أول عميد مصري لكلية الطب
ويعد هذا الرجل نموجا للمقولة التي تقول،وراء كل عظيم إمراة عظيمة،فكانت أمه وراء نجاحه.. إنه ابراهيم عطا أول عميد لكلية الطب
add تابِعني remove_red_eye 20,986
كان هناك فلاحة مصرية تدعى مبروكة خفاجي، تعيش في كفر الشيخ، تزوجت من أحد الفلاحين الذين يعملون بالأجرة والذي يدعى إبراهيم عطا، وكانوا يعيشون في ضيق من العيش، الأمر الذي جعل إبراهيم عطا يطلق زوجته مبروكة خفاجي، وكانت حينها حامل في شهورها الأخيرة، غير أن مبروكة لم تستسلم للوضع، فانتقلت مع والدتها إلى الإسكندرية، وهناك ولدت ابنها علي، وقررت أن تربيه تربية حسنة وتلحقه بالتعليم، ومن أجل ذلك بحثت مبروكة عن عمل لتنفق على ابنها، فعملت ببيع الجبن في شوارع الإسكندرية. ولكن ماذا حدث لها ولابنها، وكيف تحول ابنها من الفقر ليكون أول عميد مصري لكلية الطب، ويحصل علي الباشوية؟
النشأة
نشأ علي إبراهيم عطا مع والدته في الإسكندرية لبعض البعض، ولكن عندما ضرب الأسطول الإنجليزي مدينة الإسكندرية عام1882م، هربت مبروكة مع ابنها، واستقر بهم الحال في مدينة القاهرة، وقد عملت مبروكة في منزل أسرة السمالوطي، وهي من الأسر المعروف آنذاك، وعندما بلغ الطفل ثمانية أعوام أدخلته أمه مدرسة رأس التين الإبتدائية، فتفوق في المدرسة، وحصل على الشهادة الابتدائية في عام1892م، وكان الأول على جميع زملائه.
عندما علم والده بحصوله على الشهادة الابتدائية، وكانت الشهادة الابتدائية في ذلك الوقت تعادل الشهادة الجامعية في وقتنا الحالي، من حيث الوجاهة الاجتماعية، والحصول علي فرصة عمل. أراد أن يأخذ الطفل ليعيش معه، ويكتفي بحصوله على الشهادة الابتدائية، ولكن أمه وعلى الرغم من أنها سيدة أمية فإنها كانت تدرك جيدًا أن التعليم هو السبيل الوحيد أمام ابنها ليعيش حياة كريمة، لذلك رفضت أن يعيش الطفل مع أبيه، وقررت أن يكمل تعليمه، فأدخلته المدرسة الخديوية في درب الجماميز، فتفوق في دراسته، ثم التحق بكلية الطب1897، وتخرج منها في عام 1901م.
تفوقه في مدرسة الطب
برع علي إبراهيم عطا في دراسته في الطب، وقد صاحب الكثير من أكبر علماء عصره في الطب، فتسنى له فرصة التعلم من تجاربهم وأبحاثهم، مما جعله يتفوق في مجاله، ويظهر على أقرانه، ومن هؤلاء الذين ارتبط بهم علي إبراهيم عطا في سنوات دراسته: (الدكتور عثمان غالب، -أول من اكتشف دورة حياة دودة القطن-، الدكتور محمد باشا الدري -شيخ الجراحين-، الدكتور محمد علوي باشا -المتخصص في أمراض العيون).
وفي العام الأخير في كلية الطب تم تعين علي إبراهيم عطا ليكون مساعدًا للعالم الإنجليزي الدكتور سيمرس. وهو أستاذ الأمراض والميكروبات -وهي فرصة قلما تتحقق لطالب، مما أكسبه كثيرًا من الخبرات، كما تعلم منه مبادئ البحث العلمي، وكان يتقاضى راتبًا عن هذه الوظيفة، واشتهر في الأوساط الطبية.
علي إبراهيم والسلطان حسين كامل
في يوم من الأيام مرض السلطان حسين كامل مرضًا شديدًا، عجز الأطباء عن علاجه، فرشح عالم البيولوچى المصري الكبير في ذلك الوقت الدكتور عثمان غالب، صديقه الدكتور علي إبراهيم عطا لعلاج السلطان، وبالفعل استطاع علي إبراهيم عطا إجراء عملية جراحية ناجحة للسلطان، لذلك قام السلطان بتعيينه طبيبًا جراحًا للحضرة العلية السلطانية، كما أنعم عليه بإعطائه رتبة البكاوية. وفي عهد الملك فؤاد الأول تم إعطائه رتبة الباشوية بواسطة الملك فؤاد الأول، فأصبح اسمه علي باشا إبراهيم .
علي إبراهيم باشا ووباء كوليرا موشا
انتشر وباء في قرية اسمها موشا تقع بالقرب من أسيوط، ولكن وزارة الصحة في ذلك الوقت لم تعرف طبيعة هذا الوباء، ومصدره، فانتدبوا علي باشا إبراهيم للبحث في ماهية هذا الوباء،وبعد فترة من البحث والتقصي اكتشف علي باشا أن هذا الوباء هو الكوليرا الأسيوية، وكان الحجاج القادمون من الحج هم مصدر هذا الوباء، إذ كانوا يعودون من الحج حاملين معهم هذا الوباء، وقد وضع عالمنا الجليل الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع تفشي المرض.
علي إبراهيم باشا عميدًا لكلية الطب
بعد تفوقه في دراسة الطب، وبروز نجمه في المجتمع المصري في ذلك لوقت وقع الاختيار عليه ليكون أول عميدًا مصريًّا لكلية طب القصر العيني، وينسب إليه تعريب علم الطب في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين.
أهم أعماله
- قام بتأسيس نقابة الأطباء عام1940م، ليصبح بذلك أول نقيب للأطباء في مصر.
- كان صاحب الفضل في إنشاء مستشفى الجمعية الخيرية بالعجوزة.
- في عام 1941م تم تعينه مديرًا لجامعة الملك فؤاد.
- تم اختياره ليكون وزيرًا للصحة في فترة وزارة حسن صبري باشا.
- كان صحب الفضل في فتح باب دراسة الطب أمام الفتيات.
- قام بإجراء بعض العمليات الجراحية، كان من بينها عملية استئصال كلية، وعملية تفتيت حصوات في المثانة.
ويعد هذا الرجل نموجًا للمقولة التي تقول، وراء كل عظيم امرأة عظيمة، فكانت أمه وراء نجاحه، فحولت مصيره فبدلًا من أن يعي عيشة الفقر، أو أن يصبح فلاحًا مع أبيه يعمل بالأجرة، أصرت على تعليمه، حتى أصبح من أشهر جراحي عصره، بل وأصبح طبيب الحضرة السلطانية العلوية، وحصل على لقب الباشوية، وسطر اسمه في صفحات التاريخ.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 20,986
حكاية مثيرة ومدهشة عن أول عميد لكلية الطب وظروف نشأته الصعبة
link https://ziid.net/?p=93428