هل الدراما الكورية تستحق المشاهدة؟ نعم وبقوة!

الدراما الكورية من أمتع الدراما التي يُمكن متابعتها، تجعلك تنبهر من قدرتهم على الإبداع بطريقة يسيرة مشوقة ممتعة تأخذك إلى عالمهم المبدع. من أكثر ما يميز المسلسلات الكورية قِصَر حلقاتها وعدد الحلقات المحدود.

فمتوسط عدد حلقاتهم (20) حلقة والحلقة لا تتعدى الساعة فقط؛ ولهذا تكون الحلقات ثرِيَّة بدون تطويل أو مشاهد بدون إضافة حقيقية، كل مشهد تجد له تأثيرًا في اكتمال القصة، فليس هناك وقت للمَلل.

كما يتميز الكوريُّون في التمثيل بالبساطة فلا تجد تكلُّفا أبدًا في اللبس أو السكن أو المظهر الشخصي أو أي شيء. وكنت أظن في البداية أن جميعهم لديهم نفس الملامح، ولكن اكتشفت تميُّزَ كل وجه عن الآخر وأن تشابههم كان مجرد اعتقاد فقط. كما يعتقدون هم أننا كعرب يشبه بعضُنا بعضًا إلى حدٍّ كبير.

لديهم تنوع كبير في إنتاجهم الدرامي، فتجد كل أنواع الدراما بشكلٍ غزيز.. الرومانسي، التاريخي، الرعب، الكوميدي، البوليسي الغامض، الطبي وقصص عن الأطباء والمرضى، وكثير من المسلسلات عن المراهقين ومغامرات المدرسة، أمّا الفانتازي فهو نوعي المُفضَّل في الدراما الكورية، أشعر وأنا أشاهده أني خارج حدود الواقع والقوانين الكونية، وأغوض مع الخيال وتغمرني المتعة، ووقتها أشعر أنه يُمكنك كتابة وتمثيل أي شيء والحدود الوحيدة لذلك هي حدود مخيلتك فقط. وأؤمن أن الأفكار لا نهاية لها، والإلهام سيتدفق فقط وقتما تؤمن بذلك.

إليك بعض المسلسلات الكورية التي أحببتها كثيرًا

1. اقتلني، اشفيني

مسلسل نفسي من الدرجة الأولى وأيضًا يجمع بين الرومانسية والكوميديا والغموض. حالة فريدة من الدراما شعرت باكتمالها وقوتها. تدور الأحداث حول رجل ثري يعاني من انفصام في الشخصية، لديه سبع شخصيات مختلفة ومتميزة. وقد قام بتقمص السبعة شخصيات المختلفين بعضهم عن بعض اختلافًا جذريًّا بمنتهى الاحترافية. في لحظةٍ واحدة يُغيّر فقط النظرة ونبرة الصوت فتعرف أيَّ شخصية تتكلم، كما أن هناك شخصيتين أنثويتين تَقَمَّصَهم ليس فقط ذكورًا. رأيت إبداعًا حقيقيا في تجسيد تلك الشخصيات.

ثم يقابل طبيبة نفسية مقيمة في السنة الأولى لتكون طبيبته السرية. وطوال الدراما يحاول محاربة الشخصيات الأخرى التي تحاول الاستيلاء على جسده. وكل هذا حدث بسبب حادث أليم مَرّ به في طفولته، ليكتشف بذلك حقيقة ماضيه الذي له علاقة أيضًا بطبيبته السرية، الدراما ستمنحك أحاسيس مثيرة وأحيانًا مضحكة، وأحيانًا ستبكي معها وستكون الرومانسية علاجًا للبطلين.

2. أسطورة البحر الأزرق

مسلسل رومانسي كوميدي تاريخي فانتازي. تدور الدراما حول حورية بحر تخرج إلى الأرض وهي لا تعلم أيّ شيء عن العالم المعاصر حتى اللغة. فتُقابل شابًّا شهمًا ولكنه نصاب محترف، هذا الشاب عاش الحياة الماضية في حقبة جوسون وكان ابن عائلة نبيلة، ووقع حينها في حب حورية بحر وكان لدى الحورية القدرة على محو ذاكرته إذا أرادت؛ فمحتها كي يستطيع إكمال حياته بدونها.

