سر حبي للتعلم .. لماذا أفضل الاستمرار في التعلم عن أي شيء آخر؟
العلم النافع نعمة عظيمة، تفتح البواب المغلقة وتسهل الحياة، يساعدك على الحياة بشكل أفضل وتحقيق أهدافك بطريقة أسرع
العلم النافع نعمة عظيمة، تفتح البواب المغلقة وتسهل الحياة، يساعدك على الحياة بشكل أفضل وتحقيق أهدافك بطريقة أسرع
add تابِعني remove_red_eye 42,483
أحب التعلم وأرى أنه وسيلة أساسية لتحسين حياتي في كل الجوانب لذلك أحضر ورش تدريبة ومسارات تعليمية، أجد أراء من حولي بين الدعم والتساؤل وعدم الاستحسان، وهذا أمر طبيعي، فنحن مختلفون، مؤخرًا وجه لي سؤال بنبرة من التعجب: ما سر حبك للتعلم؟ ألم تكتفي بعد دراستك الجامعية؟ ماذا سوف تستفيدين؟ اهتمي بشيء ينفعك، أو جمل أخرى تعجبية عن كيفية إقبالي على فكرة التعلم؟
والإجابة ببساطة أجد أن داخلي صوتًا واضحًا يرد، «لم تجربوا متعة التعلم والاكتشاف والتحسن»، أنتم لا تعرفون أن الذي يميز الناس عن بعضهم كليًّا مدى علمهم عن جوانب حياتهم المختلفة، سواء في تخصصهم المهني أو عن الحياة وأسرار التفاعل معها لصالحنا، ومدى سعادتهم بمعرفتهم كيف يفيدون أنفسهم وغيرها من اختلاف وسائل طرق المعرفة واختلاف أشكالها، واليوم أجيب عن السؤال.
تأملت أفكاري حول التعلم ووجدت أن علاقتي بالتعلم وحبه يحركني ويحفزني بحماس كبير، مثلما يشعر مُحب السفر بالحماس والحافز للاكتشاف وخوض التجارب، وجدت أن التعلم يمنحني نفس الشعور من متعة التحسن وتوسيع مداركي، ولاكتشاف نفسي، والتعلم عن العلاقات والإنتاجية والطفولة والأمومة، وغيرها من المجالات التي توسع مداركي وتجعلني أنضج أسرع عند خوض التجارب، وأتمكن من تعلم الدروس الصحيحة.
أدركت بتوسع مداركي نتيجة التعلم حول المهارات الشخصية حقيقة أن من يتحدث يرى وجهة نظره الخاصة، التي تكون مختلفة عن التعلم واكتسبها من تجربته الحياتية، فلكل شخص تجربته الخاصة، وهذا الفهم ساعدني على تفهم أسئلة كتلك، فمن كانت تجربته في التعلم سيئة وكان يرى أن وسيلة لا فائدة منها سوى شهادة للحصول على وظيفة.
البداية التي حسنت علاقتي بالتعلم هي حب القراءة، فبجانب التعلم المدرسي أحببت القراءة في المكتبة المدرسة في وقت الراحة، وكان أهلي يحفزونني حيث علمني أبي أن التعلم هو الثقافة العامة وليس ما في الكتب المدرسية، وكانت الروح الفلسفية التي في حديثه تخلق داخلي الفضول، والحقيقة أن التعلم بالنسبة لي يمثل متعة كبيرة، كنت أرى حبه لمشاهدة قناة ناشونال جيوجرافيك، والجزيرة الوثائقية وأجلس معه وبعد ذلك أحببت الأمر وصرت أتابعهم وحدي، كانت وسيلة بسيطة للتعلم حيث رأيت العلوم الطبيعية وعالم الحيوانات وعلم الفلك وغيرها من العلوم، التي جعلتني أتحمس للعلم أكثر، وأنظر له بعين الفرصة والمتعة.
على الرغم من الجهد المبذول في التأمل والتفكير، إلا أن تلك النظرة ساعدتني، ونفس النظرة ساعدتني أن أستمتع بالتعلم المدرسي خاصة بعض المواد الدراسية، كالتاريخ، والعلوم الحيوية، والفيزياء الطبيعية، أنظر لها بعين المستكشف، كبرت وتفتحت مداركي على العلوم الإنسانية فأحببت فهم الأنسان ونفسه، فجذبني علم النفس، ومع دراستي في الجامعة لعلم الأنثروبولوجيا الذي يركز على الإنسان وثقافته وحياته الاجتماعية وجوانب أخرى كانت تثير فضولي وتسمح لي بالاستمتاع، على الرغم من جهد المذاكرة وبجانبها كنت أحضر دورات تدريبية عن تنمية المهارات الحياتية حول الوعي الذاتية، والعلاقات والإنتاجية.
