كيف تغيرت نظرتي عندما بدأت التواصل مع الأجانب من جميع الدول على الإنترنت

أستخدم الإنترنت مثلي مثل كل شخص للكثير من الاحتياجات مثل البحث عن معلومة، تجريب تطبيق، القراءة وغيرها من الاحتياجات، لكن هذا الاستخدام لطالما كان نمطه انفعالياً وليس فاعلاً، نمطه الاستهلاك بصمت ومغادرة الموقع عند عدم إيجاد الخدمة التي أبحث عنها. تغيرت نظرتي تماماً عندما بدأت التفاعل، عندما بدأت التواصل مع الكثير من المواقع والتطبيقات، عندما اشتركت في موقع Quora واخترت فيه الإجابة على الأسئلة الطبية والحصول على كمية جيدة من القراء من فئة 9 آلاف مشاهدة.

أجمل الأفكار التي تعلمتها وغيرت نظرتي

1- لم أجد الاختلاف بل وجدت التشابه

أنت لا تعلم حجم الخصائص الإنسانية التي نتشاركها مع الكثير الكثير ممن حولنا، فكلنا بشر، أنت تتشارك الكثير مع من حولك ضمن مجتمعك والأمر لا يختلف كثيراً خارجه، فكل إنسان يجوع، يمل، يرغب، يحب، يكره، يريد أن يرتاح، أن يتسلى، أن يمرح، أن يحصل على عمل أفضل، مال أوفر، أن يحبه الناس، أن يمدحوه، أن يشعر أنه مميز، أنه مختلف، كل إنسان يتألم، ينتظر، يتوقع، يتأمل، يبحث عن الأفضل، يحتاج، يحتاج، يحتاج!

ولذا فإن لغة الإنسانية لغة نافذة، ما إن تتخاطب مع خصائص الإنسان ستصل رسالتك ويفهم مقصدك، ما إن تلمس احتياجات يتشارك بها كل الناس تجد القبول والتفاهم، أتذكر إرسالي لكلام المديح لأحد الخدمات على الإنترنت فأرسلوا لي كلام شكر كبير، وإنني لما مدحتهم مدحتهم حقاً فخدمتهم رائعة.

هل تعلم أنني وجدت الإشاعات الموجودة عندنا عندهم؟ بل ويصدقونها وتغريهم مثلما تغرينا، فهناك الكثير يقول أن شركات الدواء تتآمر لمنع دواء السرطان للربح من الأدوية الكيماوية، والكثير يصدق أن التأمل والنباتات تشفي السرطان وأن العلاج الكيمياوي كذب، والكثيرون يصدقون علاجات الطاقة، والكثيرون يخافون السرطان، والكثير من الأشياء الموجودة هنا وهناك، واحتجت محاربة هذه الخرافات في الإجابات مثلما نحاربها هنا، تلك الأجوبة التي يستعملها أصحابها للتضليل أحياناً عمداً، يا إلهي لماذا يحب الإنسان تصديق هذه الأشياء؟.

2- أحببت ديني الإسلام أكثر 

بت أعرف أني أعبّر عن هذا الدين العظيم وأعبّر عن هذه الهوية، أحترم الآخرين وأتوقع أن يبادلوني الاحترام ذاته، أما إذا لم يفعلوا فالمشكلة فيهم، أصبحت أعرف مزيداً في العقيدة، فأنت تتخاطب مع أشخاص قد يسخرون من طريقة تعاطيك مع بعض الأمور بوجهةٍ دينية.

لقد سئلت مرة على Quora “كيف أصلي للشفاء من السرطان”، كانت هناك إجابات في الدين المسيحي وغير ذلك، وكانت هناك إجابات من ملحدين، فأنت تحتاج إلى يقين واضح في هذا الدين لكي تبقى صلباً ولكي تعبر عن الإجابة بوضوح وسواء، وستجد هذا الدين يلبي ذلك بوضوح، نحن فقط أحياناً نبدو أننا ألبسنا ديننا عباءة من عقولنا وهو أوسع بكثير، أحياناً فقط لا يكون لدينا علم، أما الإسلام فحجته بالغة.