فهل سيحدُث ما يجعلها تُريد أن تمحو ذاكرته الآن أيضًا، وكيف سيكتشف أنها حورية، وكيف سيعيشان معًا وهي لا تُجيد أي شيء عن العالم الآن؟ هذا ما ستأخذك الدراما لتستمتع به. وحقيقة أن كل شيء يُكرر نفسه ليس لعنة بل فرصة لتغيير النهاية.

• أجمل ما شاهدت من الدراما التركية
• االدراما الآسيوية هل هي مفيدة أم مضيعة وقت؟
• أسباب غياب الإبداع في الدراما العربية

3. دبليو – عالمين / W – Two Worlds

هي قصة حب بين شخصين من عالَمَيْن مختلفَيْن. تدور أحداث الدراما حول طبيبة جراحة، والدها مؤلف قصص هزلية شهير، يُصبح مفقودًا ذات يوم فتُسرع بالذهاب إلى ورشة عمله للبحث عنه، لتجد على شاشة جهاز الرسم -الذي يرسم والدها عليه شخصيات القصص- بطل القصة التي يكتبها مؤخرًا مغطى بالدماء، وفي لحظة مثيرة للأعصاب يسحبها البطل إلى عالم القصة كي تعالجه.

ثم ستستمر البطلة في الدخول والخروج بين العالم الحقيقي وعالم القصة، فتعيش أحداثًا في الداخل ثم تخرج من عالم القصة لتجد ما عاشته مكتوبًا يقرؤه الناس في العدد الجديد. وتستمر الأحداث إلى أن يريد باقي شخصيات القصة بالخروج إلى العالم الحقيقي مثلها.. فتقع في المخاطر وينقذها البطل. وإذا وقع هو في خطر تدخل إلى عالم القصة لتنقذه.

4. بينما كنت نائمًا

هل حدث وشعرت أنك حلمت وأنت نائم بما يحدث أمامك الآن؟ فماذا إذا كان يُمكنك دائمًا الحلم بما سيحدث في هذا اليوم من مآسٍ؟ هل ستحاول تغيير الوضع أم ستستسلم للقدر كأنك لا تعلم شيئًا؟

البطلة في هذا المسلسل يمكنها أن ترى المستقبل في أحلامها، والبطل هو مُدَّعٍ عامّ يبذل كل ما في وسعه ليوقف هذه الأحداث السيئة من الحدوث؛ بعدما تأكد من صحة ما تتنبأ به. إلى أن يحاربا معًا حلمها المأساوي المتكرر ليُغيرا القدر.

5. أنا أسمع صوتك

تدور الدراما حول فريق من المحامين يتولَّوْن قضايا تكون نسبة النجاح فيها لا تتعدى الـ (1%). البطلة محامية جريئة متقلبة المزاج ومتشائمة دائمًا. أمّا البطل فهو شاب في التاسع عشر من عمره، لكن لديه قدرة خارقة يستطيع بها قراءة ما يُفكِّر به الآخرون، وسيساعد البطلة كثيرًا في حل القضايا المعقدة وفي إثبات براءة المتهم وكشف الظلم والأكاذيب والمذنب الحقيقي. فتصبح بفضله محامية متميزة لا يصعب عليها تولي أكثر القضايا تعقيدًا.

ومع الأحداث سيكتشفان أنهما التقيا سابقًا في قضية مقتل والده. وكانت شهادتها في المحكمة هي التي جعلتهم يعثرون على القاتل، فأقسم وقتها ألا ينساها وأن يكون حاميها إن استطاع اللقاء بها مجددًا، لكنها تغيرت كثيرًا عن الماضي فلم يستطيع التعرف عليها من أول نظرة.

لقد أسرتني القصص مرة ثانية وأنا أسردها هنا وأعجبت بخيال كاتبها وتجسيد ممثليها لها. فحقًّا لديهم إبداع عظيم يستحق المشاهدة.