مَنْ أول سفير في الإسلام؟
كان فتى جميل الخلقة، مدللًا، وسيمًا، يرتدي أجمل الثياب، ويضع أغلى العطور
add تابِعني remove_red_eye 21,236
بعد بيعة العقبة، تم فيها مبايعة اثنا عشر رجلًا من الأنصار لرسول الله –صلى الله عليه وسلم– على نصرته. طلب وفد الأنصار من رسول الله –صلى الله عليه وسلم– أن يرسل معهم رجلًا من المسلمين من أجل أن يعلمهم أمور دينهم، فوقع اختيار النبي على شاب من خيرة شباب مكة، فمن ذلك الشاب الذي بعثه رسول الله –صلى الله عليه وسلم– ليكون أول سفير للإسلام خارج مكة؟
هو مصعب بن عمير الذي خرج إلى يثرب يدعو أهلها إلى الإسلام، وعمل مصعب على تمهيد يثرب من أجل استقبال رسول الله –صلى الله عليه وسلم– والمسلمين لتكون يثرب عاصمة الإسلام الأولى.
مَنْ مصعب بن عمير؟
هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي، ولد في مكة، وكان يتنعم بمال وفير، وثروات كثيرة، فكان أهله من كبراء وأثرياء قريش، وكان فتى جميل الخلقة، مدللًا، وسيمًا، يرتدي أجمل الثياب، ويضع أغلى العطور، حيث كان يلقب بأعطر أهل مكة، وكان أبواه يفرطان في تدليله وإغداق الأموال عليه، حيث أصبح مصعب مضرب المثل في الترف والنعيم، وكان كل شباب عصره يحسدونه على ما هو عليه من النعيم، بل وكانت كل فتيات عصره يتمنين رجلًا مثله، ولكن ماذا فعل مصعب، هل اختار هذا النعيم أم أنه تركه وراء ظهره وسعى إلى رضا ربه؟
دخول مصعب في الإسلام
عندما شرح الله صدر مصعب للإسلام، دخل في الإسلام سرًّا خوفًا من أمه –خناس بنت مالك– وقبيلته، وظل مصعب يكتم إيمانه فتره إلى أن علمت أمه بإسلامه، حيث أخبرها عثمان بن طلحة زوج ابنتها، فحبسته من أجل أن يترك دين محمد، فكيف له أن يترك دين آبائه ويدخل في دين محمد، وقد اتبعت معه كل سبل الترهيب والترغيب من أجل ترك دينه الجديد، حتى إنها أقسمت على مصعب أنها إذا لم يترك دين محمد فسوف تترك الطعام والشراب، لكن مصعب تمسك بدينه، ولمَّا يئست أمه منه أطلقت سراحه، ولكنها منعت عنه المال، ليبدأ من جديد ويشق طريقه بنفسه في هذه الحياة لا يملك من متاع الدنيا شيئًا.
وعندما اشتد إيذاء المشركين لكثير من الصحابة وقرروا الهجرة إلى الحبشة، قرر مصعب أن يهاجر مع الصحابة المهاجرين إلى الحبشة، ليتخلص من إيذاء أهله له، وترك خلفه النعيم الذي كان يعيش فيه، وترك كل متاع الدنيا، وأقبل بنفس صادقة على الإسلام ليكون من السابقين في دخول الإسلام، بل ويساهم في نشر هذا الدين العظيم بنفسه. عاد مصعب مرة أخرى إلى مكة وترك الحبشة بعد أن هدأت الأوضاع في مكة، وظل بمكة إلى أن أرسله الله سفيرًا إلى يثرب.
مصعب في يثرب
هاجر مصعب بن عمير مع وفد الأنصار إلى يثرب امتثالا لأوامر رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، ونزل ضيفًا عند أسعد بن زرارة، وأخذ يدعو الناس في يثرب إلى الإسلام، ويعلمهم تعاليم دينهم، كما كان يعلمهم قراءة القرآن؛ ولذلك أطلق عليه لقب المقرئ، ودخل سادات الأوس والخزرج في الإسلام على يد مصعب، وكان من بين الذين أسلموا على يد مصعب سعد بن معاذ، وأسيد بن خضير، وقد استطاع مصعب أن يهدي من الصراعات القبلية التي كانت تقوم كثيرًا بين الأوس والخزرج.
وعندما هاجر مصعب إلى يثرب كان معه اثنا عشر مسلمًا فقط، ولكنه بعد مرور عام واحد، ذهب لمقابلة رسول الله –صلى الله عليه وسلم– في موسم الحج، ومعه وفد من يثرب مؤلف من سبعين مؤمنة ومؤمنة، قاموا بمبايعة الرسول –صلى الله عليه وسلم–، فيما عرف ببيعة العقبة الثانية.
استشهاد مصعب
شارك مصعب بن عمير في غزوة بدر، وشارك أيضًا في غزوة أحد، وكان يحمل لواء المهاجرين في كل من غزوة بدر وغزوة أحد، وفي أثناء غزوة أحد قام أحد المشركين ويدعى بن خلف بمحاولة الهجوم على رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، لكن مصعب فدى رسول الله –صلى الله عليه وسلم– بنفسه واستقبل الضربة بدلًا منه.
وقد استشهد مصعب بن عمير في غزوة أحد عام 3 هجريًّا وهو يحمل اللواء، حيث قام رجل من المشركين يدعى ابن قمئة الليثي، بضرب مصعب فقطع يده اليمنى التي كان يحمل بها اللواء، فحمل مصعب اللواء بيده اليسرى، فضربها أيضًا وقطعت، فحمل مصعب اللواء بعضديه حتى لا يسقط منه، ولكن هذا المشرك رماه برمح في صدره فقتله، وعندما كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم– يتفقد الشهداء بعد انتهاء الغزوة رآه فحزن عليه حزنًا شديدًا، وقرأ قول الله تعالي: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
وكان مصعب يبلغ من العمر أربعين عامًا عندما لاقى ربه، فرحمة الله على مصعب وعلى جميع شهداء أحد، الذين كان من بينهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله –صلى الله عليه وسلم–.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 21,236
link https://ziid.net/?p=92118