تحدي ١٠٠ قصة قبل النوم
قصة ما قبل النوم من أجمل الوسائل التواصلية العاطفية مع طفلك، وأكثرها فائدة، فتأثيرها ممتد إلى شخصيته وعاداته وسلوكياته.
add تابِعني remove_red_eye 2,371
في أول سنوات أمومتي كنت أحكي لأطفالي قصة ما قبل النوم ارتجاليًّا، فأقوم بتأليف خزعبلاتٍ وشخصيات وهمية وأحداث عشوائية فقط لمجرد إلهائهم بالقصة وأحداثها لحين شعورهم بالنعاس، كنت أفتقد للصبر في ذلك الوقت وربما لأن وقت النوم يأتي مع نفاذ طاقة الأم واستسلامها.
وفي مضمار الأمومة الطويل والممتد تعترينا كلنا كأمهات لحظات من التعب والملل والإرهاق ولا بد أن تمرّ تلك اللحظة التي نريد فيها فقط نيل الراحة والهدوء بضغطة زر، ونضرب بأسس التربية الحديثة ونصائح أخصائي التربية الطويلة ومقاطع اليوتيوب التربوية التي تأخذ ساعات من يومنا عرض الحائط.
من أين أتت الفكرة؟
بازدياد الوعي لدى الأم بمرور الزمن وباكتساب الخبرة يومًا بعد يوم، وبالاطلاع توصلت لأني لا أريد أن يكون وقت النوم مجرد ثرثرة لا طائل منها وأن أصنع وقتًا لطيفًا مع أطفالي قبل النوم، وأحاول أن يكون وقت النوم -بُعبُع كل الأطفال- وقتًا أكثر لطفًا وبسبب صعوبة الالتزام بشكل يومي في خضم المهام والمسؤوليات اليومية، بالإضافة لقدرة الأطفال الخارقة على قلب مزاج الأم في ثانية واحدة، من هنا أتت فكرة تحدي (100) قصة قبل النوم.
*تنويه.. هنا أُمّ أبعد ما تكون عن المثالية، أُمّ قد تصرخ وقد توبّخ وتنفرط منها أعصابها كحبات اللؤلؤ -وهذا اعتراف وليس محلّ فخر- لكن حبها العظيم لأطفالها يجعلها تحاول ألف مرة في اليوم في سبيل التربية الأفضل، فتخطأ (٩٩٩) وتصيب واحدة، لكنها تستمر.
الكتب
كنت أهدف أن أصنع رابطًا بين أطفالي وبين الكتب الورقية منذ صغرهم، هدفت لاستغلال هذه المرحلة العمرية وأن ينشئوا على القراءة في عمر مبكر، وليس مجرد الاكتفاء بقصة شفهية قبل النوم.
اللغة العربية وتعزيز الهوية والانتماء
لقد عشقت اللغة منذ صغري وهِمْت في الأدب والشعر وسحرتني مفردات اللغة، وكنت أحلم أن يستشعر أطفالي جمال اللغة ويقعوا في غرامها وإن كانوا الآن في عمر يصعب فيه استيعاب المفردات العربية الفصيحة ومعانيها التي تمر عليهم، وهذا طبيعي جدًّا ولكن الطفل أسرع في تعلمه وأقوى في ذاكرته ولذلك كنت متيقنة من أن هذا سوف يساعدهم على بناء مخزون من مفردات اللغة تدريجيًّا وبدون وعي.
اصنع ذكريات لأطفالك
من أسوأ المراحل التي قد تمر بها الأم هي إجبار الأطفال على النوم خاصة في مرحلة الدراسة، يكون وقت ما قبل النوم مشحونًا بالمشاعر السلبية من الطرفين، الأم تكون في نهاية المطاف من يوم طويل من المهام المنزلية والواجبات المدرسية والأطفال -خاصة في المرحلة العمرية المبكرة من الرابعة حتى العاشرة- ببساطة لا يريدون النوم، ومن هنا يبدأ الصراع بأن النوم يصبح واجبًا يلزم إنهاؤه.
كان الموضوع يؤرقني كثيرًا، إنهاء اليوم بالصراخ وبكاء الأطفال وبمجرد أن أتخيل استمراريته على مدار الأسابيع والأشهر ثم السنوات لتصبح آلاف من الدقائق في ذاكرة الطفل عبارة عن صراخ وبكاء ونزاع حول النوم، كان غير مُرْضٍ لي أبدًا.
