صلاح الدين الأيوبي وقيام الدولة الأيوبية
قامت الدولة الأيوبية في مصر، ثم توسعت وامتدت لتشمل الشام والحجاز واليمن والنوبة، كما اشتملت أيضًا على أجزاء من بلاد المغرب
add تابِعني remove_red_eye 20,905
قامت الدولة الأيوبية في مصر، ثم ما لبث أن توسعت وامتدت لتشمل الشام والحجاز واليمن والنوبة، كما اشتملت أيضًا على أجزاء من بلاد المغرب، فمن مؤسس الدولة الأيوبية؟ وما نسب الأيوبيين؟ وما موطنهم الأصلي؟،وكيف جاءوا إلى مصر؟ وكيف أسسوا الدولة الأيوبية؟ وما نهاية الدولة الأيوبية في مصر؟
نسب الأيوبيين
يرجع أصل الأيوبيين إلى رجل يدعى، شادي بن مروان، فقد أنجب شادي ولدين هما، نجم الدين أيوب، وأسد الدين شيركوه، وكانت علاقتهم وطيدة مع مجاهد الدين بهروز، حاكم العراق من قبل السلطان السلجوقي مسعود بن ملكشاه، فقام مجاهد الدين بهروز بإقطاع قلعة كريت لشادي بن مروان وأولاده من بعده، وكانت قلعة تكريت تقع بين بغداد والموصل، وهي بلدة كردية، وسكانها من الأكراد، فاستقر بها شادي بن مروان مع أسرته حتى وفاته.
بعد وفاة شادي بن مروان آل حكم تكريت لابنه نجم الدين أيوب، وكان أمير حلب والموصل في ذلك الوقت عماد الدين زنكي في صراع مع الخليفة العباسي المسترشد بالله، فلما انهزم عماد الدين زنكي أمام الخليفة العباسي، فرَّ إلى تكريت، حيث آواه نجم الدين أيوب وأحسن استقباله، فتوطدت العلاقات بينهم بشكل كبير، ولكن الأمور توترت بين نجم الدين أيوب، ومجاهد الدين بهروز، فأمره بتسليم قلعة تكريت لعامل آخر.
والخروج هو وجميع أهله من تكريت، فما كان من نجم الدين أيوب إلا أن توجه إلي صديقه حاكم الموصل عماد الدين زنكي، الذين حفظ جميل الأيوبيين، فأحسن استقبالهم، وبالغ في إكرامهم حتى أنه أقطع لهما العديد من الإقطاعات، فاستقروا لفترة طويلة في الموصل، كما انخرطوا في جيش عماد الدين زنكي، وكانوا مخلصين له، ولذلك قام عماد الدين زنكي بتعيين نجم الدين أيوب حاكمًا على بعلبك، بعدما استولى عليها.
وبعد وفاة عماد الدين زنكي انقسمت أملاكه بين أولاده سيف الدين غازي، ونور الدين محمود، ولكن فيما بعد قام نور الدين محمود بتوحيد بلاد الشام، للتصدي للخطر الصليبي الزاحف نحو بلاد الشام، فضم كلًّا من حلب وحماة وحمص ودمشق، فلم يستطع الصليبيون دخول دمشق، فوجهوا أنظارهم صوب مصر مستغلين بذلك تدهور الأحوال في مصر، ولكن نور الدين محمود بعدما ضم معظم مدن الشام تحت إمرته، فكر في ضم مصر إلى الشام ليكون بذلك جبهة قوية ضد الصليبيين.
ظهور الأيوبيين على مسرح الأحداث السياسية
كان الأيوبيون يعملون في خدمة عماد الدين زنكي، وبعد وفاته ظلوا مخلصين لأولاده من بعده، وكان أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين الأيوبي من أكثر القواد ذوي الكفاءة، والمهارة، والذكاء، لذلك اعتمد عليهم نور الدين محمود بشكل أساسي على حل الأمور في مصر، التي كان ينوي ضمها للشام. ومن هنا ظهر أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين الأيوبي على ساحة الأحداث السياسية في مصر والشام، فكانا أصحاب الفضل في تهدئة الأمور في مصر، وإعادة مصر للخلافة العباسية من أيدي الفاطميين.
