7 أخطاء نرتكبها -دون قصد- عند تعاملنا مع الأطفال
الطفل مثل اللوحة البيضاء يتشكل بما نخطّه عليه من ألوان وخطوط، لذا احذروا وفكروا في كل سلوك مع الطفل إن كنتم تريدون جيلًا سويًّا
add تابِعني remove_red_eye 43,507
قد نكون آباء وأمهات وقد نكون مدرسين ومدرسات وأيضًا قد نكون أشخاصًا عاديِّينَ، ولكن لنا بالطبع تأثيرٌ كبيرٌ على كل طفل في محيطنا الاجتماعي. يَعتقد البعض أن الطفل كائن صغير لا يُدرك ما يحدث حوله أو معه، لكن على العكس تمامًا؛ الطفل حتى في مرحلة السن الصغير دون العامَيْن يُدرك جيّدًا أدقّ التفاصيل. قد يكون إدراكه محدودًا لكن مشاعره النقيّة تُترجم ما يحدث ليتشكل وَعْيه وردود أفعاله وسلوكه فيما بعد.
أكثر الأخطاء الشائعة في تعاملنا مع الأطفال
1. المقارنة
عندما نقول كلمة مقارنة واضحة هكذا نُدرك أنها ليست بالسلوك الحسن، وقد نستاء نحن الكبار إذا قارنَّا أحدهم بشخصٍ آخر. لكن نرى في كثير من المواقف؛ مقارنة بين الطفل الأصغر والطفل الأكبر في البيت أو بين الأطفال وقدراتهم في الفصول. لكل طفل قدراته الخاصة في كل شيء. قد يكون طفلٌ جيّد في الدراسة وطفل آخر جيّد في الرياضة فكيف نضع الاثنين تحت خانة مقارنة واحدة؟
عندما نقارن الطفل يشعر أنه ليس كافيًا وسيسوء سلوكه أكثر. نعتقد أن مقارنته ستجعله يتحفز لفعل الكثير لكن لن نجني من المقارنة إلا اهتزاز ثقته بنفسه في جميع الجوانب حتى التي يجيدها!
لكن هناك مقارنة إيجابية، وهي أن تقارن الطفل بنفسه في شيء يجيده كل فترة. على سبيل المثال: إذا كان الطفل يُجيد رياضة معينة؛ فلا بد أن يتطور فيها، فلا بأس إن قارنته بنفسه من سنة مثلًا فيرى إنجازه ويزيد حماسه للنجاح فيها أكثر وتحقيق المزيد لإنه أدرك بالدليل الملموس أنه يستطيع أن يفعل لإنه فَعل من قبل. وهنا فقط يكون للمقارنة دورٌ إيجابيٌّ.
العنف وأزمة السيطرة الأبوية: كيف تتعافى من الإساءة الأبوية؟
2. التسلُّط
وهو إجبار الطفل على كل شيء، “فقط أنا الذي يحدد ماذا يأكل طفلي أو ماذا يلبس أو بماذا يلعب”، ونظن أن الطفل غير قادر على الاختيار والقرار فنقرر عنه كل شيء. فلننظر نظرة بعيدة لهذا الطفل عندما يكبر، هل سيستطيع أن يأخذ قرارًا بنفسه أم سينتظر من يأخذه عنه؟ طبعًا الإجابة الثانية، لم يتعود أن يكون مسؤولًا عن خياراته الصغيرة ولم يتعود أن يتحمل عواقب أخطائه. فلنسأل أنفسنا ما المشكلة أن يخطئ الطفل حتى يتعلم! ألا نتعلم نحن حتى الآن بهذه الطريقة؟ فلِما نَحْرِم الطفل من حقه الطبيعي في الخطأ والتعلم مدَّعين أننا نعرف ما يصلح له وما يحبه وما يناسبه طوال الوقت.
يجب أن نُدرك أن الطفل في الأصل هو إنسان مُكرَّم ويجب أن يُحترم وأيضًا يُقدّر وتُقدر اختياراته وميوله. ولا بأس من أن نضع الحدود ونساعده على معرفتها وفهمها جيدًا. ويحدث هذا التوازن بطريقة الخيارات المحدودة، فلا نجبره على شيء واحد ونحرمه من الاختيار وفي نفس الوقت لا تُترك الخيارات مفتوحة أمامه على مصرعيها. سيساعده هذا على الثقة بنفسه وتحمل نتيجة اختياره وأيضًا سيشعر بالأمان وفق الخيارات المحدودة.
