كيف تتحدث مع الآخرين بسلاسة وتبدأ حوارًا ناجحًا مع الغرباء
الحوار هو أساس وجود البشرية، والحوار الناجح أحد أهم أسباب السلام على الأرض، لا تستسلم للعوائق وتعلم كيف تُقِيم حوارًا فعالا وناجحا
add تابِعني remove_red_eye 29,562
- وسأذكر لكم أكثر النقاط التي استوقفتني في الكتابين، أولًا قبل أن ننتقل لنصائحي لكم، ومن أهم النقاط المشتركة التي تحدَّثَ عنها كينج وغالو ما يلي:
- 1- ابتسِمْ وتحدَّثْ بإيجابية
- 2- تعلَّم لُغة الجَسد ولُغة العيون
- 3- لا تُحبِط الآخرين
- 4- استَمِعْ إليهم بكلّ جوارحك
- 5- دعهم يتحدثون عن أنفسهم
- في الختام
- إليك أيضًا
كما وعدتكم في المقالة السابقة سأحدثكم اليوم عن كيفية التحدُّث مع أيّ شخص حتى لو قابلته لأول مرة، ولكن قبل أن أبدأ سأخبركم بأكثر شيءٍ كنتُ أكرهه في قِسم علوم الاتصال والإعلام وهو كلمة “علوم الاتصال”، وفي بداية دخولي الجامعة كنت أفتخر بوجودي في قسم الإعلام والصحافة، ولكني كنت مُحرَجة من كلمتَيْ علوم الاتصال، وكأن هذا القسم في كلية الآداب يختلف كُليًّا عن كلية الإعلام بجامعة القاهرة.
على الرغم من أن المواد الدراسية متشابهة تقريبًا، وحتى بعد معرفتي بأن أغلب الصحف والمؤسسات الإعلامية يُفضلِّون خِرِّيجي قسم علوم الاتصال من جامعة عين شمس أكثر من خريجي إعلام القاهرة، كل هذا لم يقنعني أبدًا بأهمية دراسة علوم الاتصال، ولكن بعد تخرجي اكتشفت أن التواصل مع الآخرين، وكيفية إيصال الرسالة الإعلامية هي أهم معلومة عرفتُها في الجامعة، ولهذا بدأت في تجميع كل الكتب التي تتحدث عن فنون التواصل، ومنذ عامٍ تقريبًا ذهبتُ للمكتبة وأخذتُ نسخةً من كتاب لاري كينج “How to talk to Anyone, Anytime, Anywhere”، ونسخةً من كتاب الصحفي الأمريكي كارمن غالو “Talk Like TED”
وسأذكر لكم أكثر النقاط التي استوقفتني في الكتابين، أولًا قبل أن ننتقل لنصائحي لكم، ومن أهم النقاط المشتركة التي تحدَّثَ عنها كينج وغالو ما يلي:
1- في حديثك مع أيّ شخص يجب أن يتوفر في الحوار (3) عناصر جذب مهمة، وهي:
- أَخْبِرهم معلومات جديدة.
- أَخْبِرهم قصصًا يتذكرونها دائمًا.
- تحدَّثْ مع الآخرين بقلبك.
2- اعْرِضْ وجهة نظرٍ مختلفة للمواضيع الاجتماعية الأكثر شيوعًا.
3- تحدَّثْ عن مواضيعَ مختلفةٍ وتجاربَ غيرِ مألوفة للآخرين.
4- لا تتحدَّثْ عن نفسك طوال الوقت.
5- افتَحْ نِقاشًا مع الآخرين بسؤال “لماذا”؟
6- أَظْهِر التعاطُف مع تجارِب الآخرين المؤلِمة.
7- لا تَنْسَ أنّ الحوار المثاليّ لا يخلو من المواقف الطريفة والفكاهة.
8- حاوِلْ أن تكون لك هُويّة خاصّة أثناء حديثك مع الآخرين.
والآنَ دَعُوني أُخْبِركم عن أهم النصائح التي يجب أن تَتَّبِعوها -من وجهة نظري- لبدء مناقشة مع أيّ شخص حتى ولو كان شخصًا تقابِله لأول مرة.
1- ابتسِمْ وتحدَّثْ بإيجابية
أتذكر أني ذهبت لأغلب شوارع القاهرة والجيزة بسبب عملي في الصحافة خلال السنوات الماضية لدرجة أني حفظت أسماء الشوارع ومحطات المترو، وفي كل مرة كنت أذهب لعنوان جديد كنت أوقف المارة في الشارع وأسألهم عن الطريق، واعْتدتُ وَقْتَها على نزع نظارتي الشمسية والابتسام لهم قبل سؤالهم عن العنوان، ومؤخَّرًا كنتُ أنزع الكمّامة قبل التحدث مع أيّ شخصٍ، وسبب ذلك هو كَسْر الجليد بيني وبينهم.
تخيَّلْ لو ذهبت لشخصٍ لأول مرة وأنت عابِسٌ وسألتَه بتأفُّف عن شيءٍ ما، هل تعتقد أن ردَّ فِعله تُجاهَك سيكون مُشابِهًا لردّ فِعله تُجاه شخصٍ تحدَّث معه بأُلْفة وابتسامة؟ لذا نصيحتي الأولى لكم هي أن تبتسموا لأن الابتسامة لها سِحرٌ خاص، وتذَكَّروا حديث سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم-: (تَبَسُّمُك في وَجْه أَخِيكَ لك صدَقةٌ).
