هذا الموضوع أهديه إلى كل أم تذاكر مع أطفالها، تشاركهم في كتابة واجباتهم المدرسية، تحاول أن تشرح لهم تلك المسألة أو هذه القاعدة، لكل أم تغضب وتصرخ بعصبية أثناء المذاكرة، أو محاولة شرح أمر ما لطفلها، أهديك هذا المقال، وأتمنى أن يساعدك ولو قليلًا.
المذاكرة لطفلك الذي لا يشغل باله سوى ألعاب الحاسوب، أو برنامج الكارتون هو أمر صعب ومؤلم، ويجعلك تشعرين بالإحباط، واليأس، وقد تلجئين إلى الصراخ لتفريغ طاقة الغضب داخلك، وذلك بعد أن قمت بالشرح للمرة العاشرة، ولكن طفلك ما زال ينظر إليك كمن يراك للمرة الأولى في حياته. دعيني أخبرك أولًا أنك لست وحدك، صدقيني أنا لا أعرف أُمًّا واحدة من كل أصدقائي وأفراد أسرتي تذاكر لأطفالها ولا تمر بما تمرين به، ولا تصدقي مَن تخبرك بأن المذاكرة للأطفال أمر لطيف أو محبب لديها، جميع الأطفال واحد، وجميعنا نقترب كل يوم خطوة تجاه الانهيار العصبي بسبب المذاكرة لهم. ولكن دعيني أخبرك ببعض التقنيات التي جربتها لأقلل من شعوري بالغضب والعصبية وقت المذاكرة ونجحت معي.
أولًا: لا تتوقعي
لا تتوقعي أي شيء من طفلك، نعم لا تتوقعي أن يفهم من المرة الأولى، أو أن يحسن الحل، أو أن يدرك الفرق بين الـ b و الـ d أيضًا، فالطفل حين تخبرينه أنه وقت المذاكرة، تنخفض كل قدراته الذهنية، ويصاب بحالة من البلاهة والبلادة، والنعاس، وكذلك بعض أمراض الصدر والجهاز التنفسي كالكحة والعطس، ولكن لا بأس فأنت لم تضعي توقعات، وبالتالي أنت مستعدة لأي احتمالات.
ثانيًا: الأمور الروتينية
قبل الجلوس إلى الطاولة لاستذكار الدروس عليك أن تنتهي من كل الأمور الروتينية، اسألي طفلك:
- هل تشعر بالجوع؟
- بالعطش؟
- بالرغبة في الدخول إلى المرحاض؟
- في مهاتفة الجد والجدة؟
إن كانت الإجابات كلها بلا فأنت مستعدة للبدء، أما إن كان يريد أيًّا من الأمور السابقة، فلابد من الانتهاء منها قبل البدء في المذاكرة.
ثالثًا: ارتدي قناع البرود
استقبلي كافة الإجابات الغبية، والردود السخيفة والنكات المكررة ببرود، حاولي ألا تصرخي، لأنك بهذه الطريقة تخبرينه بأنك متوترة، وإن شعر طفلك بتوترك سينقض عليك على الفور، لذا لا تتوتري، وارسمي ابتسامة على وجهك وضعي أعصابك بالمبرد.
رابعًا: العودة إلى المسار
سيحاول طفلك مرات ومرات أن ينحرف عن مسار المذاكرة، كأن يخبرك أن زميله قرر الرسم على وجهه في الحصة، أو أن المعلمة قررت أن تعطيهم عطلة إضافية، أخبريه أنك ستناقشينه في كل هذه الأمور الهامة بعد انتهاء المذاكرة، وبالفعل اسأليه عنها بعد الانتهاء من المذاكرة، حتى ولو لدقائق قليلة فقط.
خامسًا: نوعي في أسلوبك
الطفل ملول بطبعه، وبالتالي المحافظة على رتم أو وتيرة واحدة، وطريقة واحدة للشرح قد يجعله يمل، وبالتالي لن يركز مع ما تقولينه، لذا حاولي أن تنوعي طوال الوقت في طريقة شرحك، وفي الموضوعات التي تناقشيها، ويفضل أن تقسمي وقت المذاكرة على مادتين بدلًا من التركيز على مادة واحدة فقط طوال الوقت.
سادسًا: لا تتركيه وحده
نتخيل أننا بمجرد شرح الدرس، والانتهاء من التمرين أن الطفل صار جاهزًا للحل وحده، للأسف هذه النظرية خاطئة خاصة في السن الصغيرة، وتحديدًا قبل العشرة أعوام، يحتاج الطفل بقاءك بجانبه، ومساعدته من وقت لآخر حتى ولو بنظرة لتتأكدي أنه يسير على الطريق الصحيح.
سابعًا: التشجيع المستمر
هناك نتائج عظيمة وسحرية للكلمات المشجعة خاصة أثناء المذاكرة فبدلًا من كلمة “أنت لا تفهم” يمكنك قول “أعرف أنك بمزيد من التركيز ستفهم الأمر ويكون سهلًا عليك، فأنت ذكي” هذه الجملة ستجعل طفلك يتحمس ويقبل على المذاكرة بتركيز مضاعف يفاجئك أنت شخصيًّا.
ثامنًا: صعوبة المناهج
إن قارنت المناهج التي يدرسها الطفل اليوم في بداية المرحلة الابتدائية، ستجدي أنها نفس المناهج التي كنا ندرسها في نهاية المرحلة الابتدائية، أو بداية المرحلة الإعدادية، لذا هوني على نفسك، وعلى طفلك فالمناهج بالفعل ليست سهلة، وتحتاج إلى تركيز وجهد مضاعف لكي يتقنها الطفل جيدًا.
تاسعًا: المكافأة
تعودي أن تكافئي طفلك على الأداء الجيد، خاصة إن قام بالأمر لأول مرة، أو بعد مدة قصيرة، المكافأة ستحفزه وتدفعه لمزيد من التميز
عاشرًا وأخيرًا: لا تتعجل النتائج
سيصل طفلك إلى المرحلة التي ترضيك وسيصبح أفضل، ويتحسن مستواه بفضل مساندتك ومساعدتك له، والمذاكرة بشكل مستمر، لذا لا تيأسي ولا تتعجلي النتائج، وتأكدي أن الله لن يضيع عملك، وأن التكرار سيفيد طفلك ويجعله يتغير وستدركين هذا بنفسك.
إليك أيضًا
لكل أم تفقد أعصابها أثناء المذاكرة للأبناء.. إليك هذه النصائح
link https://ziid.net/?p=95500