أفضل 9 نصائح للتعامل مع المعاملة القاسية والتنمر
3. الحنان الزائد
وهو عكس التسلط، فنرى أغلب أساليب التربية إمّا التسلط والحزم طوال الوقت، أو الحنان المفرط وتلبية كل الطلبات للأبناء ظنًّا منهم أنه يجب أن يحصل على كل ما يريد كي لا يشعر بالحرمان أو أنه أقل من زملائه.
في الواقع تلبية الأهل لكل طلبات الأبناء ستجعلهم يطلبون المزيد ولن يكتفوا أبدًا، لماذا؟ لأنه أدرك خطأً أن كل شيء متاح. لا فرق لديه بين ما يحتاجه فعلًا وبين ما هو رفاهية زائدة لا فائدة منها. وأيضًا سيتعلم المقارنة بين ما لديه وبين ما لدى الآخرين، ودومًا سينظر لما لا يمتلكه حتى لو امتلك كل شيء.
هناك درجة متوسطة بين الحنان الزائد والتسلط الدائم وهي اتباع الحنان والحزم معًا. ولا يعني الحزم أبدًا العنف، العنف يولّد النفور ولن ينتج عنه تعلّم شيء. أمّا الحزم فهو توضيحك بهدوء وبصورة جدية للحدود وللمسموح وغير المسموح. قد يستاء الطفل في البداية لكن سيتعلم أن هناك حدود لن يسمح له أحد بتعديها، وفي نفس الوقت لن يصل إليه أنك لا تحبه.
عندما نستخدم العنف اللفظي أو الجسدي يصل للطفل أنك لا تحبه، مشاعره هي أول ما يتأثر، كما أنه لن يتعلم في ماذا أخطأ عندما تعنفه. لكن مع الحزم سيكون هدفك الأول هو أن يُدرك الطفل لما لا.. ولماذا يُعاقب دون أن يتأثر الحب بينكم. فقد يكون معاقبا وفي نفس الوقت تدعمه وتحبه بل وتحتضنه في ذات اللحظة.
4. الأحكام
الأحكام هي أكثر شيء نظلم به أطفالنا، عندما تقول لطفل أنت كسول أنت ضعيف أو أنت كاذب. أو أي صفة سلبية نُلبسها للطفل، مع التكرار سيكون الطفل هكذا بالفعل، عندما تركز على ما لا تريد حتمًا سيزداد. قد تكون الصفة السلبية هي سمة مرحلته العمرية أو ما وراء سلوكه شيئًا لا يعرف كيف يُعبّر عنه. قد يكون لا يكذب ولكن هو هكذا تخيل وقد يكون يكذب لأنه خائف. لا بد أن نبحث عمّا وراء سلوكه السلبي لكن لا نُلبسه إياه لأنه هكذا سيسوء سلوكه أكثر وسيزداد ما لا نريده.
يجب أن نفرق بين السلوك وبين الشخص، يُمكن أن أقول له هذا سلوك سيئ وليس أنت سيئ، أقول هذا كذب والكذب غير مقبول وليس أنت كاذب. سينتج عن تغير المصطلحات هذا؛ التركيز على كيفية تقويم السلوك وليس على السلوك ذاته، سنفصل السلوك عن الطفل فلا يتشبث به أكثر.. وهذا ما نريده.
15 أمرًا عليك أن تجعلها أسس تربية طفلك
5. اللوم
إذا حدث خطأ من الطفل دون قصد أو بقصد بماذا ستفيده جملة “عشان مسمعتش الكلام” أو “مش قولتلك” كلمات تلقائية تنطق بها ألسنتنا ولكن هل لها أيّ معنى، هل ستضيف شيئًا لعلاقتك بطفلك أو لتعلمه؟ هل ستجعله ينفذ كل كلامك فيما بعد؟ لا لن يحدث هذا؛ لأنه لم يتعلم شيئا بالفعل، فقط نظر للماضي كما فعلت أنت. أمّا المستقبل فلم تعلمه ماذا يصنع مستقبلًا كي لا يتكرر ذلك الخطأ.
