كيف استقبل هرقل عظيم الروم رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم-
قرر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إرسال الرسائل إلى كافة ملوك وأمراء العالم المعاصر خارج الجزيرة العربية، ليدعوهم إلى الإسلام
add تابِعني remove_red_eye 20,948
بعد أن استقرت الأوضاع في الدولة الإسلامية، وهدأت الأوضاع بين المسمين والمشركين وخاصة بعد عقد صلح الحديبية بين المسلمين وقريش، قرر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبسبب حرصه على نشر الإسلام أن يقوم بإرسال الرسائل إلى كافة ملوك وأمراء العالم المعاصر خارج الجزيرة العربية، ليدعوهم إلي الإسلام، فكانت هذه الرسائل هي وسيلة الدعوة في ذلك العهد، فكتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسائله لهؤلاء الملوك وأرسلها مع رسله الذين اختارهم من المسلمين.
وكانت هذه الرسائل تحمل ختم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان من بين الملوك الذين أرسل لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسائله اثنين كانا على رأس أعظم دولتين في العالم في ذلك الوقت، هما هرقل عظيم الروم وكسرى ملك الفرس فما موقف هرقل من رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكيف استقبلها؟ ولماذا لم يدخل في الإسلام؟
رسالة النبي إلى هرقل عظيم الروم
كانت دولة الروم في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- دولة عظمى، فبعث لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقيصر، وهو حاكم الروم، وكان هرقل هو حاكم الروم، أو الدولة الرومانية في ذلك الوقت برسالة مع رجل من المسلمين يدعى دحية الكلبي، تنم عن عزة الإسلام، وقد جاء في الرسالة: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَسْلِمْ تَسْلَمْ”.
ولو تأملنا نص هذه الرسالة، نجد أنها تعكس عزة الدولة الإسلامية، فها هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخاطب حاكم أقوى إمبراطورية في العالم في هذا الوقت، إمبراطورية عمرها أكثر من ألف عام، والدولة الإسلامية لا تزال دولة ناشئة لا يتعدى عمرها الثلاث سنوات، ولا يتعدى تعداد جيشها ثلاثة آلاف جندي، بينما نجد أن جيش الدولة الرومانية قد يصل إلى المليون جندي، بأحدث التجهيزات.
ولكن على الرغم من كل ذلك لم يخش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إرسال رسالته لهرقل ونجد أنه -صلى الله عليه وسلم- قد ذكر اسمه قبل اسم هرقل، ولم يكن ذلك بالشيء الهين أن يرسل أحد خطاب لهرقل ويذكر اسمه قبل اسم هرقل، ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعل ذلك.
موقف هرقل من رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم-
كان هرقل يدين بالنصرانية، وكان معروفًا عن هرقل أنه مسيحي متدين، قد نذر أن يحج ماشيًا إلي بيت المقدس، فلا بد أنه قرأ في الإنجيل عن نبي سوف يأتي آخر الزمان، وسوف يظهر هذا النبي في جزيرة العرب، وعلى الرغم من أن الرومان كانوا ينظرون للعرب الذين يعيشون في الجزيرة العربية بشيء من الدونية على أنهم بدو يعيشون في الصحراء، بعيدين عن كل مظاهر المدنية والحضارة.
إلا أن هرقل قد أخذ رسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على محمل الجد، وأظهر الاحترام لهذه الرسالة، ويقال أنه كان يريد الدخول في الإسلام لولا من حوله في البلاط الملكي، حيث كان رجال البلاط يرفضون بشكل قاطع الدخول في الإسلام.
حديث هرقل مع أبي سفيان بن حرب
وقد أمر هرقل جنوده أن يأتوا له ببعض العرب الذين يأتون إلى بلاد الشام للتجارة، وكان هرقل في ذلك الوقت في بيت المقدس، وكان أبو سفيان بن حرب في ذلك الوقت في فلسطين للتجارة -ولم يكن أبو سفيان قد دخل في الإسلام حتى ذلك الوقت، حيث إنه أسلم بعد فتح مكة-، فأخذه الجنود إلى هرقل الذي أخذ يسأل أبو سفيان عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولما انتهى أبو سفيان من حديثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له هرقل: “فإن كان ما تقوله حق فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلمُ أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلصُ إليه لتجشَّمْتُ لقاءَهُ، ولو كنت عنده لغسلتُ عن قَدَمِهِ”.
فها هو هرقل يعترف بصدق دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويعلم صدق نبوته، ولكن هرقل قد فضل الملك على الدخول في الإسلام، فهو يعلم جيدًا أنه إذا دخل في الإسلام فسوف يقتله الروم، فهؤلاء الروم الذين يحكمون أكثر من نصف العالم في ذلك الوقت يرفضون الانصياع لرجل من شبه الجزيرة العربية، ولكنهم لم يكونوا يعلمون أن نهاية دولتهم سوف تكون على أيدي هؤلاء العرب الذين جاءوا من الجزيرة العربية، ليفتحوا جميع البلدان التي كانت في قبضة هؤلاء الروم، وخاصة بعد الضعف الذي دب في أواصل الدولة الرومانية، لينشروا الإسلام فيها، وتصبح بلادًا إسلامية، فنجد عمرو بن العاص وعبيدة بن الجراح، وخالد بن الوليد، وشرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان، ينتصرون على الروم في العديد من المعارك حتى دانت لهم البلاد التي كانت في قبضة الروم.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 20,948
هل تعرف من هو هرقل؟
link https://ziid.net/?p=94367