كيف خرج بنو إسرائيل من التيه؟
بعد أن أنعم الله على بني إسرائيل بفتح بيت المقدس أمرهم أن يدخلوا وهم راكعون متواضعون شكرًا لله على منته وفضله
add تابِعني remove_red_eye 20,905
بعد أن خرج بنو إسرائيل من مصر مع نبي الله موسى هربًا من فرعون وجنوده، توجهوا إلى سيناء، وهناك أخبرهم موسى أن الله تعالى يأمرهم أن يدخلوا الأرض المقدسة –بيت المقدس– التي كتبها الله عليهم، ولكن كان على بني إسرائيل أن يقاتلوا الكنعانيين الذين كانوا يعيشون في فلسطين في ذلك الوقت، وكان معروف عن هؤلاء الكنعانيين أنهم قوم أقوياء، لذلك رفض بنو إسرائيل قتال الكنعانيين، وعصوا أمر ربهم ونبيهم.
وقالوا لموسى أن هؤلاء القوم جبارون، وأنهم لن يدخلوا فلسطين ما دام هؤلاء موجودين بها، بل والأكثر من ذلك أنهم قالوا لموسى اذهب أنت وربك فقاتِلا، فرفضوا القتال، وأخذ موسى يشكو لربه عصيان قومه، وأنه لا يملك من الأمر شيئًا، فهو لا يستطيع أن يقاتل هؤلاء الجبارين وحده، لذلك أنزل الله العقاب على بني إسرائيل، فكتب عليهم التيه لمده أربعين سنة، كلما اقتربوا من بيت المقدس ضيع الله عليهم الطريق، لكفرهم، وعنادهم.
ولكن موسى قد دعا الله أن يميته بالقرب من بيت المقدس، وبالفعل عندما توفي موسى في التيه توفي ودفن عند الكثيب الأحمر، على بعد رمية حجر من بيت المقدس، كما أخبرنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، لذلك لم يدخل بنو إسرائيل فلسطين في عهد موسى –عليه السلام–، إذا مات دخل بنو إسرائيل إلى فلسطين وكيف خرجوا من التيه؟
يوشع بن نون ودخول بيت المقدس
بعد وفاة موسى –عليه السلام–، بعث الله في بني إسرائيل نبيًّا اسمه يوشع بن نون –يقال إنه كان هو الفتي الذي اصطحب موسى عندما ذهب لملاقاة الخضر– فاستنفر بني إسرائيل لدخول بيت المقدس، وكان الجيل الذي رفض دخول الأرض المقدسة في زمن نبي الله موسى قد تجدد، وجاء من بعده جيل جديد، كان على الإيمان، فأطاع نبيه، واستجاب لملاقاة عدوه، وبالفعل تجمع جيش من مؤمني بني إسرائيل مع نبيهم يوشع بن نون، وذهبوا لفتح بيت المقدس، ولكن كانت المدينة –مدينة أريحا– شديدة التحصين فاستعصت عليهم.
ولكنهم صمدوا تلبية لأوامر ربهم ونبيهم، وحاصروا المدينة، واستمر الحصار لمدة ستة أشهر. وقد أثنى الله على بني إسرائيل واستبسالهم وصمودهم في القتال مع نبيهم يوشع بن نون، فقال تعالى: “وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ”.
وفي اليوم الذي سقطت المدينة في أيديهم ودخلوها في يوم الجمعة، وكانت الشمس قد قاربت على المغيب، وكانت ستبدأ ليلة السبت، وكان العمل والقتال محرمين على بني إسرائيل في يوم السبت، لذلك كان بنو إسرائيل يتمنون أن تتوقف الشمس حتى ينتهي القتال، وبالفعل نظر يوشع بن نون للشمس فقال لها: “إنك مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها علي”، وبالفعل توقفت الشمس إلى أن انتهى القتال، وتم فتح بيت المقدس. ولم تحبس الشمس لأي أحد سوى يوشع بن نون
بنو إسرائيل يعصون نبيهم مرة أخري
بعد أن أنعم الله على بني إسرائيل بفتح بيت المقدس أمرهم أن يدخلوا وهم راكعون متواضعون شكرًا لله على منته وفضله، وأن يقولوا “حطة”، أي حُطَّ عنا خطايانا، ولكن بني إسرائيل استهزأوا بها الأمر، بل وعاندوا، وبدلًا من أن يدخلوا بيت المقدس راكعين متواضعين دخلوا زحفًا على استاهم، وبدلًا من أن يقولوا “حطة”، أخذوا يسخرون ويقولون “حبة في حنطة”، فعاقبهم الله في هذه المرة بأن تفشى فيهم الطاعون.
الاستقرار في بيت المقدس
بعد أن رفع الله العذاب عن بني إسرائيل مرة أخرى، استقروا في بيت المقدس لفترات طويلة، وقد عاش فيهم نبيهم يوشع بن نون، يحكمهم بالتوراة، ويعلمهم عباده الله، إلى أن مات ودفن في بيت المقدس، وكان عمره حين وفاته مائة وسبعة وعشرين عامًا.
الخروج من بيت المقدس
بعد وفاة يوشع بن نون تعاقب على بني إسرائيل الكثير من الأنبياء، كان من بينهم: داود، وسليمان –وكان داود وسليمان ملوك وأنبياء في نفس الوقت–، ويحيى، وزكريا، وغيرهم من الأنبياء، فاستقروا في بيت المقدس لسنوات طويلة جدًّا، ولكن لم تختلف طبائعهم، وعصيان أوامر أنبيائهم، إلى أن جاء أحد الملوك الكلدانيين –البابليين– ويدعى بختنصر، وكان يتوسع على حساب ممالك العالم.
فحارب ملك الفراعنة، ولكن ملك الفراعنة حاول التصدي له، وقد عاونه بنو إسرائيل في فلسطين، ولكن بختنصر استطاع هزيمة فرعون مصر “نخاو”، ثم توجه بعد ذلك إلى بيت المقدس للانتقام من أهلها، فقام بتدمير المدينة، وقام بأسر اليهود وساقهم إلى بابل في عام596 ق. م، وهو ما يعرف بالأثر البابلي الأول، وبذلك خرج اليهود من بيت المقدس على يد بختنصر وتشتتوا، بعد أن دخلوها مع نبيهم يوشع بن نون، واستقرارهم فيها لعدة سنوات.
وربما يكون هذا المصير الذي لاقاه بنو إسرائيل على يد بختنصر كان بسبب فسادهم، وعصيانهم لأنبيائهم، فكان عقابًا لهم من الله تعالى، كما عاقبهم الله عندوا عصوا موسى بالتيه، وعندما عصوا يوشع بن نون بالطاعون، وقد فسر المفسرون الآية التي جاءت في سورة الإسراء بذلك، فقالوا إن الذي أصاب بني إسرائيل على يد بختنصر كان عقابًا من الله لهم: “فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا”.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 20,905
المزيد من القصص المثيرة لبني اسرائيل
link https://ziid.net/?p=92803