[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تتقن أي مهارة من خلال التعليم الإلكتروني؟
التعليم الإلكتروني أكثر وسيلة تعليمية تنشط العصف الذهني وتشجع الدارس على البحث عن المعلومة
add تابِعني remove_red_eye 29,742
بعد الجامعة شعرت بالفراغ الشديد؛ لهذا بدأت أبحث عن مواقع التعليم الإلكتروني لدراسة التخصصات التي لم تسنح لي الفرصة لتعلمها، فدرست الكيمياء الحيوية والقانون المدني والذكاء الوجداني وعلم النفس الإجرامي ..إلخ، وأستطيع أن أعد لكم مزايا عديدة للتعليم الإلكتروني؛ لكني سأكتفي في مقالة اليوم بإخباركم عن كيفية إتقان أي علم أو أي مهارة من خلال التعليم عن بُعد، دعوني أبدأ معكم بالتعليم غير المحدد بوقت.
1- التعليم المستمر
وهنا سأخبركم كيف بدأت أهتم بالدراسة من البيت، أذكر أن بداياتي كانت بفضل قناة الرسالة، وقتها كانوا يبثون حلقات من أكاديمية إعداد القادة كان ذلك منذ (9) سنوات أو أكثر، تابعتهم وكنت مهووسة بموضوعاتهم الجديدة؛ فبالرغم من دراستي للاقتصاد وعلم الاجتماع والنظم السياسية في الجامعة إلا أن كتابًا واحدًا في كل تخصص لا يعني أبدًا إجادة هذا العلم؛ لذا بدأت أتابع الموضوعات المختلفة للأكاديمية بدءًا من فنون الإقناع والتفاوض والإلقاء إلي أن وصلت الموضوعات للفقه والشريعة وفهم المؤسسات والمنظمات.
ومن هنا اكتشفت أن الإنترنت كنز لا أستطيع العيش بدونه فبدأت في دراسة اللغة الإنجليزية من خلاله، وحفظت كلمات الأغاني وبحثت عن سيناريو الأفلام الأجنبية وبدأت أستمع لحوار الممثلين من بداية الفيلم لنهايته أثناء قراءة السيناريو، وهكذا حتى أجدت الإنجليزية تدريجيًّا؛ لكن نصيحتي لكم والتي فهمتها مؤخرًا هي أن تبحث أولًا عن خبرة من سبقوك بالدراسة، ففي بداية دراستي للغة الصينية بحثت في الإنترنت عن أفضل طريقة لتعلم اللغة وسمعت نصائح الآخرين والكتب التي نصحوني بقراءتها ودراستها.
أما بالنسبة لدراستي للكيمياء الحيوية فكانت بداياتي مع الأكاديميات الشهيرة على اليوتيوب كخان أكاديمي، وأكاديمية التحرير وغيرهم، وكلما عرفت فرع عنها كالكربوهيدرات مثلًا كلما بحثت عن هذا الفرع لدراسته بتوسع والإجابة علي أسئلته في مواقع امتحانات البيوكيمستري “باللغة الإنجليزية”، وهنا أود أن أخبركم بسر أفعله دائمًا في دراستي وهو “ضرب عصفورين بحجر واحد”؛ فالأسئلة بالإنجليزية تتيح لي اختبار معلوماتي في الكيمياء الحيوية وفي نفس الوقت أحظى بمفردات وجمل جديدة لم أدرسها في المحادثات الإنجليزية من قبل، أما الإدارة والقانون المدني وعلم النفس الجنائي؛ فكل هذا درسته من خلال الكتب والمحاضرات المتاحة على اليوتيوب، بالنسبة لي التعليم الإلكتروني كان أهم وسيلة مساعدة ساعدتني في معرفة معلومة واحدة على الأقل عن كل العلوم الإنسانية والطبيعية والاجتماعية.
2- التعليم المنظم
وهنا أعني أن تتعلم مادة كاملة بكل فروعها من خلال دروس محددة ضمن إطار زمني، بالضبط كأنك في مدرسة أو جامعة، وكانت مؤسسة إدراك ولا زالت من أكثر المؤسسات التي جعلتني أهوى الدراسة الإلكترونية، وأغلب شهاداتي أخذتها من تلك المؤسسة، والآن سأخبركم كيف حصلت على أكثر من (15) شهادة من كورساتها المتنوعة:
أولًا: الالتزام بالجدول الزمني
مؤسسة إدراك كانت تضع وقتًا محددًا لإنهاء الكورس بأكمله، وكانت كل أسبوع تبث عدد من المحاضرات يتراوح بين (7) إلى (9) محاضرات، وفي نهاية كل أسبوع كان يوجد اختبار لتحديد المستوى بالإضافة إلى المناقشات والأسئلة التي تلي كل محاضرة، وكل تلك الاختبارات والأسئلة والمناقشات هي عبارة عن تجميع نقاط للحصول على الشهادة في النهاية.
ثانيًا: تدوين الملاحظات
أغلب الدارسين كانوا يعتمدون على الذاكرة فحسب؛ لكني كنت أسجل كل المعلومات الهامة أثناء مشاهدة الفيديو لمراجعتها والاستفادة منها فيما بعد، وكانت هي مصدري الوحيد للمراجعة بعد الاختبار النهائي.
ثالثاً: القيام بكل الأنشطة
من أكثر الطرق فاعلية التي تتبعها مؤسسة إدراك طريقة التفاعل؛ فكنا -على سبيل المثال- نقوم بأي نشاط فيه اختبار للشخصية من خلال تحميل ملف “البي دي إف” والإجابة علي الأسئلة وتجميع النقاط، ولا أخفي عنكم سرًّا كانت تلك الأنشطة ولا تزال من أكثر الأسباب التي تدفعني للتسجيل في الكورسات الجديدة على المنصة، وأستطيع القول أن أغلب العلوم التي درستها بشكل منظم في “إدراك” ساعدتني كثيرًا في حياتي العملية؛ فمن خلالها فهمت معاني كثيرة كتقدير الذات والتعاطف والتقمص الشعوري والكاريزما، وغيرهم.
في الختام
سأخبركم بآخر سرّ في المقالة، وهو “الجدية”، أغلبنا مع الأسف ينظر للتعليم الإلكتروني على أنه وسيلة ترفيهية وليس تعليمية، فيبدأ في تأجيل مهامه ودروسه متحججًا أن المحتوى متوفر دائمًا، ويستطيع الوصول إليه في أي وقت؛ لهذا لا يستطيع أن يتقن أي مهارة ولا يتعلم أي علم بشكل صحيح لأنه فَقَدَ أهم عنصر في العملية التعليمية (عن بعد) وهو المواظبة والجدية، بالنسبة لي كانت مؤسسة إدراك تلزمني بجدول محدد لذا لم أجد مشكلة في الالتزام بالموعد النهائي؛ لكن أثناء دراستي لإدارة المشروعات الاحترافية (مدة الدراسة مفتوحة) أجبرت نفسي وقتها أن ألتزم بجدول لإنهاء الكورس قبل موعد الامتحان بشهرين على الأقل؛ لذا اعلم عزيزي القارئ أن التعليم الإلكتروني عالم ساحر؛ لكنه سيطالبك بمفتاح الجدية والالتزام لكي يقودك إلى هدفك.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 29,742
مقال مثير حول كم العلوم التي يمكنك تحصيلها عن بعد
link https://ziid.net/?p=74003