كيف تحب شريكك بطريقته 

من أكبر الأخطاء التي يقع فيها البشر أن يظنوا أن كل الناس تفكر بطريقتهم وتتصرف مثلهم، ولكن الحقيقة أننا جميعا مختلفون في كل شيء، حتى التوائم المتطابقة تختلف في بصمتها وطريقة تفكيرها. والأمر ذاته ينطبق على شريك الحياة، نتوقع دائمًا أن يشبهنا ويتصرف مثلنا وأن تكون ردود أفعاله متوقعة بالنسبة لنا، و من هنا تبدأ المشاكل.

الحب كلمة كبيرة، تحوي مشاعر رائعة محظوظ للغاية من يشعر به، ولغتنا العربية تحوي العديد من درجات الحب من الهيام والوله والعشق، وهو شعور يكاد يستحيل أن يصفه اثنان بنفس الصورة، وبالتالي، لن يعبر اثنان عن حبهما بنفس الطريقة.

اكتشف د غاري تشبمان مؤلف الكتاب الشهير “لغات الحب الخمس” أن المشاكل الكبرى للعلاقات أن الناس ينتظرون من شركائهم ردود أفعال معينة عند التعبير عن الحب، أو ينتظرون أن يعبروا لهم عن الحب بطريقة معينة، وإن لم يحدث هذا يصابون بالإحباط، ويظنون أن الشريك لا يبادلهم نفس المشاعر التي يمنحونها لهم، بالتالي مشاكل كثيرة، نتيجتها إما انفصال أو حياة تعيسة.

وضع غارى تشبمان خمس لغات يتحدث بها الناس ويعبرون بها عن مشاعرهم، إن فَهِمها كل زوجين وساعدا بعضهما على فَهْم أنفسهما وفهم شريك الحياة ستختلف كثيرًا، كل إنسان يستوعب الخمس لغات ولكن له لغة أساسية تتبعها البقية بنسب مختلفة.

1- الكلمات

وتلك بالطبع هي اللغة الأشهر، والتي يفهمها أغلب النساء أكثر من الرجال، الكثير يقولون إن النساء تحب بآذانهن، ولكن هذا لا يمنع أنها لغة قد يتحدث بها الرجال أيضًا. كلمة “أحبك” سواء قلتها أو كتبتها في رسالة، رسائل حب كثيرة، كلمة غزل تقال هنا وهناك -بمناسبة وبدون- سترضي تمامًا شريكك الذي يتحدث لغة الحب هذه، لن يفهم هذا الشريك انغماسك في العمل لأجله ولا شيئا غاليًا ابتعته، إلا إذا أشبعته مع ذلك بكلمات مميزة ورقيقة ستحصل حينها على شريك سعيد، إيجابي ومتفهم للغاية.

ولكن انتبه، فالشخص الذي يتكلم هذه اللغة من الحب يكون حساسًا جدًّا للكلمات السلبية، انتقاد بسيط قيل بشكل خاطئ قد يغير يومه ويعكر صفوه فمعه يجب أن تعرف متى تقول ماذا.

2- التصرفات\الخدمات

على العكس من سابقتها، تلك اللغة شهيرة لدى أغلب الرجال أكثر من النساء، يظن الرجل الشرقي على وجه الخصوص أن التعبير بالأفعال والخدمات أقوي من التعبير بالكلمات، ولكن كذلك لا يمنع أن تتحدث بها بعض النساء. أصحاب هذه اللغة يهمهم كثيرًا أن يعبر لهم شريكهم عن حبه عن طريق الأفعال وتقديم الخدمات، مساعدة في عمل منزلي، اهتمام بترتيب ملابس، باختصار اهتم بكل التفاصيل الدقيقة التي تخصهم، وافعل ما يجعلهم يستريحون، سيقدرون ذلك كثيرًا ويحبون الشريك أكثر.

3- تقديم الهدايا

إن كان شريكك يتحدث هذه اللغة فعليك الاهتمام بتفاصيل كل شيء يقوله، وانتبه لشيء أعجبه واشتريه له وفاجئه، صدقني سيطير فرحًا، وسيفرح بالمفاجأة أكثر من الهدية ذاتها. أصحاب هذه اللغة يحبون استقبال الهدايا المفاجئة من أشياء تمناها، يشعرهم ذلك بالحب والأمان والتقدير من الشريك، لا يهم أن تكون الهدية غالية، الفكرة كلها في معنى الهدية، ورود، أشياء بسيطة للغاية قد تفي بالغرض وأكثر.

4- منح الوقت

يحب أصحاب هذه اللغة تمضية الوقت مع شريكهم ويمنحون ذلك أولوية في حياتهم، قد يبدو ذلك صعبًا بسبب نمط الحياة الذي نعيشه الآن، ولكن المهم ليس كم الوقت، المهم أن نهتم لمنح وقتٍ خاصٍّ: عشاء رومانسي، سهرة مع فيلم سويًّا، رحلة أو نزهة بسيطة، حديث من القلب مع كوبين قهوة، كل ذلك يمنح شريكك الأمان ويمنح علاقتكما القوية والصمود ويعززها.

في الحقيقة حتى ولم تكن لغتك أو لغة شريكك هي الوقت، من الهام جدًّا جدًّا أن يمنح أي زوجين الوقت الخاص لهما، أن يتخلصا من الضغوط سويًّا، ويجددا علاقتهما من حين لآخر بتلك الأشياء البسيطة التي ذكرناها سابقًا، ستخففان عن بعضكما وتتبادلان المشاعر كالأيام الأولى، وستكون الحياة أسهل وأحلى.

5- اللمسات

يهتم أصحاب هذه اللغة جدا باللمسات الحانية من الشريك طوال الوقت ، تلك اللمسات التي تعبر عن الحب والحنان، كلمس الأيدي، طبطة على الكتف أو الظهر، عناق، رفع خصلة شعر، أي من تلك اللمسات التلقائية التي تعبر عن الحب والحنان، كافية تمامًا لتجعل شريكك سعيدًا ومحبوبًا.

بالطبع لا يتحدث أيّ منا لغة واحدة، بل كلنا فينا اللغات الخمس بنسب متفاوتة، وكلها مهمة للغاية توافرها في أي علاقة إنسانية، زواج كان أو صداقة أو أمومة وأبوة، ولكن اللغة الأساسية هي اللغة التي تسعدنا وشريكنا أكثر، وبالتالي فَهْم اللغات الخمس سيجعل كلًّا من الزوجين أكثر تفهما لنفسه ولشريكه، وبالتالي مشاكل أقل وحياة زوجية سعيدة.

إليك أيضًا

• حب الرجل و حب المرأة
• 10 أمور تفعلها المرأة حين تقع في الحب
• 8 تصرفات يفعلها الرجل حين يقع في الحب