أجد إجابة واضحة لمن يسألني عن سبب استمراري في التعلم، خاصة التطوير الشخصي والإجابة ببساطة أن أعكس السؤال وأسأل: مما تتعلم وتستمد شعورك بالنضج وزيادة وعيك؟ والكثير يرد أنه يتعلم من الحياة فهي مدرسة كبيرة، وبكثرة الاحتكاك بها وخوض التجارب نتعلم، وهل هذا سهل؟ والرد بوضوح يكون: لا نتألم ونحزن ونتعلم الدروس.
وأرد بسؤال آخر ألم تجد نفسك مرة من المرات تقول يا ليتني كنت أعرف من البداية؟ وماذا لو كنت تعلمت تلك الدروس مسبقًا وتتجنبها؟ ويعود السؤال لي وما علاقة هذا بسؤالي؟ أرد هذه هي إجابة السؤال، أنني أتعلم لأعتمد في حياتي على الاستعداد المسبق بالتعلم قدر ما أستطيع فأسهل حياتي، وأكون دعمًا لي، فأتعلم عن شيء يقلقني، شيء أستعد له أتعلم عنه وأقرأ، واستشير وأبحث، ففي علاقاتنا مثلًا التعلم عنها يعتبر جزءًا مهمًّا لتسهيل العلاقة.
فبدلًا من التصادم والتعلم بعدها أو نصل لقطع العلاقة والدخول في علاقات مؤذية، كان من الأفضل عدم دخولها أصلًا من البداية، سوف أتجنبها بمجرد معرفة علامات تلك العلاقات، وبدلًا من السعي لهدف سنوات، وبعد الوصول أصاب بصدمة نتيجة شعوري أن الهدف ليس متوافقًا مع رؤيتي الشخصية كما تخيلت، أتعلم أكثر عن التخطيط لهدف متوافق مع قدراتي وقيمي الشخصية.
هذا لا يعني أن التعلم يمنع حدوث المشكلات، والصدمات، ولكنه هو جزء من السعي لتحسن حياتي والنتائج تكون رزقًا وتوفيقًا من الله، والتعليم بالنسبة لي كالدرع الواقي يقلل فرص التصادم، ويكون كالحاجز من الوقوع في ألم الجهل، وكذلك لا يعني أنني قادرة على تطبيق كل ما تعلمته بشكل كافٍ، لأن هناك تفاوت في سرعة استجابتي لكل معلومة وفق عوامل كثيرة، فالمسافة الفارقة بين التعلم والتطبيق ليست سهلة بل إجهاد نفسي، وكذلك تحتاج لبناء الوعي في مراحل متدرجة وغيرها من العوامل التي نجدها بعد التعلم.
كما أنه توجد تحديات حياتية نحتاج لمواجهتها بالتعلم كإدارة الضغوطات والقلق، وبالطبع هذا لا يمنع الضغوطات فوجودها تحدٍّ أساسي ضمن أخبارنا في الدنيا، ولكن التعلم جزء من السعي، ويساعدني في التحرك بشكل أسهل وأخف وأشعر بالتوازن أكثر، وعندما أتعلم عن مهارات التفكير، والتعلم عن الصحة النفسية وعلم النفس الإيجابي وغيرها مختلفة جميعًا نحتاج لتعلمها لتسهيل حياتنا التي بشكل كبير نصعبها بإصرارنا على التعلم بالطريقة الصعبة (التجربة والخطأ)، وأقل شيء واثقة منه أن العلم في حد ذاته يوسع المدارك والأهم أنه يزيد ميزاني عند الله بثواب طلب العلم وجهاد النفس.
في النهاية أختم قولي باقتباس الإمام الشافعي عندما قال: «من لم يذق مُر التعلمِ ساعةً .. تجرعَ ذلَّ الجهل طولَ حياته».
add تابِعني remove_red_eye 42,483
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
تجربة ملهمة في حب العلم والتعلم
link https://ziid.net/?p=93504