2- تعلَّم لُغة الجَسد ولُغة العيون
أفضل طريقة للتواصل الناجح مع أيّ شخص هي قدرتك على قراءة أفكاره ومشاعره من خلال نظرات عيونه ولغة جسده؛ لأن التواصل عبارة عن مجموعة عوامل متداخلة بعضها مع بعضٍ، والكلام الشفوي لا يمكن أن نعزله عن تعبيرات الوجه، أتذَكَّر أنّ أغلب مناقشاتي مع الآخرين أنهيتُها مع الطرف الآخر بسبب تعبيرات وجهه المُصطَنَعة؛ لذا حاوِلْ أن تفهم الرسالة التي يريد الطرف الآخر إيصالها لك حتى لو حاول إخفاءها بكلامه الشفويّ.
3- لا تُحبِط الآخرين
أسوأ شيء يقع فيه البشر هو الحديث مع الآخرين بسلبية؛ فمثلًا نرى أحدهم يتحدَّث عن جامعته بشغفٍ وفجأة يقاطعه شخصٌ ويقول: أتقصد تلك الجامعة؟ لا بد أنك جُنِنتَ حقًّا، ألا تعلم أن خِرِّيجي جامعتك لا يجدون فرص عمل بعد تخرجهم، وكل الشركات تنظر إليكم وكأنكم دفعتم ثمن شهاداتكم.
لاحظوا أن التحدث بسلبية عن بلد شخص آخر أو عن جامعته وحُلْمه لن يجعل الآخرين يتجنَّبون الحديث مع هذا الشخص فحَسْب، بل سيُصنِّفونه كشخصٍ غير موضوعيّ وسَطْحيّ؛ لأنّ البشر بطبيعتهم يَشعرون بالاستياء من أيّ شخص يُقلِّل من قيمة الأشياء التي يُقدِّرونها ويعتزّون بها، ولذلك حاوِلْ أن تستمع للآخرين حتى ولو اختلفتم في الآراء، وحاوِلْ على الأقل أن تحترم شَغَفهم.
4- استَمِعْ إليهم بكلّ جوارحك
في العادة نتعلم الحروف الأبجدية لأيّ لغة قبل الشروع في تعلمها، أليس كذلك؟ وبالنسبة للتواصل، فحروفه الأبجدية التي يجب أن نتعلمها أولًا هي “الاستماع الجيد”؛ لأن الاستماع لما يقوله الآخرون وتفاعُلك مع حديثهم هو الشيءُ الوحيد القادر على خلق تواصُلٍ فعّالٍ بينكم؛ لأنهم سيشعرون باهتمامك، واهتمامك بحديثهم معناه أنك حقًّا تحترمهم وتُقدِّرهم، وبما أنّ الشيء بالشيء يُذْكَر يجب أن أُخْبركم أنّ أهمَّ علَامة من علَامات إعجاب شخصٍ ما بكَ هي استماعه لك باهتمام، حتى ولو كان الموضوع لا يعنيه، هو فقط يرغب في الاستماع لكل كلامك ولا يرغب في مقاطعتك أبدًا.
5- دعهم يتحدثون عن أنفسهم
البَشر بطبيعتهم يُحبِّون التحدث عن تجاربهم ونجاحاتهم، وحتى قصصهم الحزينة يريدون أن يشاركوها مع الآخرين؛ لذا دَعِ الآخرين يتحدثون عن أنفسهم لأنك بذلك ستكسر الجليد، وستزيد الألفة بينكم، ولكن على الصعيد الآخر يجب أن تحذر من تلك النقطة لأنها سلاحٌ ذو حَدَّيْن؛ لأنك لو تحدثت عن نفسك كثيرًا أمام الآخرين سيعتبرونك مغرورًا وتتباهى بما لديك بل أن أغلبهم سينظرون للأمر وكأنك تَسْخَر منهم، أو تتفاخَر لتُشعرهم بأنهم أقلّ منك شأنًا؛ لذا دعهم يتحدثون عن أنفسهم وحاول أن تُشارك نجاحاتك مع الناجحين وأن تراعي مشاعر الآخرين ونواقِصهم؛ لأنّنا كُلّنا نفتقد شيئًا في هذه الحياة، والأرزاق مُوزَّعة على البَشر بالتساوي، ومنها النجاح والمال والبَنون والرضا والصحة…الخ.
في الختام
حاوِلْ أن تجد نقطةً مشتركة بينك وبين أيّ شخص تريد التحدُّث معه لأول مرة، وأسأل الآخرين عن آرائهم، وحاوِلْ أن تجعل الحديث يستمرّ بالأسئلة المفتوحة، وأهمّها سؤال “لماذا؟”؛ لأن سؤالَ “لماذا” سيجعله يتحدث عن الموضوع باستفاضة، وبذلك ستكون وسَّعتَ دائرة النِّقاش بينكم، ولا تَنْسَ أن تقرأ عن كلّ شيء؛ لأن الثقافة والمعرفة ستساعدك على إدارة حوارٍ ناجح مع أيّ شخص في أيّ وقتٍ وأيّ مكانٍ.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,562
إن كنت تعاني من صعوبة في إدارة الحوار .. إليك هذا المقال
link https://ziid.net/?p=89472