كيف تصبر على التعلم المنزلي

التعليم عملية مملة، لن أزين لك الأمر، وأخبرك أنه عملية شيقة وممتعة وما إلى ذلك، الممتع والمشوق هو المعلومات التي نتعرف عليها، أو في الوقت الذي نذهب فيه للمدرسة والجامعة، مشاركة الأصدقاء لنا في عملية الاستذكار والشرح، ومؤخرًا أصبح التعليم يعتمد على الانترنت والبقاء في المنزل، فزاد ملل عملية التعلم، ونفذ الصبر وأصبح الجميع لا يطيقون التعلم، ويشعرون بأنهم محبطون، لا يريدون البقاء في المنازل فترة طويلة، يشعرون بأنهم غير قادرين على المضي قُدمًا في رحلة التعلم، فكيف يمكن أن تزيد صبرك، وأن تشحذ عزيمتك، فنحن ما زلنا لا نعرف، هل ستطول مدة المكوث في المنزل أم ستقصر، هل سنظل محتجزين في منازلنا لنصف الوقت، أم أننا سنخرج للحياة مرة أخرى.

تعاطف مع نفسك

اغفر لنفسك شعورها بالملل والحزن، لا تجلد ذاتك لأنك تشعر بأنك غير قادر على المضي قدمًا في عملية التعلم، أنت بشر، والبشر يملون، يتعبون، يملئون جنبات الأرض بالصراخ والحزن والغضب والملل، لسنا ملائكة، لذلك ساعد نفسك بأن تسامحها، لأنك حينما تسامحها ستساعدها على تجاوز تلك الاحباطات، ومن ثم المضي في طريقها، الذي تريد أن تصل من خلاله إلى نتيجة رائعة، يمكنك أن تساعد نفسك باستخدام عدة طرق مثل:

•  أن تكتب أحاسيسك السلبية تلك، وتدير محادثة قصيرة بينك وبين نفسك، وتخبرها أنها لم تقصر، وأن الملل والغضب من حقها، والحزن كذلك من حقها.
•  أن تخبر نفسك بعض الكلمات المشجعة، أنت لا تحتاج أن يربّت أحد على كتفك، ربّت أنت على كتفها، وأخبرها أنها تبلي حسنًا.

رتب جلسة مذاكرة بينك وبين أصدقائك

منذ أسبوعين انضممت لدورةٍ تدريبية عن فن الكتابة الأدبية، ومن حسن حظي أن الكثير من الأصدقاء يشاركونني فيها، لذلك وأثناء فاعليات الدورة أشعر بالألفة والسعادة، لما يشيع فيها من جو من الألفة، لأن الأصدقاء هم من يقومون بتهوين الحياة في أعيننا وجعلها رائعة بدلًا من رؤيتنا الغاضبة لها، لذلك إن كنت تريد أن تكسر الملل الذي تشعر به أثناء التعلم المنزلي، اتفق مع أصدقائك على القيام باستخدام أحد برامج المحادثة، من أجل أن تقوموا باستذكار أحد الدروس، يمكنكم اختيار واحد منكم يجيد الشرح، ليشرح لكم الدرس مجددًا، يمكنكم أن تجعلوه اجتماعًا للترفيه وتبادل الأحاديث أيضًا لكن اجعل الأصدقاء حاضرين دائمًا، حتى ولو من وراء شاشة، حتى ولو في البعد.

حدد ساعات مذاكرتك

حينما تضع لنفسك جدولًا محددًا سيقوم عقلك ببرمجة نفسه أن هذا هو وقت المذاكرة، في ذلك الوقت أبعد كل ما من شأنه أن يشغلك عن أداء مهمتك، لا تستخدم الإنترنت الا للضرورة، فكر أن مديرك هنا وأنك في عملك، هل ستقوم بفتح هاتفك أمامه أم أنك ستخاف من الفصل، أو من أن يتم خصم جزءٍ من راتبك، لذلك لا تستهن، ضع وقتك للمذاكرة بدقة، وحاسب نفسك إن هي انتهكت تلك القاعدة، لا تتساهل في تلك القاعدة بالذات، لأنك إن تساهلت لن تتمكن من إتمام أي شيء خططت له، في ذلك الوقت افعل ما يأتي:

