لماذا يحتاج طفلك منك أن تقرأ له القصص ؟

دلّت الدراسات على أن الانسان الراشد يقضي 70% من وقته في حالة اتصال بالعالم في حال اليقظة، ونسبة التواصل هذه مقسمة إلى :

9% منها للكتابة

16% منها للقراءة

30% منها للكلام

45% منها للاستماع

أما في فترة الطفولة فليس هناك لا قراءة ولا كتابة، وهذا يعني أن الطفل يقضي 70% من تواصله بالعالم الذي حوله في عملية تلقي واستماع.

لماذا القصص؟

إضافة إلى ماذكرناه فإن القصص تنبع أهميتها لدينا بأنها :

1. جزء من تركيبتنا البشرية، فمن منا لايحب القصص؟!

2. من صميم مانؤمن به، فهي تشغل من القرآن الكريم مايقارب الربع والثلث.

3. وهي سنة نبوية تربوية فقد كان صلى الله عليه وآله وسلم يحكي القصص للصحابة بتوجيه من المولى عز وجل، كما جاء في سورة الأعراف (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون).. إذاً الأمر عظيم، فهي قضية فكر بالأساس.

4. بالإضافة إلى ثواب تربية الأبناء وقضاء الوقت معهم فيما ينفعهم، فالقصص..

•  تغرس في الطفل القيم والمبادئ والمهارات التي نريد
•  تنمي جوانب شخصيته الحسية والعقلية والروحية
•  تنمى حصيلته اللغوية والثقافية.
•  تنمي معرفته بالماضي والحاضر.

فالطفل يعايش القصة ويتخيل نفسه بطلاً فيها، يعيش فيها مع الأنبياء والقادة والأعلام .. الخ من الشخصيات الإيجابية .. يعيش فيها كذلك مع الحيوانات يتعلم منها .. كالفيل الذي أبى أن يهدم بيت الله الحرام.. كالغراب الذي تعلم منه آدم كيف يواري سوءة أخيه، ومع الأسماك في البحر كالحوت الذي إلتهم سيدنا يونس عليه السلام ليحفظه لا ليأكله، أو مع الحشرات كالنملة الحكيمة التي خلصت قومها من الهلاك “لايحطمنكم سليمان وجنوده” .. الخ، والأمثلة كثيرة ، فالقصة تحرره من واقعه وحدوده التي يعيش فيها، إلى عالم واسع فسيح كالكون…

كيف نقص قصة لأطفالنا؟ 

1. اقرأ له وأنت في حالة استعداد لذلك (يعني مزاجك مهيأ لإيصال الفكرة، لإلقاء يناسب الطفل.. تكون قد اطلعت على محتوى القصة مسبقا.. الرسومات، الألوان..الخ )

2. اقرأ له بعيدا عن المشتتات المغرية له (لاتقرأ له بوجود التلفاز، آي باد .. لن يلتفت إليك)

3. اقرأ له وهو لايشعر بالجوع (يعني لا جائع مشغول الذهن بالطعام ولا شبعان فيكسل عن التفاعل)

4. اقرأ له وهو مرتاح ( كلنا في حال التعب والارهاق نكون مسلوبي التركيز)

5. اقرأ له في وقت مناسب لايحرمه مايستمتع به حالياً (كأن يكون في حالة انسجام مع لعبة ما أو مع أحد أقرانه .. )

zoom_out_map

 ومضات:

•  عندما يطلب منك الطفل أن تقرأ أو تحكي له قصة فإنه يقول لك أنا مشتاق للجلوس معك، أحب أن تعلمني درسا، خُلُقاً ..  يقول الدكتور عبدالله عبدالمعطي في كتابه 50 قصة تحكيها لطفلك: ” طفلك..إن لم تحكي له اليوم فلن يحكي لك عن نفسه غدا“
•  عندما يطلب منك تكرار قصة معينة فاعلم أنه على الفطرة، فتلك طريقة الوحي الإلهي (موسى عليه السلام ذُكِر  في 11 سورة، آدم في 7سور .. ولم نملّ من قراءتها أو سماعها)، والتكرار عادة العلماء الكبار، يقول عباس العقاد رحمه الله: قراءة كتاب واحد ثلاث مرات خير من قراءة ثلاثة كتب.
•  خلال تحاورك معه أنت تشبعه عاطفيا واجتماعيا من خلال قربك منه ..ابتسامتك..مسحك على رأسه .. سيشعر بالأمان النفسي.
•  أنت توصل لعقله وقلبه رسائل إيجابية خصوصا اذا ما ارتبطت بخلق مّا تريده أن يتخلقه أو نصيحة مبطنة من خلال القصة.

عزيزي القارئ .. يقولون أن العلم نور، لذلك كن أنت النور الذي ينير درب طفلك منذ نعومة أظفاره.