تعلّم ألا تنظر إلى اللبن المسكوب، إذا حدث خطأ من الطفل ذكر نفسك أولًا ألا تنفعل.. اهدأ وتنفس قليلًا ثم اسأل نفسك لماذا فعل هذا، ماذا أريده أن يتعلم، كيف سيتعلمه. هكذا سنخرج من الخطأ بدرس كبير ونحن نعي ونُدرك جيدًا في ماذا أخطأنا ولما سنعاقب، واحتمالية تكرار نفس الخطأ مرة ثانية أقل بكثير من العقاب واللوم فقط دون أن يفهم الطفل شيئًا.
التربية المتوازنة .. كيف تربي طفلك بشكل أفضل؟
6. المساومة
من أكثر الأساليب التي نستخدمها مع الطفل كي يفعل شيئًا نريده، مثلاً أن نقول له إذا أكملت وجبتك سأعطي لك اللعبة. تخيّل تقييم الطفل الآن لأهمية الوجبة وأهمية اللعبة، أيهما سيتضخم أكثر داخل عقله وتُصبح الجائزة التي يريد نيلها؟ حتمًا اللعبة، وفي المقابل ستقل قيمة الوجبة وتصبح مجرد أداة للوصول لما يريد. فهل سيقبل أن يأكل المرة المقبلة دون الجائزة؟ بالطبع لا، وبالطبع قلّت قيمة الشيء الأساسي الذي تريد أن يقوم به الطفل. ونفس الشيء عند أداء واجباته المدرسية، سيظل يريد الجائزة فقط ولن يُدرك أهمية أن يدرس.
البديل الرائع للمساومة بين شيئين؛ هو تشجيع الخطوات الصغيرة في الشيء الذي تريد الطفل أن يفعله أو يتعلمه. فمثلًا أريده أن يذاكر، فلنركز على المذاكرة ونشجع أبسط شيء قام به في المذاكرة، وسيتحفز لفعل المزيد من نفس الشيء الذي نال عليه رضا وإعجاب الآخرين. ونحاول أن نُشجّع ونمدح الإنجاز الذي قام به وليس الطفل ذاته.
14 خطوة مهمة لتعليم الأطفال المسؤولية
7. عدم تحميل الطفل المسؤولية
من أكثر الأخطاء انتشارًا في التعامل مع الأطفال هي تحمل المسؤولية بدلًا عنهم، نظن أنهم أطفالٌ فلا يستطيعون القيام بشيء بمفردهم ولا تحمل مسؤولية أبسط الأشياء الخاصة بهم، كتنظيم غرفتهم أو تحضير جدول المدرسة أو حتى أن يأكل بمفرده في السن الصغير. إذا فعلت كل شيء بدلًا عنه متى سيتعلم أنه مسؤول عن نفسه؟ سيكبر وهو معتمد على الآخرين في كل شيء. يجب أن نثق أن الطفل لدية قدرات عظيمة، فقط ينتظر منك أن تساعده على اكتشافها وليس كبتها، أي شيء يستطيع أن يفعله بمفرده فلتتركه يحاول. في البداية سيُخطئ سيقع سينسى لكن سيتعلم سيكتشف وسيثق في قدراته والأهم سينشأ شخصًا قادرًا على تحمل مسؤولية ذاته.
وفي النهاية فلنتذكر أننا مهما فعلنا من أخطاء؛ دائمًا هناك طريقة لكي نُصلح من أخطائنا، دائمًا هناك فرصة جديدة لنبني جيلاً أفضل. الجميع يُخطئ ولكنّ الخطأ الحقيقي أن نعلم الطريق الصحيح ثم نستمر في الاتجاه الخاطئ.
add تابِعني remove_red_eye 43,507
يتأثر الطفل وسلوكه وشخصيته بتعاملنا معه، فلنتعرف على أكثر الأخطاء انتشارًا كي نتجنبها
link https://ziid.net/?p=57174