كيف أجعل المُسنّ غير عنيد؟
كرفيق لوالد مُسنّ تريد أن تجعله آمنًا، إلا أن بعض طلباته العنيدة تحول دون ذلك، فتصبح حائرًا لا تدري ما الحل السليم والسهل لتقوم به
add تابِعني remove_red_eye 14,463
العناد أكبر مشكلة يواجهها مقدم الرعاية ورفيق المُسنّ؛ لأنها أكثر شيء ممكن أن يهدر طاقته ويؤثر على نفسيته. مع التقدم في العمر يصبح الوالدان عنيدان بشدة، وما يجعل الأمر يزداد سوءًا هو الشعور بأنهم لا يملكون أيّ سلطة لاتخاذ أيّ قرار يخصهم أو يخص حياتهم، لم يَعد ذلك بأيديهم وإنما بأيدي أبنائهم الذين في نظرهم ما زالوا صغارًا، وهما مضطران للامتثال لهم وإلى قراراتهم التي يتخذونها نيابة عنهم ويتصرفون معهم بنديّة، يصدرون الأوامر والأحكام بتسلط وصوت عالٍ وكأنما حدث تبادل للأدوار، الآباء ضعفاء كالصغار والأبناء يمارسون سلطة أبوية، دون مراعاة لحالتهم ووضعهم النفسي.
لكي تتمكن من التعامل مع المشكلة يجب أنْ تعلم أولًا أسبابها لتعالجها، كذلك كل مشكلة تقابلها في التعامل مع الوالدين عليك أن تعرف أن وراءها مشاعر لم يستطع التصريح بها فخرجت في شكل هذا التصرف الذي يستثير أعصابك، فالعند الذي يستخدمه العزيز المُسنّ هو في الحقيقة يدافع به عن نفسه وشخصيته القديمة، هو القوة الوحيدة الباقية له التي تشعره أنّ هذا قراره وهذه حياته يتصرف فيها كما يريد دون تسلط وإجبار.
بالتالي أنت عزيزي المرافق إذا تخليت عن مرونتك وتمسكت فقط بموقفك وقرارك وأوامرك والطريق الذي رسمته للأمور كلها فأنت تسير في طريق مسدود، فالوالد لن يستجيب أبدًا بهذه الطريقة مهما صرخت وانفعلت وضربت رأسك في الحائط، لن يستجيب.
يحدثني أحد الأصدقاء عن والده 82 عامًا قرّر فجأة أن يصلح مصباح المطبخ وضع المقعد الخشبي وقرر أن يصعد فوقه ليبدل المصباح المعطل بآخر جديد، آخر مرة فعل فيها هذا كان منذ سنوات لا يتذكر متى بالضبط إلا أنه لم يعد يفعلها وترك مثل هذه الأمور لابنه، ولكنه الآن يريد أن يفعل هذا بنفسه، هو يشعر أنه نفس الشخص لم يتغير شيء فيه يمكنه الصعود وإنهاء المهمة، أما صديقي وأنت مثله فكل همك أن يكون والدك آمنا لأن صعوده ووقوفه هذا يعرضه للخطر.
السؤال الآن: كيف نجعلهم آمنين دون أن تتأثر نفسيتهم؟
أنت الآن أدركت أن الصراخ والغضب يجعل الأمر أكثر سوءًا، إذًا لا بدّ من بعض الاحتواء للموقف والتصرف بحكمة
أولا: ضبط النفس: لا يجب أبدًا مقابلة أفعالهم بعصبية وتحكم مطلق دون إبداء أسباب.
ثانيًا: تحدث معهم شاركهم الأمر لا تلقي عليهم أوامر.
ثالثًا: اسمعهم، اجعلهم يعبرون عن أنفسهم وهواجسهم وأفكارهم.
اسألهم لماذا لا يأكلون هذا الطعام، لماذا يريدون القيام بهذا الفعل حالًا؟ لماذا يرفضون هذا الطبيب؟ وهذا العلاج؟ عليك أن تعرف دوافعهم وظروفهم التي تجعلهم يتمسكون بموقفهم ضد موقفك، قد يكون هذا العناد بسبب الخوف، أو سوء الفهم، مشاكل مالية، أو سبب آخر يتعلق بطبيعة الشخصية نفسها. ففكرة الاضطرار للاعتماد على الآخرين في حد ذاتها تثير العديد من السلوكيات والمشاعر، بالتأكيد التغلب على هذا العناد ليس بالأمر السهل، نحن جميعًا نعرف ذلك عن تجربة، ونفهمك جيدًا ونفهم كيف تستنزف طاقتك بل تهدرها هباء وأنت تحاول إثناءه عن فعلٍ ما؛ لذا نحاول أن نصحح لك المسار.
الأمر يحتاج إلى صبر ومثابرة واحترام وهدوء لتفوز في النهاية
قد تحتاج إلى العديد من الطرق على المدى الطويل، فقط تذكر أنّ حالتهم تتحسن إذا شعروا أن لهم صوتًا داخل الموقف ويمكنهم اتخاذ القرار بأنفسهم، وفي المقابل ستفقد السيطرة تمامًا إذا شعروا بأنهم مسلوبو الإرادة.
كُن مَرِنًا، لن تسير الأمور كما تريد دائما
القطار يسير وأمامك ثلاثة حلول إما أن تلحق به أو تجعله يتأخر أو تقف مستسلمًا لفكرة أنك لن تستطيع اللحاق به هذه المرة وستنتظر موعدًا آخر، هذا هو الأمر بالضبط. يجب أن تعرف متى تتمسك بموقفك وكيف تقنعهم به ومتى لا يمكنك فعل شيء أبدًا، فعليك الاستسلام لسير القطار، فلن تستطيع تعطيله، فقط راقبهم جيدًا عن بُعد وعن قُرب وبدقة واهتمام، ووفر البيئة الآمنة لهم في كل مكان وعند كل فعل يرغبون فيه دون إجبارهم على تنفيذ قراراتك، أو تصدير شعور سيئ لهم بأنهم أصبحوا فاقدي الأهليّة، أو لم يعودوا بنفس القدرة والقوة، أو تذكيرهم بآثار مرور الزمن عليهم.
في النهاية قد يكون انسحابك نقطة في صالحك تكسبهم ثقة أكبر فيك وفي تعاملك، فتربح الجولة القادمة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 14,463
كيف تجعل والدتك/ والدك المُسنّ يستجيب لك حتى لا يؤذي نفسه بالعناد.. إليك بعض الحلول.
link https://ziid.net/?p=81333