•  أبعد هاتفك عن ناظريك، ولا تستمتع إلى الصوت الذي يخبرك لننظر للهاتف لدقيقة واحدة فقط، إنه صوت مؤذٍ، لن يفيدك.
• ابدأ بالأصعب، لأنك حينما تبدأ بالسهل ستأخذك الحماسة الأولى، وحالما تصل للأصعب تشعر بالتعب، لأن عقلك أرهق، لذلك من الأفضل أن تبدأ بالأصعب دائمًا.
•  يمكنك استخدام تقنية المذاكرة التي تعتمد على العمل لمدة (25) دقيقة والراحة لمدة خمس دقائق، وحينما تكتمل أربع فترات تلجأ لربع ساعة متواصلة من الراحة، لكن في راحتك ابتعد عن الهاتف حتى لا يشتتك.

حدد وقتًا للراحة

كما حددت وقتًا للمذاكرة، حدد وقتًا لراحتك واستمتاعك، وضع خطة مناسبة لإسعاد نفسك، يمكنك في وقت الراحة أن تفعل ما يلي.

•  أن تتابع حلقة من مسلسل رشحه الأصدقاء للمشاهدة، أو حتى فيلمًا.
•  ممارسة هواية من هوايتك المفضلة، بل يمكنك العمل عليها وتنميتها.
•  يمكنك الاسترخاء في الجلوس مع أخوتك، أو أهلك، أو حتى محادثة أحد أصدقائك.
•  يمكنك أن تمارس الرياضة في المنزل لتعوض قلة حركتك الناتجة عن المكوث طويلًا في المنزل بلا أي حركة.

اهتم بالمكان

المكان الذي تجلس فيه طوال الوقت، ما لم يكن مريحًا لن تتمكن من أداء واجباتك، أنا مثلًا لا يمكنني العمل حينما تكون غرفتي غير مرتبة، وكذلك لا يمكنني المذاكرة، كانت لي صديقة لا تتمكن من التركيز ما دامت المصابيح منيرة كلها، لذلك كنا نخفف درجة الضوء لئلا تتعب عينيها، فالمكان من أهم العوامل التي تدفعنا لاستكمال ما بدأناه أو لا، لذلك:

•  احرص ان يكون مكان مذاكرتك مرتبًا.
•  احرص على درجة الإضاءة المناسبة لك.
•  لا تجعل أشياءك مبعثرة، ولا تضع كل المواد أمامك.
•  احرص على التجديد حتى لا تشعر بالملل مثل: قلم جديد، دفتر جديد، بعض الأوراق الملونة والزاهية، يمكن شراء مصباح للمكتب.
•  احرص على تهوية المكان، ومن الأفضل أن يكون مكانًا قريبًا من مصدر لأشعة الشمس.

تذكر هدفك دائمًا

لماذا أنا هنا؟ دائمًا ما أسأل نفسي أثناء مذاكرتي، لأن تلك هي أكثر الطرق التي تفيدك وهي تذكير نفسك بالهدف الذي تذاكر لأجله، بالهدف الذي تترك نومك وراحتك، وتضحي فيه بوقتك، أن تعرض نفسك لكل تلك الضغوط، هو أنك هنا لأنك تحب هذا المجال، لأنك تريد أن تصبح شيئًا، لأنك تريد أن تكون الشخص الذي لطالما حلمت به، لذلك حينما تشعر بالملل، أو الغضب من وضعك الحالي، تذكر ماذا تريد، لأن الهدف هو الذي يجعلك تمضي في طريقك دون أن تشعر بالملل أو غيره.

اكتب أهدافك أمامك، اكتب كذلك العبارات التحفيزية التي تلهمك، والتي تجعلك سعيدًا، اكتب عن كل ما تريد تحقيقه وحينما تشعر بالإحباط والملل عُد إليه، واقرأه من أجل أن يساعدك، ويذكرك بما تتعب من أجل أن تحققه.

أخيرًا، لا تجعل أي شيء يشعرك بالحزن والخوف، واعلم دائمًا أن كل ما تفعله ستجد نتيجته، وان المجهود المضاعف الذي تبذله من أجل التكيف والتأقلم، سيحسب لك، وستفرح بالنتائج حينما تصل إليها.

إليك أيضًا

• كيف تستفيد للحد الأقصى من التعلم الرقمي
• تجربتي مع التعلم الذاتي عبر الإنترنت
• اتجاهات التعلم الإلكتروني الثمانية الأعلى لعام (2020م)