الأحوال في مصر قبل مجيء صلاح الدين الأيوبي
كانت مصر في ذلك الوقت مقر الخلافة الفاطمية، ولكن كان الخليفة الفاطمي لا يملك من الأمر شيئًا، فكل أمور الدولة كانت بيد الوزراء الذين كانوا يتنازعون فيما بينهم على الانفراد بحكم مصر، فكانت هذه الفترة من تاريخ مصر هي الأسوء منذ الفتح الإسلامي لمصر، فكان الوزراء في مصر يتنافسون فيما بينهم على حكم مصر، ولم يتورعوا عن الاستعانة بالصليبين في صراعات بعضهم ضد بعض، فطمع الصليبيون في مصر، بعدما عرفوا مدى الضعف والانهيار الذين تمر بهم البلاد، وبالفعل حاول الملك الصليبي بلدوين الثالث -ملك إمارة بيت المقدس- غزو مصر، لكن قام ابن رزيك الوزير المصري بمصالحة بلدوين الثالث على جزية سنوية قدرها مائة وستون ألف دينار، فصد الخطر الصليبي القادم نحو مصر.
صلاح الدين الأيوبي يدخل مصر
- بعد وفاة الملك الصليبي بلدوين الثالث، استغل المصريون وفاته فامتنعوا عن إرسال الجزية، وكان الصراع على أشده بين شاور وضرغام الذين يتنازعون على وزارة مصر، لذلك قام أمالريك أخو بلدوين الثالث وخليفته على عرش مملكة بيت المقدس بالتوجه صوب مصر، من أجل أن يعود المصريون لدفع الجزية للصليبين، لكن تصدى له الوزير ضرغام، ففشل في دخول مصر.
- لكن الصراعات بين شاور وضرغام لم تنته، فقرر شاور الاستعانة بنور الدين محمود للقضاء على ضرغام، وانتزاع الوزارة منه، فاستجاب نور الدين لشاور، بشرط أن يعترف شاور بسلطة نور الدين محمود على مصر، فوافق شاور، وقام نور الدين محمود بإرسال جيش بقيادة أسد الدين شيركوه، وكان معه ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي، ولما علم ضرغام بمجيء جيش نور الدين استعان بالصليبين، على أن يعترف بسيادتهم على مصر.
- استطاع جيش أسد الدين شيركوه هزيمة ضرغام، وإعادة شاور للوزارة، غير أن شاور نكث عهده مع نور الدين محمود فرفض الاعتراف بسيادة نور الدين على مصر، فحدث الصراع بين جيش أسد الدين شيركوه وشاور، الذي استنجد بالصلبين للتخلص من جيش أسد الدين شيركوه، ولكن في النهاية انتصر جيش أسد الدين شيركوه، ودخل مصر أخيرًا، ليصبح بذلك الحاكم الفعلي لمصر، ولكنه لم يلبث أن توفي بعد شهرين فقط، فخلفه على حكم مصر ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي.
قيام الدولة الأيوبية
بعد أن أصبح صلاح الدين حاكم مصر من قبل نور الدين محمود، بدأ يثبت أقدامه في مصر، وعين عمالًا جددًا على كل شئون مصر، وتصدى للخطر الصليبي، وأعاد مصر للخلافة العباسية، حيث قطع الخطبة على المنابر للخليفة الفاطمي، وأقام الخطبة للخليفة العباسي، وبعد وفاة نور الدين ترك ابنًا صغيرًا يبلغ من العمر أحد عشر عامًا، فتنازع الحكام المجاورين على السيطرة على ممتلكات نور الدين محمود في الشام، لكن صلاح الدين قد استطاع أن يضم ممتلكات نور الدين محمود في الشام، وكذلك مصر تحت إمرته، ليكون جبهة واحدة متماسكة تستطيع محاربة الصليبين وتحرير بيت المقدس من أيدي الصليبين، وكان ذلك حلم نور الدين محمود الذي توفي دون الوصول لحلمه، فحققه صلاح الدين الأيوبي، وأعلن قيام الدولة الأيوبية.
سقوط الدولة الأيوبية
بعد وفاه صلاح الدين الأيوبي تم تقسيم ممتلكات الدولة الأيوبية بين إخوته وأبنائه، الأمر الذي أضعف الدولة بشكل كبير، وتفتت الدولة، وانشغل كل منهم بولايته، بل وحدثت الصراعات بينهم، فضعفت الدولة، وكان أبناء البيت الأيوبي يشترون المماليك لخدمتهم بأعداد كبيرة، حتى ازداد نفوذهم بشكل كبير، فاستطاعوا قتل آخر ملوك الدولة الأيوبية، لتسقط بذلك الدولة الأيوبية وتقوم مكانها دولة المماليك.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 20,905
كل ما تريد معرفته عن الدولة الأيوبية
link https://ziid.net/?p=94134