لماذا استثنى الله قوم يونس –عليه السلام– من العذاب
لما استشعر قوم يونس قرب وقوع العذاب عليهم، وعلموا صدق يونس، خافوا وندموا ندمًا شديدًا ,فتابوا وأنابوا.
add تابِعني remove_red_eye 20,986
كان من سنة الله في عباده أن يرسل إليهم الرسل يدعونهم لعباده الله وتوحيده، وكانت الأمم التي تكذب رسلها يحل عليها العذاب، كما حدث مع قوم نوح، وعاد، وثمود، ولكن هل انطبقت هذه القاعدة على قوم يونس؟ هل آمنوا بنبيهم يونس، أم عارضوا واستكبروا؟ وماذا حل بهم؟
يونس يدعو قومه
أرسل الله يونس –عليه السلام– إلي قومه في القرن الثامن عشر ق.م، في بلدٍ اسمها نينوى في الموصل، وكان قوم يونس من الآشوريين أصحاب الحضارة الآشورية القديمة التي قامت في العراق، كان قوم يونس يعبدون صنمًا أطلقوا عليه اسم آشور، فأخذ يونس يدعوهم لعباده الله وحده وترك عبادة الأصنام لفترة طويلة من الزمن، ولكن قومه عاندوا واستكبروا، وظلوا على كفرهم، فتوعدهم يونس بأن الله سينزل عليهم العذاب، ولكن قومه ظلوا على كفرهم وعنادهم، فلما يئس يونس من هؤلاء القوم قرر أن يتركهم ويهاجر في الله؛ من أجل أن يجد قومًا غير قومه يدعوهم لعباده الله لعلهم يصدقوه ويؤمنوا به. ولكن ماذا فعل قوم يونس بعد أن تركهم يونس؟
لما استشعر قوم يونس قرب وقوع العذاب عليهم، وعلموا صدق يونس، خافوا وندموا ندمًا شديدًا، وخرج جميع القوم كبيرهم وصغيرهم، نساؤهم، ورجالهم، وأخذوا يتضرعون إلى الله أن يرفع عنهم العذاب، فتابوا وأنابوا بصدق، فقبل الله توبتهم، ورفع عنهم العذاب ،وآمنت كل القرية بربها، وكانت هذه أول قرية تؤمن بأكملها، ويرفع الله عنها العذاب، فذكر الله قوم يونس في القرآن، وذكر أن إيمانهم وتوبتهم النصوحة كانت سببًا في رفع العذاب عنهم، فقال تعالى: “فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ”. ولكن هل علم يونس أن قومه آمنوا؟ وماذا حدث مع يونس بعد أن ترك قومه؟
يونس في السفينة
بعد أن توعد يونس قومه بالعذاب، وقال لهم إن العذاب سيحل بهم بعد ثلاثة أيام، خرج وترك قومه، وتوجه إلى البحر، فركب في سفينة كانت محملة بالبضائع والتجار، وكانت هذه السفينة تسير بهم في الليل فأخدت ترتطم بالأمواج، وكادت السفينة أن تنقلب بما فيها، فما كان من ركاب السفينة إلا أن اختاروا أناسًا من السفينة يلقونهم وبضائعهم في البحر أن تقل حمولة السفينة، فقرروا أن يقوموا بعمل قرعة، فلما قاموا بعمل قرعة وقعت القرعة على يونس –عليه السلام–.
ولكن ركاب السفينة قالوا لا نلقي يونس من السفينة فيونس رجل صالح، وقرروا أن يعيدوا إجراء القرعة، وبالفعل أعادوها للمرة الثانية، فوقعت القرعة للمرة الثانية على يونس، وكذلك للمرة الثالثة، فأدرك يونس أن الله تعالى يريده هو من دون سائر ركاب السفينة، وقفز يونس من السفينة، وأوحى الله إلى حوت في البحر أن يلتقم يونس –عليه السلام– ولكن دون أن يصيبه بأذى، وكان يونس يظن أنه هالك لا محالة، ولكن عندما أدرك يونس أنه ما زال على قيد الحياة داخل بطن الحوت سجد شكرًا لله.
يونس في بطن الحوت
ظل يونس بن متى في بطن الحوت مدة لا يعلم مداها إلا الله تعالى، ولكنه سمع صوتًا وهو في بطن الحوت فسأل الله ما هذا الصوت، فأخبره الله تعالى أن هذا الصوت هو صوت تسبيح جميع الأسماك في البحر، لأن كل شيء يسبح لله، ولكننا لا نسمع تسبيحهم، فأخذ يونس يدعو الله ويقول: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، حتى سمعت الملائكة صوته، فقالوا يا رب إننا لنسمع صوتاً نألفه، ولكننا لا نعلم من أين يأتي هذا الصوت، فأخبرهم الله أنه يونس –عليه السلام–، فسألت الملائكة ربها هل سيترك يونس في بطن الحوت، ولكن الله تعالى أخبر الملائكة أنه سوف ينجي يونس –عليه السلام–.
يونس يخرج من بطن الحوت
أوحى الله تعالى للحوت أن يلفظ يونس على شاطئ البحر، وبالفعل ألقى الحوت يونس على شاطئ البحر، ولكن في مكان لا زرع فيه ولا ماء، وكان يونس متعبًا، منهكًا، فقد قضى في بطن الحوت مدة بلا طعام ولا شراب، في ظلمات الليل، وظلمات البحر، وظلمة بطن الحوت، ولكن الله تعالى تعهد بحفظ يونس؛ فأنبت عليه شجرة من يقطين تظله بأوراقها، ويأكل من ثمارها، وكانت تأتيه كل يوم غزالة بمشيئة الله تعالى في الصباح والمساء يشرب من لبنها، حتى قوي يونس، ثم أمره الله تعالى أن يعود مرة أخري إلى قومه، وهو لا يعلم أن كل قريته قد آمنت. ولكنها مشيئة الله.
يونس يعود لقومه
لم يكن قوم يونس يعلمون أين ذهب يونس، وكانوا يبحثون عنه ويتمنون لو يعود إليهم مرة أخرى، فلما عاد يونس إلى قومه فرحوا بعودته، وعاش مع قومه، وظل فيهم يدعوهم لعبادة الله، ونعم القوم بحياة هادئة، ورغد من العيش، إلى أن مات يونس –عليه السلام–.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 20,986
لماذا غفر الله لقوم يونس؟ القصة المثيرة في هذا المقال
link https://ziid.net/?p=92546