كيف يتواصل الرجال والنساء بطريقة أفضل من وجهة نظر “ليليان جلاس”
عادةً ما نفترض بأن الجنس الآخر يتفهمنا رغم أنه ثبت أن الرجال والنساء لا يتواصلون بنفس الطرق، هناك فجوة ما تتسبب في مشكلة التواصل
add تابِعني remove_red_eye 102,609
تلقّت “د. ليليان جلاس” المتخصصة في مجال التواصل اتصالاً هاتفيًا من أحد منتجي هوليود والذي سألها إن كانت تعلم شيئًا عن الاختلافات بين الرجال والنساء في التواصل، وإن كان بمقدورها أن تجعل مُمثّلاً رجلاً يبدو مثل النساء، وقد كانت تحضّر الدكتوراه حينها في مجال طب الجينات، إلا أنها أخبرته عن تجربتها مع مريض متحوّل جنسيًا أثناء رسالة الماجستير.
حيث طلب منها المشرف عليها وهو المتخصص في “علم أمراض الكلام” أن تجري تحليلًا مفصّلًا للصوت والخصائص الكلامية لتلك المرأة التي كانت لا تعلم بأنها متحولة جنسيًا مما جعلها تبحث في هذه الاختلافات حينها.
كان الاجتماع مع الممثل بسرية، والذي هو “داستن هوفمان” ولقد حصل جائزة الأوسكار على هذا الدور الذي أتقنه. مكّنتها هذه التجربة وهي ترى هذا المُمثّل وهو يستخدم كل ما تعلّمه ويطبّقه عبر أدائه من أن تكون علامةً فارقة في مسارها المهني. بعد ذلك عملت مع العديد من الممثلين الذين مثّلوا أدوار النساء مثل “كونراد باين” أسهمت هذه الأعمال في أن تدرك بأن فشل العديد من الزيجات لم يكن مصادفة.
ومن خلال دراستها لهذه الاختلافات المتواصلة بين الرجال والنساء عثرت على السر الذي أرادت أن يطلع عليه الجميع من خلال كتابها “هو يقول.. وهي تقول” الذي يناقش موضوع التواصل بين الرجل والمرأة بصورةٍ متوسعة، وذلك عن طريق مناقشة جوانب عملية التواصل المختلفة، بدايةً من لغة الجسد، لغة الوجه، أنماط الصوت عند التحدث، المحتوى اللغوي، إضافةً لأنماط السلوكية.
ويصل إجمالي اختلافات الحديث بين الجنسين هذه إلى 105 من الاختلافات. وبالرغم من أن هذا التواصل متشابكًا ومعقدًا إلا أن المؤلفة استطاعت من خلال خبراتها وخبرات عملائها من فك طلاسم هذا التعقيد سعيًا إلى تحسين العلاقات بين الرجال والنساء على كافة المستويات.
وأيضًا من دوافع كتابتها للكتاب كما تقول أن معدلات الفشل في العلاقة الزوجية بين الأزواج ازدادت ففي كل زيجتين هنالك واحدة تنتهي بالطلاق، وأشارت دراسات عديدة إلى أن معدلات الطلاق في أمريكا مرتفعة فالأزواج مستعدين لإنهاء علاقة الزواج بدلًا من الوصول إلى أساس المشكلة -ونفس الشيء بالنسبة للعالم العربي- ويشعر الأطباء النفسيون بأن مهارات التواصل السيئة هي السبب وراء ذلك. فالرجال والنساء لا يعرفون كيفية التحدث إلى بعضهما البعض.
الاختلافات في لغة الجسد بين الجنسين
تذكر بأن الرجال يأخذون مساحةً أكبر حين يجلسون أو يقفون وأيديهم وأرجلهم تكون مفرودة بعيدًا عن أجسادهم ويميلون للوراء عند الجلوس والاستماع. في حين عند النساء يأخذون مساحة أقل حين يجلسن كما تكون أيديهن وأرجلهن مضمومة تجاه أجسادهن ويملن للأمام عند الجلوس والاستماع.
