه جانبًا بعد الانتهاء من اللعب، لن تحتاج أن تبهه لذلك عندما يكبر.
مرحلة ما قبل العقاب
إذًا ما هي الأساليب التي يمكننا استخدامها قبل العقاب؟
هناك 3 مراحل مهمة يسعى المربي إليها قبل العقاب
1- التجاهل
وهو تجاهل السلوك السيئ الذي يقوم به الطفل،هناك سلوكيات يمكن تجاهلها وهي التي يمكن أن نطلق عليها “مزعجة”، مثل أن يلعب الطفل بلعبة مرتفعة الصوت، يمكن تجاهل هذا السلوك،
أما عن السلوكات المؤذية التي تعرضه للخطر مثل أن يلعب الطفل في مقبس الكهرباء ذلك سلوك لا يمكن تجاهله.
2- التشجيع والمدح
فالتشجيع يجعل الطفل يتجه للتقليل من السلوكيات السلبية ويزيد من السلوكيات الإيجابية، والمدح مثله أيضًا، فحينما تعلق الأم على التصرف الإيجابي فسوف يستمر الطفل عليه، أما السلوك الذي لا أمدحه سيتجه الطفل إلى عدم تكراراه، فالممارسة التي لا يتم تدعيمها أو تعزيزها من قبل الأم سيتوقف الطفل عن فعلها ويستمر على تلك التي تجلب له المدح.
3- المكافأة
تكون تلك المكافآت تحفيزية ومن شروطها: أن يختار المكافأة من مجموعة خيارات تقدمها له ليس من المهم أن تكون تلك المكافأة مادية من الممكن أن تكون معنوية مثل “إذا توقفت عن فعل كذا سيصفق البيت كله لك”، وفي حال كانت معنوية/ أن يكون مما يمكنكم الاستمرار عليه مثل: بالون أو قطعة شكولاتة، من المهم أيضًا أن يصدق الأبوان في تنفيذ الوعد وإذا توقَّف عن ذلك السلوك أن يحصل الطفل على مكافأته.
في حالة إصرار الطفل على السلوك السيئ وعدم جدوى المدح والمكافأة والتجاهل ننتقل إلى خطوة حلّ المشكلات
ما هي خطوة حل المشكلات؟
هي ما يشبه اجتماعًا بين أطراف العلاقة الطفل والمربي، وهي مناقشة الأسباب ووضع خطة لحل المشكلة، دون توجيه انتقادات لاذعة أو إساءات لفظية للطفل.
كيف يكون العقاب، وهل العقاب بالضرب يعتبر عقابًا أم إساءة؟
العقاب بالضرب هو إساءة غير مسموح بها، لا هي ولا الإساءات اللفظية لما تلحقه بالطفل من أضرار نفسية وجسمانية، أثناء تربية الأطفال. كما أن العقاب بالضرب حينما يتكرر يفقد قيمته ويصبح بلا أي معنى. يخطئ الطفل فينال عقابه الضرب بلا تعلُّم أي قيمة تذكر، فقط الفعل مقابل الضرب، وقد يكتسب الطفل نفس الفعل حينما يكبر وتستمر الدائرة بلا توقف.
كيف تتم إذن عملية تعديل السلوك حالما تستنفذ كل المحاولات؟
مثلما يحدث في نظام المكافأة يعرف الطفل إن ذلك السلوك المزعج إذا تكرر سيعاقب عليه، يمكننا تخييره أيضًا بين أساليب العقاب ويكون العقاب عن طريق إبعاده عن شيء محبب لنفسه مثل: (اللعب على جهازه اللوحي) أو استخدام الوقت المستقطع للطفل ولكن ليس بالشكل المتعارف عليه بأن يوضع الطفل في ركن ويتم نَبْذُه، ولكن الوقت المستقطع هنا يُعَدُّ فرصة ليعيد الطفل التفكير في الخطأ، وينفذ لكل عمر بما يناسبه فمثلًا (ثلاث دقائق لطفل عمره ثلاث سنوات). كما أنه من الضروري تنفيذ العقاب المتفق عليه، مثلما نعطيه المكافأة المتفق عليها.
التربية المتوازنة .. كيف تربي طفلك بشكل أفضل؟
ما هي شروط العقاب إذن؟
- أن يكون الطفل عارفًا به.
- أن يكون موافقًا به وتم الاتفاق بين الأب والأم والطفل من قبل تكرار السلوك.
- أن يكون الخطوة الأخيرة بعد المدح والتشجيع والتجاهل والمكافأة.
- أن يكون العقاب بلا مبالغة فلا يحرم مثلًا من جهازه اللوحي لمدة عام على سلوك مزعج بسيط.
نظرية (بياجيه) في التطور المعرفي للطفل
يرى عالم النفس جان بياجيه أن التطور المعرفي لدى الأطفال يمرّ بمراحل:
- من الولادة حتى عمر السنتين حيث يتعرف الطفل للعالم عن طريق حواسه الخمس.
- من ٢ إلى ٦ يكون الطفل متمركزًا حول نفسه.
- من ٦ إلى ١٢ يصبح تفكيره واقعيًّا وملموسا لا يرى ما وراء الكلمات.
- مرحلة ما بعد ١٢ وهي مرحلة التفكير المجرد، مهارات التفكير المنطقي ومعاني ما وراء الكلمات. [تلك هي المرحلة التي يدرك فيها مفهوم الأخلاق]
ولكن هل يعني ذلك أننا لا يمكننا محاسبة الطفل، يقول ذلك العالم:
إن الطفل منذ مرحلة المهد قبل سن الثانية يعرف علاقة السبب الذي يؤدي إلى النتيجة، فحينما يعاقب على سلوكه قبل سن الثانية عشر هو يعرف أنه أخطأ لذلك يعاقب، لكنه قد لا يدرك المعنى الأخلاقي.
أما كولبرج تناول التطوَّر الأخلاقي عند الأطفال ومتى يفهم معنى الأخلاق إلى ست مراحل وثلاث مستويات
- المستوى الأول ما قبل التقليدية (ما قبل الأحكام والقوانين والأعراف) وفيها ينصاع الطفل حسب توجه العقاب أو المكافأة وهي من سن ٠ إلي ١٠.
- المستوى الثاني التقليدية (مرحلة القوانين والأعراف والأحكام) وهي من سن ١٠ الي ١٣ وفيها يتَّجِه الطفل للسعي نحو القبول الاجتماعي والخوف من الرفض والسلطة أو الخوف من أن يفقد من حولنا ثقتهم فينا.
- المستوى الثالث ما بعد التقليدية (ما بعد الأحكام والقوانين والأعراف) وهو توجُّه العقد الاجتماعي واحترام الذات، ويفضي إلي قمة الهرم أو المبادئ الأخلاقية.
ولكن مع الوضع في الحسبان بعض الفروق الفردية بين الأطفال، ولكن تلك النظريات من النظريات المهمة جدًّا في علم النفس. وكما أوضح بياجيه أن الطفل وإن لم يدرك ماهية الأخلاق فإنه يدرك علاقة السبب بالنتيجة.
add تابِعني remove_red_eye 61,969
هل تفكر في عقاب ولدك لأنه أخطأ؟ هل تفهم لما فعل ذلك أم أول ما تبادر به العقاب لتكن معنا لتعرف أكثر.
link https://ziid.net/?p=57566