كيف تستفيد للحد الأقصى من التعلم الرقمي
لم يعد التعليم عن بعد رفاهية كما كان من قبل، بل أصبح ضرورة وأسلوبًا متبعًا في كل دول العالم لذا يجب أن نلحق بهذا الركب وأن نستغله
add تابِعني remove_red_eye 25,317
نحن محظوظون، في زمن ليس ببعيد كان الوقت والمكان عائقًا كبيرًا لتعلم شيء ما، لبعده الجغرافي أو لضيق الوقت أو كلاهما، أما الآن فبكبسة زر نستطيع تعلم أي شيء من أي مكان في أي وقت، بغض النظر أين تسكن وأين يسكن معلمك.
ولكن لسوء الحظ كل سيف له حدان، التعلم الرقمي مفيد للغاية، ولكنه أيضًا قد يضرّ إن لم تتعلم كيف تستفيد منه بصورة صحيحة، فكرة أنك متاح وأن الوقت مفتوح أمامك يحعلك في ضغط دائم، لأنك تضطر لمضاعفة طاقتك، وبالتالي شعور تام بالإرهاق وفقدان التركيز أخر اليوم.
حسنًا… ما العمل إذا ؟ السر في بضع خطوات تحسن وتطوير إنتاجيتك وبالتالي تركيزك وتعلمك:
1- اختر أفضل وقت بالنسبة لك
يعتبر وقت الصباح هو أفضل وقت للتعلم، فهو بداية اليوم وأنت بكامل نشاطك وقوتك، وقوة إرادتك تكون بملئها، وستتجنب أي مقاطعات أو إزعاجات. لو اخترت نهاية اليوم غالبًا ستظل تؤجل للغد، فأنت اليوم متعب، وغدًا لديك موعد مع أصدقائك، وغدًا زيارة أقاربك، وغدًا الذي تريد أن تدرس فيه لن يأتي أبدًا. لتفعل ذلك ليس عليك أن تستيقظ قبل موعد عملك بأربع ساعات مثلا، بل عليك فقط الاستيقاظ ساعة واحدة أبكر من موعد استيقاظك، ادرس قليلًا ثم اذهب. تستطيع كذلك أن تستفيد من وقت القيادة للعمل أو المواصلات عن طريق الاستماع إن كنت تدرس لغة مثلًا.
ولكن، كل شخص له وقته المثالي، قد لا يكون الصباح أفضل وقت لك، ويكون الليل هو فترة انتعاشك العقل، إذًا ادرس بالليل، وقد تكون فترة الظهيرة في وقت راحتك في العمل مثلًا. أي وقت تراه مناسبًا بالنسبة لك أنت، المهم أن تلتزم في ذلك الوقت التزامًا تامًّا وتنهي كل ما هو مطلوب وتركز تركيزًا شديدًا.
2- شغل وضع ممنوع الإزعاج
هناك العديد من التطبيقات التي تساعدك على التركيز، والتي تمنعك من استخدام هاتفك كليًّا- وليس فقط وقف وسائل التواصل الاجتماعي- أثناء العمل أو الدراسة، كتطبيق forest الذي يساعد على التركيز بطريقة ممتعه.
3- غير طريقة تفكيرك
وسائل التواصل الاجتماعي كما جلبت لنا سهولة التواصل مع الأصدقاء والأقارب وأي شخص بشكل عام في أي مكان وأي وقت، جلبت لنا كذلك أمراض نفسية واجتماعية جديدة، مثل ذاك الذي يدعى FOAM) The fear of missing out).
نحن نظل ننظر لهواتفنا للاشيء، هكذا دون هدف محدد، بل وأحيانا نتوتر حينما يغيب عنا ونذهب لنتفقد فيس بوك من قال ماذا، وتويتر ما ترند الساعة، وإنستجرام من رفع صورة جديدة، وتظل الدائرة تدور ونظل مكبلين بهواتفنا حتى نهاية اليوم، وفي نهاية اليوم ما الاستفادة؟ صفر. لذا، حتمًا لا بد من أن نتخلص من هذا الفكر، لا شيء سيفوتك صدقني، وإن فاتك فستعلمه عاجلًا أم آجلًا، لن يضرك شيء إن علمت خبرًا ما بعد حدوثه بيوم مثلًا.
قرر قبل أن تبدأ دراسة رقمية أن تترك هاتفك، تفقد فقط بريدك الإلكتروني سريعًا ورد على المهم فيها، ثم توقف، وتذكر التطبيق الذي ذكرته لك سابقًا، أو غيره من التطبيقات التي ترتاح لها، وركز، وفي نهاية اليوم لن تدخل دائرة الندم، أعدك.
4- أخبر من حولك أنك لن تكون متاحًا
تستطيعي تخطي هذه النقطة إن كنتِ أما لأطفال أقل من السابعة، أعلم ذلك ولا تَقِسْ على نفسك، فأنتِ تقومين بمهمة عظيمة لا تقل أهمية عن عملية التعلم. أيّ شخص قادر على ذلك، أستأذن أهل بيتك أنك لن تكون متاحًا الفترة كذا لأنك ستدرس وتريد التركيز، وأنك لا تريد أيّ مقاطعات إلا في حالات الطوارئ، قد لا يتفهمون في البداية ولكن سيحترمون وقتك بعد ذلك.
اترك هاتفك خارج الغرفة التي ستدرس فيها، لتزيد من تركيزك وإنتاجيتك، ولا ترد على أي مكالمة أو رسالة أبدا إن اضطررت أن تجعل هاتفك بقربك لأي سبب.
5- انتقل من مرحلة المفروض لمرحلة اللازم
كلنا لدينا أشياء كثيرة -المفروض- أن نقوم بها، كالرياضة، الاهتمام بشرب الماء، الاستفادة من الوقت وغيرها… كل هذه الأشياء تظل هناك، لأنها ليست من الأولويات، هي فقط أشياء نضعها في الحسبان لنفعلها يوما ما، ونعلم جميعًا أن هذا اليوم قد لا يأتي. في مسألة التعلم، بمجرد أخذك للقرار أصبح الأمر بالنسبة لك أولوية، لزامًا عليك فعله، التزامًا يجب عليك أن تقوم به، بمنتهى الحب بالطبع لأن التعلم الرقمي غالبًا ما يكون اختيارك الحر.
في النهاية، التعلم عن بُعد أمر ممتع ومفيد للغاية، وكلنا نستطيع أن نستفيد من أي كورس على الإنترنت منتهى السهولة، فقط قليل من الصبر مع كثير من الالتزام.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 25,317
مقال هام حول التعلم عن بعد وكيفية تحقيق أفضل استفادة من الأمر
link https://ziid.net/?p=69127