وفي الحركات الجسمانية تتسم حركات الرجال بالقوة والحدة والتقيد، ويلوّحون بأيديهم بعيدًا عن أجسادهم ويلوحون بأصابعهم المضمومة أو يشير الرجل منهم بإصبعٍ في اتجاهٍ معين، ويبدون ردود أفعال قليلة بلغة أجسادهم عند الاستماع للآخرين. في حين عند النساء نجد أن حركاتهن الجسمانية تتسم بالسلاسة واليسر والخفة ويلوّحن بأيديهن تجاه أجسادهن، وبأصابعهن المتفرقة ويستخدمن حركة يد منحنية ويُبدين ردود أفعال أكثر بلغة أجسادهن عند الاستماع للآخرين.
الاختلافات في لغة الوجه
من هذه الاختلافات تذكر بأن الرجال يميلون إلى تجنب التواصل بالعين ولا ينظرون مباشرةً للمتحدث، ويميلون إلى التحديق عند التفاعلات السلبية. في حين تنظر النساء مباشرةً في عيني المتحدث ويتواصلن بصريًا بصورةٍ أفضل ويخفضن أعينهن ويتجنّبن التحديق عند التفاعلات السلبية.
الاختلافات في أنماط الصوت والكلام
من بين هذه الاختلافات تذكر بأن الرجال يقاطعون الآخرين بصورةٍ أكبر ولا يسمحون لأحد أن يقاطعهم إلا قليلاً. في حين النساء يقاطعن بصورةٍ أقل ويسمحون بالتعرض للمقاطعة بدرجةٍ أكبر، أيضًا يتلعثم الرجال في الكلمات بصورةٍ أكبر ونطقهم للكلمات سيئًا ويميلون لحذف نهايات بعض الكلمات واختصارها ويتحدثون بصوتٍ عالٍ ويستخدمون الصوت العالي للتأكيد على النقاط المهمة.
كما أنهم يتحدثون بمعدلٍ أبطأ، وعادةً لا يستخدمون التنغيم وتغيير إيقاعات الصوت عند الحديث. في حين أن النساء يتحدثن بصورةٍ أسرع وينطقن بصورةٍ أفضل وأدق، ويستخدمن حدة الصوت وتغيير إيقاعاته للتأكيد على النقاط المهمة ويتحدثن بمعدلٍ أسرع ويستخدمن التنغيم وتغيير إيقاعات الصوت عند الحديث.
الاختلافات في الأنماط السلوكية
من هذه الاختلافات تذكر بأن الرجال يميلون إلى تحليل المشكلات، ويقدّمون مجاملات أقل ويركزون على المهمة موضع التنفيذ “يسألون مثلًا ما الذي سيفعله كل فرد؟” يميلون لفرض آرائهم على الآخرين، دائمًا ما لا يبكون حين يشعرون بالإحباط بل يصيحون ويصرخون.
في حين أن النساء يتعاملن مع المشكلات بصورةٍ عاطفية ويقدّمن مجاملاتٍ أكثر، ويركزون على إصلاح الأمور، يسألن مثلًا “هل الجميع بخير؟” لا يملن لفرض آرائهن على الآخرين، وحين يتعرضن لإحباط وجرح يبكين كثيرًا. ويتقبّل الرجال والنساء الرفض اللفظي مثل قول كلمة “لا” بصورةٍ متباينة، حيث تميل النساء لأخذ الأمر على محمل شخصي أكثر من الرجال.
بالاطلاع على بعض من الاختلافات التي ذكرتها الكاتبة نجد بأنه ليس من العجيب أن نجد صعوبة في التواصل بين الرجل و المرأة على المستوى الشخصي.
غلق فجوة التواصل في بيئة العمل
تشتكي نساء كثيرات من عدم حصولهن على الاحترام المهني الكافي لكنهن لم يدركن أن “المراوغة والتطويل” وعدم التحدث بالمختصر المفيد في حوارات العمل هو نمط شائع للتواصل الخاص بالنساء، وأنه سيؤدي لاستثارة استجابة سلبية من الزملاء من الرجال. فمثلًا لاحظت إحدى عميلاتها بأن زملائها من الرجال كانوا يقلبون الأوراق ولا يبدون اهتمامًا بها أثناء إلقائها عروضها العملية.
