ما الدولة التي تصدت للمغول بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد
كان جيش أسد الدين شيركوه مؤلفًا من هؤلاء المماليك والذين عرفوا بالمماليك الأسدية نسبة لأسد الدين شيركوه
add تابِعني remove_red_eye 20,905
قامت دولة المماليك في مصر في أواخر العصر العباسي، وقد قامت الدولة المملوكية بعد سقوط الدولة الأيوبية، بل يمكننا القول إن المماليك هم من قاموا بإسقاط الدولة الأيوبية وأقاموا دولتهم الجديدة التي حكمت مصر منذ عام 648هجريًّا، وحتى عام923هجريًّا. ولكن من هم هؤلاء المماليك؟ وكيف تمكنوا من إنهاء الدولة الأيوبية؟ وكيف قامت دولتهم الجديدة في مصر؟ وما الدور الذي لعبه حكام الدولة المملوكية للتخلص من المغول والصليبين؟ وكيف سقطت دولتهم؟
من هم المماليك؟ وكيف دخلوا مصر؟ وكيف تمكنوا من إنهاء الدولة الأيوبية؟
كان الخلفاء العباسيون يكثرون من شراء المماليك من تركستان والقوقاز وغيرها، فقد كان المماليك في الأصل رقيق محاربين، فجعلهم العباسيون حراسًا لهم، ثم ما لبثوا أن انخرطوا في الجيوش الإسلامية، وبمرور الوقت ازدادت هيمنتهم على شئون الدولة العباسية، حتى أصبحوا هم المسيطرين على الدولة، وأصحاب القرار فيها.
وكان سلاطين وحكام الأيوبيين قد ساروا على خطي خلفاء بني العباس في استجلاب المماليك، والاستكثار منهم، فتقلدوا أعلى المناصب في مصر، وكان جيش أسد الدين شيركوه مؤلفًا من هؤلاء المماليك والذين عرفوا بالمماليك الأسدية نسبة لأسد الدين شيركوه، وبعد وفاة شيركوه انتقل هؤلاء المماليك لخدمة صلاح الدين الأيوبي، كما كون صلاح الدين جيشًا آخر من المماليك الذين عرفوا بالمماليك الصلاحية، أو الناصرية، نسبة لصلاح الدين، وكان لأخيه العادل أيضًا جيشًا من المماليك عرفوا بالمماليك العادلية، فنجد أن المماليك تواجدوا في مصر بشكل كبير.
وفي ظل ضعف الدولة الأيوبية اشتدت شوكة المماليك، وتدخلوا في كل أمور الحكم والسياسة، فعندما توفي الملك الصالح نجم الدين أيوب، قامت زوجته شجرة الدر بإخفاء نبأ وفاته، وطلبت من ابنه توران شاه أن يأتي إلى مصر ليتولى الحكم خلفًا لأبيه، ولكن المماليك قتلوا توران شاه آخر ملوك الدولة الأيوبية، وأقاموا شجرة الدر على حكم مصر، لتكون بذلك أول امرأة تتولى عرش مصر منذ الفتح الإسلامي.
المماليك والمغول
بعد قيام دولة المماليك في مصر، حدث شيء مفزع ومروع هز جميع أرجاء العالم الإسلامي، حيث قام المغول بإسقاط الخلافة العباسية في بغداد، على يد هولاكو زعيم المغول، واستولوا على بغداد عاصمة العالم الإسلامي، وقتلوا الخليفة العباسي، وقاموا فيها بكل مظاهر القتل والنهب والخراب، حتى أن المؤرخين المعاصرين لذلك الحديث يذكرون أنهم لا يستطيعون تسجيل تلك الأحداث لبشاعتها، ثم بعد ذلك توجهت أنظارهم إلى مصر، لذلك قام بيبرس بإعداد جيش لمحاربة المغول، وبالفعل استطاع الجيش المصري بقيادة الظاهر بيبرس هزيمة المغول في موقعة عين جالوت، لينتهي بذلك الخطر المغولي علي مصر.
