في بيتي قعيد مُسنّ، كيف أتعامل معه؟
رعاية المسنين مسؤولية كبيرة علي عاتقك، فأحسن حملها وحاول أن تسهل الأمور على نفسك وألا تتوتر وتجزع
add تابِعني remove_red_eye 37,309
شاء الله واختار منزلي لضيافة جدي وبعده جدتي، في يوم وليلة وجدت في منزلي شخصًا يحتاج معاملة خاصة ومراعاة؛ فصحته النفسية أساس للصحة الجسدية، وعلمت أنه قد يكون القعيد حساسًا لأبسط الأمور التي قد تشعره بعجزه، ولهذا كان يجب عليّ معرفة مواصفات مُرافق المُسن القعيد وما احتياجاته ؟ وكيف أكون داعمة بحق لهم؟ واليوم سأشارككم من تجربتي.
احتياجات المُسنّ
- هو يحتاج الألفة: فالبعض يتعامل مع المسن القعيد وكأنه زهد الحياة، يظنون أن أقصى شيء يمكن تقديمه الطعام والشراب والدواء، ويتركه وحده لساعات طويلة، وهو لا يعرف كم أن ذلك مؤذٍ له، فهو يحتاج من يحاوره، وحتى إذا لم يتفاعل معك ذلك يصنع فارقًا، لأنه يشعر باهتمامك مجرد رؤيتك جواره.
- يحتاج أهله وأولاده بشكل دوري، فلا يشعر أن أهله معتمدون على المُرافق حتى وإن كان المرافق ابنه، فالبقية لهم دور أساسي.
- يحتاج للدعم دون شفقة، كثيرًا نجد أن مُسنًّا تدهورت حالته الصحية في يوم وليله بعد موقف أثّر على نفسيته، أبسط الطرق تدعمه كجلوسك بجواره ومحاولة مشاركته في الأكل والشراب.
- يحتاج ألا تسلب إرادته وكأنه دمية: تطعمه ما تريد وتبدل ملابسه وقتما تشاء ، استأذنه قبل أي شيء تفعله له واساله ماذا يفضل أكثر للطعام ؟! وامنحه اختيارات، وهل تريد أن ترتدي هذا أم هذا، الآن أم بعد قليل؟ وإذا كانت الموقف يحتم الآن أخبره لماذا يجب فعل ذلك الآن، فسلب الإرادة قد يعرضه لمشكلات نفسية دون أن تدري وتؤثر علي صحته الجسدية، فشعور أنه لاحول له ولا قوة مؤذٍ.
- يحتاج أن يشعر أنه ليس عبئًا ، فإياك أن تتأفف في معاملتك معه، إذا رفض نوع الطعام أو كسر شيئًا، وإذا حدث لا تُسمعه شيئًا واحفظ ضيقك داخلك.
- يحتاج أن يشعر بالترحيب به وأن وجوده معك يسعدك، فأكثر الضحك معه والابتسام له.
- يحتاج أن تعرف ما يحبه وما يكرهه؟ في كل شيء: طعام، شراب، صفات شخصيه، طرق الترفيه التي يفضلها، هناك تفاصيل صغيرة تفرق في صحته النفسية، قد يكون يحب سماع إذاعة القرآن الكريم ولا يفضل الأفلام على التلفاز، وأنت تتعامل بما هو معروف لديك، قد يكون شخصًا يكره الكلام الكثير ومحاولتك لتسليته تكون حكايات وقصص، متوقع أن يتضايق ولا يخبرك.
- تحترم كرسيه المتحرك، فلا تعلق علىه أكياسا في جولة التسوق دون إذنه، ويفضل ألا تفعل.
- أن يشعر بقيمته، خذ رأيه في أي شيء حتى لو ملابسك، حتى لو كان رده إيماءة بالرأس أو لا شيء، تحدث عن مدي حبك وسعادتك بوجوده معك.
- يحتاج اهتمامًا حقيقيًّا، هو يشعر بإهمالك واهتمامك حتي وإن لم يعبر.
- يحتاج أن تراعي شعوره، كثير من المسنين يصابون بحساسيه ،خاصه إذا أصبح قعيدًا، يصبح أقل شيء يشعره بالضعف أو قلة التقدير.
أخلاقيات واجبه في شخصية مرافق المُسنّ
- صبور.
- مدرك لاحتياجات المُسن.
- متحكم بانفعالاته.
- طيب.
- متعاطف: يقدر على توقع مشاعر المُسن ومراعاتها.
- يعرف الله: ويعامل الله في المُسن.
- كريم: في مشاعره ووقته وجهده.
- الإنسانية: هي مجموعة صفات كالرحمة واللين.
- سعة الحيلة: قد يفعل المسن أي مشكلة، أو يؤذي نفسه، فيجب وجود شخص يحسن التصرف بسرعة.
سلوكيات تهون عليك المهمة
- جدول ومنبه لكل شيء يخص المُسن، أكل، شراب، مواعيد الدواء، زيارة الطبيب، أي موعد دوري.
- وقت تبديل الملابس اسمع أي شيء تحبه، أو دندن بما يحب المُسن أو اجعله وقتًا لذكر الله.
- وقت انزعاجك من أي سلوك منه خذ نفسًا عميقًا تكرارًا لتهدأ وابتعد قليلًا لدقائق.
- قوي عزيمتك بشعورك قيمة ومعنى عملك.
- داخلك استحضر نوايا خير لله، صدقة عن صحتك، ووقتك، طلبًا رحمة الله وبركته.
رسالة لمرافق المُسن
أبشر، اختارك الله لتكون يده الرحيمة التي تجبر الخواطر وتقوي المستضعف، اختارك الله لثواب عظيم باب للجنة، فرصة لمعاملة الله وكسب جبال من الحسنات، قد تظن أنك لا تملك شيئًا، ولكن إذا رأيت أن صحتك عون لغيرك، ستشعر بامتنان عظيم لله يخلق داخلك رضًا وسكينة، ستشعر بمعني ليومك ولحياتك، أنت مؤثر بأبسط شيء حتي بابتسامتك في وجهه المٌسن، استحضار النوايا خير وبركة لحياتك ففي خدمته يمكنك استحضار نية صدقه عن الصحة، ولأن الله هو الوحيد المٌطلع على النوايا، فلا تتأفف وتشعر بالضيق من خدمة المُسن، فتصبح كالذي يتعب في الزراعة ويترك الزرع دون مياه فلا يحصد شيئًا.
وفي النهاية.. تذكر أنّ الدنيا كما تدين تُدان، فعامل المُسنّ كما تحب أن يعاملك الآخرون، وذكّر نفسك أنه باب لدخول الجنة يستحق الصبر.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 37,309
رعاية المسنين مسؤولية كبيرة .. إليك هذا الموضوع
link https://ziid.net/?p=75457