مدخل إلى علم الاقتصاد لغير المتخصصين

علم الاقتصاد كغيره من العلوم فهناك المتخصصون الذين يتعمقون بالمفاهيم والمصطلحات، واختبار الفرضيات ووضع النظريات الاقتصادية التي تشكل العمود الفقري لعلم الاقتصاد وتحل الأزمات الاقتصادية بناء على ما تحلّله من معلومات وبيانات مدخلة. وعليه فإن المذاهب والمدارس الاقتصادية متنوعة وتختلف في وجهة نظرها للارتقاء بالمستوى الاقتصادي للدولة. وإن كان الجميع يصب في نفس البوتقة ألا وهي الاستخدام الأمثل للموارد لمواجهة الندرة ورغبات الإنسان اللامتناهية إلا أن التعددية تظل قائمة.

وهنا أحببت في هذا المقال مشاركتكم بأهم المفاهيم الاقتصادية التي نحتاجها في حياتنا اليومية، وتمكننا من فهم بعض ما يرد في نشرة الأخبار الاقتصادية، أو على الأقل معلومات ثقافية عن هذا العلم الجميل من دون الرسوم البيانية أو المعادلات الرياضية، التي تهم الباحثين الاقتصاديين أو المتعمقين في هذا المجال، فما سأذكره هنا هو مجرد مدخل ونظرة عامة لمن يحبون الثقافة والاطلاع على أنواع العلوم المختلفة.

أولًا: سبب تسمية العلم

كل علم ينشأ يكون بسبب البحث عن حل لمشكلة قائمة، وعلم الاقتصاد ليس استثناء، فالمشكلة هي ندرة الموارد أو محدوديتها مقابل رغبات ومتطلبات الإنسان اللامتناهية، لذا فقد وجد العلماء أن الاقتصاد في الموارد سيمثل جزءًا كبيرًا لحل هذه المشكلة ومن هنا نبعت التسمية.

ثانيا: الأقسام الرئيسية لعلم الاقتصاد

يتكون علم الاقتصاد من قسمين رئيسيين:

الأول هو الاقتصاد الجزئي وهو يدرس توازن العرض والطلب وما ينشأ عنه من تغير في الأسعار، حيث إن زيادة عرض السلع والخدمات تؤدي إلى انخفاض الأسعار عند قلة الطلب من المستهلكين، وزيادة الطلب عند قلة العرض تؤدي إلى زيادة الأسعار. كما يدرس تكاليف الإنتاج والعوامل التي تؤثر على السوق، وسيطرة بعض التجار على قطاع من القطاعات وهو ما يعرف بالاحتكار، إضافة إلى ما يقدمه من تنبؤات للمشاكل الاقتصادية على مستوى الفرد المستهلك والسوق الذي يعرض الخدمة أو السلعة لذا فهو يهدف إلى تحليل ودراسة التفاصيل الصغيرة، عكس الاقتصاد الكلي الذي ينظر إلى الاقتصاد نظرة شمولية على مستوى الدولة.

الثاني هو الاقتصاد الكلي وهو يدرس النظام الاقتصادي ككل، بحيث لا يركز على التفاصيل التي يدرسها الاقتصاد الجزئي وإنما ينصب الاهتمام على الظواهر التي تؤثر على اقتصاد الدولة، كالتضخم والبطالة والدخل القومي ومعدل الناتج المحلي، وما يترتب على ذلك مع باقي الدول فيما يخص الصادرات والواردات وقياس الازدهار الاقتصادي لتلك الدولة مقارنة بغيرها من الدول.

ثالثا: بعض المصطلحات الاقتصادية ومفهومها

القوة الشرائية: وهي قدرة المستهلك لشراء سلعة أو خدمة معينة بدخله المتوفر.

الركود الاقتصادي: هو هبوط في النمو الاقتصادي وارتفاع في معدل البطالة وانخفاض الإنتاج.

الناتج المحلي الإجمالي: جميع السلع والخدمات التي تم إنتاجها في الدولة خلال فترة زمنية معينة.

الموازنة العامة للدولة: هي حجم الميزانية التي تتوقعها الدولة من نفقات وإيرادات خلال سنة واحدة.

البنك المركزي: هو البنك المسؤول عن تنفيذ السياسة النقدية للدولة، وإصدار العملة الوطنية ومراقبة البنوك وتوجيهها مما يساعد على الاستقرار المالي في الدولة.

تكلفة الفرصة البديلة: هي تكلفة فرصة الاختيار وتمثل مردود أفضل الخيارات البديلة، وكمثال لتوضيح هذا المفهوم أفترض أنك ذهبت إلى السوق لتشتري ثوبًا وكان أمامك عدة خيارات من الأثواب المعروضة في السوق، فإن كل خيار تختاره سيكون له مردود وتكلفة، وحتى تكون نظرتك اقتصادية وحكيمًا في قرارك فإن الخيار الذي تختاره يجب أن يكون أفضل الأثواب المعروضة أي أفضل البدائل المتوفرة.

مبدأ العرض والطلب: يعني أن سعر سلعة ما يتحدد بأمرين اثنين: أحدهما حسب توفره في السوق، والثاني كمية الطلب عليه من المستهلكين.

التضخم: ويعني زيادة أسعار السلع والخدمات مما يؤدي إلى صعوبة القدرة على الشراء من قبل المستهلكين، وإذا استمرت الأسعار بالزيادة والارتفاع فإن ذلك يؤدي إلى ضرر كبير في المنظومة الاقتصادية، يجعل من الصعب التعامل معها حتى من قبل الحكومة وحينها تنهار العملة.

وختامًا فإنني أرشح لكم هذا الموقع الذي يُدعى ألف باء الاقتصاد، والذي يحاول نشر مقالات وكتب وتبسيط المفاهيم المختلفة للمهتمين في الاقتصاد من غير المتخصصين، إضافة إلى ما يقدمه من بحوث وتقارير ومناقشة لأهم ما يطرح في الساحة الاقتصادية المعاصرة للمتخصصين، فهو يشكل منصّة تجمع بين الأقلام العربية الشابة التي تشترك في هدف نشر علم الاقتصاد للجميع وشعار الموقع هو الاقتصاد كما لم تفهمه من قبل، ورابط الموقع

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى

إليك أيضًا

الاكتئاب: مرض الأفراد والاقتصاد

ملخص كتاب (المسلم في عالم الاقتصاد) للمفكر مالك بن نبي

رحلة مع ستيفن لاندسبيرج وكتابه (فيلسوف الاقتصاد)