3- أصبحت أعبّر عن نفسي وقيمي التي أعتز بها

يجب أن تعبر عن أفكارك ووجهات نظرك، هناك احتمال ألا تلقى القبول أو تواجه بالاعتراض وهناك احتمال أن تتلقى الثناء والنقاش والتحاور والغاية واحدة، أن تصل للصواب، ولكن أنت يجب أن تكون قد تعلمت أصلاً في هذه الحياة التعامل مع الرفض، هذه حدثية طبيعية. التفاعل الفكري والاحتكاك العملي والتدافع هو ما يطورنا نحو الأفضل وينقح أفكارنا ووجهات نظرنا، أما التشبث والعناد يجعلنا نتوقف في مكاننا ونغلق علينا أبواباً ضخمة لا نعرف بوجودها، فكلما تعلم الإنسان أصبح أكثر مرونة، هذا ما وجدته.

كطبيبة تخيل أنني وجدت هذا في مكتوبات الباحثين في الطب في أوراقهم البحثية، هم فقط دائموا الشك بأن عملهم يحتمل الخطأ وقد يكون هناك ما هو أصوب منهم، فلا يكتبون كلمات جازمة، العلم يجعل الإنسان متواضعاً ومدركاً أنما لم يعلم شيئاً بعد.

4- لا يهم إن كان هناك أخطاء لغوية باللغة الإنجليزية

قد تشعر للوهلة الأولى بالخوف من التخاطب كتابة باللغة الإنجليزية لأنك تخشى من أخطاء لغوية أو قواعدية، وتفكر ربما كيف سيتقبلك الطرف الآخر، لكن قرأتها مرة في أحد المواقع أن الشخص المقابل لا يهمه، إنه يفكر فيما تريد من قولك وليس بنيته، طالما أن أخطاءك محمولة وتوصل المعنى لن يهتم للأمر كثيراً بل سيفكر بالرد والتواصل.

أنت يمكنك أن ترسل الإيميل الطويل ثم تتلقى الشكر الحار على كلام قلته ولا أحد يهتم لمشاكلك اللغوية، بل حتى مرة قرأت على Quora نصائح أحد الأشخاص في كيف تجعل ما تكتب أكثر انتشاراً فذكر أن تستخدم لغة إنكليزية بسيطة وسهلة لأن هناك الكثير من القارئين ليسوا متحدثين أصليين للغة وإذا بدؤوا بالقراءة ووجدوا الكلمات الغريبة سيتركون القراءة ويرحلون، حقاً لم أكن أعرف أن قد يهتم أحد بذلك، ولكن هذا صحيح بالفعل.

5- عرفت أن كل شخص أو مؤسسة تملك معلومات للتواصل

هذا معروف أليس كذلك، ولكن قد تفوت كثيراً الاستفادة منه، ببساطة إذا كنت تبحث عن فائدة ما وهناك شخص تقرأ له أو تشاهد فديوهاته وتجد عنده الفائدة يمكنك التواصل معه، معلومات التواصل غالباً تكون مرمية في آخر صفحة الموقع أو ضمن التبويبات الجانبية، التواصل ممكن وقد تحصل من خلاله على فرص جديدة، نسبة الرفض قد تكون عالية أحياناً ولكنك لن تخسر شيئاً، ولن تعرف ما قد يحدث إن لم تحاول.

لقد تواصلت مرة مع الجمعية الأمريكية للسرطان، هيئة طبية مشهورة جداً ومعروفة في مجال السرطان، تواصلت معهم للتطوع ولم أتوقع كمية الرحابة والتقبل والجدية في التعامل من قبلهم.

6- حظيت بتجارب رائعة  وسيئة مع الكثير من الشركات

يبدو هذا منطقياً أليس كذلك؟، لكن فعلاً حظيت بتجارب مذهلة، من تبادل ملاحظات ورأي وإرسال طلبات وغيرها، أنت أيضاً ستمر بالكثير لو جربت، تذكر أنك تخاطب إنساناً مثلك وستعرف ما تقول وتحاور.

في الختام، اتساع الأفق يفتح أمامنا أبواباً جديدة، يجعلنا نتأثر بالرائعين من حول العالم، الإنترنت فتحت لنا الكثير من مثل هذه الفرص، تستطيع أنت أيضاً أن تخترق الحواجز التي تمنعك من التواصل وتمنعك من التعلم وتمنعك من التأثير في من حولك.