وبعد أن بدأت بمشوار الـ(١٠٠) قصة قبل النوم، بدأ يتحول ذلك الوقت المليء بالتوتر إلى قصة لطيفة، حماس أطفالي وأنا أقرأ لهم، ضحكاتهم وتعليقاتهم أثناء القصة، ثم بعد انتهائنا من القصة تبدأ أفكارهم أسئلتهم ومصارحاتهم فالقصص تلهمهم أحيانًا بأشياء لم تخطر ببالي مُسبقا. وبهذا نتمكن من استبدال آلاف الدقائق بمشاعر عظيمة وفائدة عقلية ومعنوية للطفل ولحظات دافئة عاطفية، والأجمل من ذلك ذكريات ممتدة ستبقى معه إلى المشيب، ولهذا أنا سعيدة جدًّا بإنجازي البسيط وأحببت أن أشارككم وربما أُلهمكم.
فرصة للآباء
قراءة قصة ما قبل النوم فرصة رائعة للآباء الذين يبتعدون لفترات طويلة عن المنزل بحكم أعمالهم ووظائفهم، بإمكانهم المشاركة مرة في الأسبوع أو حتى في الشهر، من الرائع أن يتذكر الطفل أن أباه كان يقرأ له قصة ماقبل النوم.
مكتبة كان يا ما كان
كنت أتجه في السابق للمكتبات لاقتناء القصص وأُمضي وقتًا طويلًا بين الأرفف وقراءة التصنيفات العمرية وتصفح القصص إلى أن تعرفت على مكتبة كان يا مكان سعدت وشعرت بالفخر لوجود مكتبة إلكترونية تعنى بالطفل العربي وتوفر قصص متنوعة جميلة وشيقة جدًّا، برسومات وألوان جذابة، ولا أخفيكم بأني أكون أكثر حماسة من أطفالي في كل مرة ننتظر الطلبية الجديدة من الموقع، إضافة لذلك تصلكم الكتب بتغليف لطيف بداخل حقيبة صديقة للبيئة وقد تكون هدية رائعة وغير تقليدية لأصدقاء أطفالكم.
يتميز (كان يا ما كان) بأنه يمكّنكم من تصفح الكتب حسب الفئة العمرية للطفل وحسب تصنيفات موضوعية متنوعة للقصص التي تهمكم، كنت أكافئ أطفالي بعد إنهائنا القصص الجديدة –وإعادتها مرات ومرات بالطبع – باختيار المجموعة الجديدة بأنفسهم عبر الموقع وهذا كان يشعل حماسهم ويشجعهم.
بعض القصص المميزة
- (حتى الوحوش تفرش أسنانها) أنا مَدِينة لهذه القصة بالتحديد التي أنهت معاناتي مع أطفالي فيما يخص “تفريش الأسنان” وأصبح الأمر ممتعًا بالنسبة إليهم وليس إجباريًّا.
- (فرسان القصر) توعية عن التحرش وعدم الثقة بالأصدقاء في الفضاء الإلكتروني.
- (فلفل سكر) تعرف أطفالي في هذه القصة على مرض السكري الذي يصيب الأطفال لأول مرة بأسلوب رائع ومبسط.
- (إيلمر والغريب)، (مزرعة الأصدقاء) وعشرات القصص الرائعة.
لماذا كتبت هذه المقالة؟
لدي حلم صغير بأن تشيع ثقافة القراءة لدى أطفالنا وأن نعزز انتماءهم للغة العربية، بل الأكثر من ذلك أن نهيئ لهم جميع الطرق التي قد توصلهم لاستشعار جمالها وروعتها، وقد حاولت وبدأت بنفسي وعائلتي والأمر لم ينته عند هذا التحدي، بل إنه بدأ هُنا، وقبل أن نبدأ بأطفالنا علينا أن نبدأ بأنفسنا يجب أن يرانا أطفالنا ونحن نمسك بالكتب مثلما يروننا –معظم الوقت– ونحن نمسك بهواتفنا.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 2,371
مقال ملهم حول قراءة قصة ما قبل النوم وكيف تؤثر على الطفل وسلوكه وشخصيته
link https://ziid.net/?p=62621