وحين أرتها عروضها وجدت بأنها لم تكن منظمة ولا مختصرة، بل كانت مليئة بالتفاصيل وتتطرق للكثير من الموضوعات. فكان الحل لعرضها القادم بأن تقوم بتحديد الهدف من العرض وهو ما سيجعلها تتطرق للنقاط الأساسية فورًا على أن تقوم بعد ذلك بترقيم موضوعاتها وترتّبها بصورةٍ منطقية دون تدخل العاطفة ثم تسأل إن كان أحد يريد توجيه أسئلة. وبعد ما أخذت بالنصائح اندهشت من النتائج ولاحظت بأن زملائها من الرجال انتبهوا لما كانت تقول.
وعلى النقيض لم يكن العديد من عملائها الرجال على وعيٍ باستخدامهم أساليب “الأمر مباشرةً” وعدم استخدام صفات توضيحية حين يتحدثون مع زوجاتهم، وأن هذا له تأثير مدمر على علاقاتهم الزوجية.
وتؤكد الكاتبة بأن تطبيق قواعد الحوار بين الجنسين في بيئة العمل يمكن أن يمنع الكثير من مشكلات العمل ويقلل من احتمالات التعرض للمضايقات والتحرش الجنسي، فمثلًا الضحك بصورةٍ غير لائقة وتبادل الحوارات غير اللائقة قد ينظر له على أنه تشجيع لمثل هذه الأفعال. كما يطالب العالم الأنثروبولوجي “ديفيد جيفنز” من جامعة واشنطن النساء العاملات بأن يتخلصن من “الحركات التي تدل على الوداعة” من خلال عدم إرخاء الأكتاف أو الابتسام كثيرًا. والحرص على الميل إلى الأمام أثناء الجلوس وعقد اليدين أمامهن على المناضد حتى يبدين أكثر حزمًا.
كما أنه على الرجال أن يعطوا النساء المزيد من التغذية الراجعة من خلال تعبيرات الوجه، وذلك عندما يتكلمون معهم، بينما يجب على النساء ألا تعطي الرجال تغذية راجعة بملامح الوجه إلا عندما يكون ذلك مناسبًا، وعن عبارات المودة مثل “يا عزيزتي” تذكر بأن عبارة المودة ليس مكانها العمل، فقد تأخذ تلك العبارات معنًى مختلفًا تمامًا عندما يستخدمها الرجال في مخاطبة النساء أثناء العمل، بل أنها قد تبدو وكأنها تعبر عن الازدراء. قد يقول البعض بأنه يحاول أن يكون رقيقًا، ولكن هذا يتنافى مع قواعد العمل، ويشير إلى فقدانك الاحترام المهني لزميلتك موضحةً بأنه على الكل أن يتعامل بتهذيب في مجال العمل.
ومن نصائحها للمرأة العاملة تقول: “لا تقللي من شأن إنجازك، ولا تناقشي أي شيء شخصي في العمل، لا تكوني ثرثارة ولا تتكلمي بسرعة وادخلي في الموضوع مباشرةً، ولا تسمحي لأي رجل أن يقاطعك بل واصلي الكلام، قومي بصياغة طلباتك بطريقةٍ مبسطة، ولا ينبغي عليكِ أن تستخدمي العبارات الفجّة أو السِباب لكي تُجاري الزملاء الرجال، ولا تأخذي تعبيرات الرفض على محملٍ شخصي، ولكن كوني موضوعية وتحلّي بالمهنية”.
وتنصح الرجال عند العمل مع النساء قائلة: “لا تستخدم عبارات السِباب عندما تكون النساء حولك، لا تقاطع من تحادثك، لا تصرخ بالمهام والأوامر، وتعامل بسلوكياتٍ مهنية طوال الوقت”.
وفي النهاية تنوّه “جلاس” بأن الرجال والنساء ليسوا أعداء، فنحن جميعًا في نفس الفريق، وبالوعي والفهم نستطيع إيجاد تعايش أكثر سلمية بين الجنسين.
add تابِعني remove_red_eye 102,609
مقال هام لكل رجل وإمراه حول التواصل بين الجنسين وأسباب الفجوة التي تحدث وتعيق هذا التواصل
link https://ziid.net/?p=35747