المماليك والصليبين
كان المماليك قد ورثوا عن الأيوبيين قتال الصليبين، فبعدما تخلص بيبرس من قتال المغول وجه أنظاره لمحاربة الصليبين، فاسترد منهم المدن والقلاع التي كانوا قد استولوا عليها من المسلمين، فاسترد بيبرس الكرك وقيسارية وصفد ويافا وجُبيل وعرقة، في خلال ثلاث سنوات، كما تمكن بيبرس من استعادة أنطاكية، وكان الصليبيون قد أقاموا إمارة صليبية في أنطاكية، فقضى بيبرس على هذه الإمارة، وغادرها الصليبيون، واسترد أنطاكية لصالح المسلمين.
بعد وفاة بيبرس جاء من بعده السلطان سيف الدين قلاوون، وقد سار على خطى بيبرس في قتال الصليبين، فاسترجع قلعة المرقب، وطرابُلس الشَّام والبترون، وكان ينوي استرداد عكا والتي تعد المرفأ الرئيسي للصليبين، غير أنه توفي دون أكمال مخططه لاسترداد عكا، فقام ابنه الملك الأشرف صلاح الدين خليل باسترداد عكا، لذلك تمكن الرعب من الصليبين فقرروا ترك بلاد المسلمين فغادروا صور، وصيدا، وبيروت، وقفلوا عائدين إلى بلادهم لينتهي بذلك الوجود الصليبي تمامًا بعد أن استمر حوالي مائة وأربعة وتسعين عامًا.
نهاية دولة المماليك البحرية وقيام دولة المماليك البرجية
انقسمت دولة المماليك إلى المماليك البحرية، والذين حكموا منذ عام648 هجريًّا، وحتى عام784هجريًّا، وكانوا من الترك والمغول، ولما ضعف سلاطين المماليك البحرية تولى حكم مصر سلاطين المماليك البرجية، الذين حكموا منذ عام 784 هجريًّا، وحتى عام923 هجريًّا، وكانوا من الشركس.
سقوط دولة المماليك البرجية
كان لسقوط دولة المماليك العديد من العوامل، منها العوامل الداخلية، ومنها العوامل الخارجية:
العوامل الداخلية
في عهد آخر سلاطين المماليك ساءت الأوضاع في مصر، فقد غلت الأسعار، وتدهورت الأحوال الأقتصادية، وانتشرت السرقة، والظلم والفساد، وكان سلاطين المماليك مشغولون بأمورهم الشخصية ولم يحاولوا إصلاح أوضاع البلاد، فكرههم الشعب، وثار ضدهم، في الوقت الذي كانت فيه الأخطار الخارجية تتربص بدولة المماليك.
العوامل الخارجية
تعرضت دولة المماليك لخطرين خارجيين كانا السبب في سقوطها:
- الخطر البرتغالي: حيث سيطر البرتغاليون على معظم مياه البحار والمحيطات، فتمكنوا من السيطرة على طرق التجارة الرئيسية مع الهند، فقدت دولة المماليك أهم عوامل قوتها الاقتصادية بفقدانها للطرق التجارية مع الهند.
- الدولة العثمانية: كانت الدولة العثمانية في ذلك الوقت قد بلغت ذروة قوتها ومجدها، وكانت تتحرك لفرض سيطرتها على العالم، فاصطدمت القوة العثمانية مع المماليك في معركتين كبيرتين (الريدانية – مرج دابق) انتهى على أثرهما الوجود المملوكي في مصر لتسقط بذلك مصر في أيدي العثمانيين، لتعود مصر بذلك ولاية من ولايات الخلافة العثمانية، لينتهي بذلك عهد الدول المستقلة التي قامت في مصر.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 20,905
كل ما تحتاج معرفته عن دولة المماليك
link https://ziid.net/?p=94150