الذكاء الوجداني Emotional Intelligence هو إدارة مشاعر الذات ومراعاة مشاعر الآخرين.
ما أهمية الذكاء الوجداني؟
أولاً: المزايا الشخصية
1- معرفة الذات
ما فائدة التقييم الدقيق للنفس ومعرفة من أكون؟ معرفة الذات يقودنا إلى معرفة نقاط القوة والضعف التي نمتلكها وماذا نريد حقاً من هذه الحياة.
2- التحكم في مشاعرنا
أغلب أمراض هذا العصر نابعة من أمراض نفسية ناتجة عن عدم التحكم في المشاعر بشكلٍ سليم، ونقصد هنا المشاعر السلبية كالغضب واليأس والإحباط والاكتئاب..إلخ؛ فإذا استطعنا السيطرة على تلك المشاعر سوف نتجنب على الأقل الإرهاق والقلق والتوتر وارتفاع ضغط الدم.
ثانياً: المزايا المجتمعية
1- التفهم الشعوري Empathy
التفهم الشعوري هو تفهم لمشاعر الآخرين حتى إذا لم تمر بنفس التجربة، قد تكون مختلف مع شخصٍ ما؛ لكنك متفهم موقفه وتلتمس له الأعذار، على سبيل المثال شخص يسرد مشاكله مع البنوك والقروض، أنت تسانده وتنصحه بمستشارين ماليين لحل مشاكله، في حين أنك لا تتعامل مع البنوك وتنظر للقروض بنظرة “اجتنبوا الشبهات”.
2- التعاطف Sympathy
التعاطف مع الآخرين لأنك مررت بنفس التجربة، ففي المثال السابق على الرغم من معارضته للقروض المحملة بالشبهات إلا أنه آزر صديقة واقترح عليه مستشارين ماليين لمساعدته في مشكلته؛ لكن هنا الوضع مختلف تمامًا، المساندة والتعاطف ناتجة عن تجربتك السابقة والمريرة مع البنوك والقروض لهذا تعاطفت وتأثرت بكلامه لأنك تذكرت معاناتك فتأثرت بمشكلتك ومشكلته.
3- التكيف Adaptation
التكيف نقصد به المرونة في التعامل مع الآخرين سواء على الصعيد الشخصي أو الصعيد الاجتماعي وتجاوز السلبيات والتركيز على الإيجابيات.
طرق تطوير الذكاء الوجداني
أولًا: التطوير الذاتي
1- شخصيتي المثالية: ماذا أريد أن أكون؟ ما هي صورتي المثالية المستقبلية؟
2- شخصيتي الواقعية: من أنا الآن؟ ما هي نقاط قوتي ونقاط ضعفي؟
3- برنامج التطوير الذاتي: كيف بإمكاني الاستفادة من نقاط قوتي؟ ما هي الأمور التي يجب تطويرها في شخصيتي للوصول إلى شخصيتي المثالية؟
4- التمكن من شخصيتي الجديدة: ما هي المشاعر والسلوكيات والأفكار الجديدة التي يجب ممارستها والاعتياد عليها لتحقيق أكبر قدر من السيطرة على الذات.
5- الاستعانة بالآخرين لمساعدتك على الوصول للتغير الذي تصبو إليه.
ثانيًا: تطوير الذكاء الوجداني لدى الآخرين
1- استمع إليهم، وكن داعماً لهم.
2- عزّز ثقتهم بأنفسهم.
3- أثنِ عليهم وأعطِ لهم ملاحظات إيجابية ومتكررة.
4-ساعدهم على المحافظة على التوازن بين ذكائهم الوجداني وذكائهم الفكري.
نظرة على أشهر نظريات الذكاء الوجداني
“نظرية آرون بيك”
نظرية آرون بيك ناقشت الأفكار السلبية التي تسيطر على الفرد وتعوق ذكاءه الوجداني. ومن تلك الأفكار ما يلي:
1- التفكير الثنائي:
هو تفكير لا يقبل بأوساط الحلول، تحت شعار إما كل شيء أو لا شيء Everything or Nothing.
2- الاستنتاج العشوائي:
وهو وضع استنتاجات دون الاعتماد على بياناتٍ واقعية، فمثلًا أن يستنتج الشخص أن مديره يستمر في توبيخه لمجرد اضطهاده متجاهلاً عدم التزامه بالمواعيد وإهمال مهامه الوظيفية.
3- التصفية العقلية:
وهنا يركز الفرد على جانب سلبي واحد في الموقف، على الرغم أن الموقف في مجمله إيجابي، بالضبط كالمتشائم الذي لا يرى سوى نصف الكوب الفارغ.
4- التعميم التام:
وهو تعميم النمط باستمرار وبدون توقف، كأن تقول أن كل شركات الاتصالات لا تهتم بحملاتها الإعلانية، السبب الأساس في ظاهرة الطلاق هو النساء. بمعنى أكثر وضوحاً التعميم الزائد هو عبارة عن إصدار أحكام مطلقة.
5- التضخيم السلبي:
وهذا يتشابه إلى حدٍ كبير مع التصفية العقلية؛ ولكن التضخيم السلبي لا ينظر للإيجابيات قط، هو فقط يصب جل تركيزه على السلبيات ويضعها تحت المجهر.
6- التلقائية السلبية:
وفي هذا النوع من التفكير يربط الشخص أي رفض يتعرض له بشيء لا علاقة له بالرفض، فمثلًا قد يعتقد شخص أن لون بشرته السبب الحقيقي في عدم حصوله على وظيفة؛ لكنه إذا بحث حقاً عن الأسباب الحقيقية سيعرف أن رفضه لا علاقة له سوى بالمهارات التي يفتقدها.
7- لوم الذات:
وهذا التفكير نطلق عليه أيضاً “جلد الذات” فإذا حدث فشل ما في الحياة، وهذا شيء يحدث دائمًا مع الجميع، هذا الفشل لا يتقبله من يملكون شخصية استبدادية تجاه أنفسهم، ويستمرون في لوم الذات بشكلٍ مبالغ فيها.
8- الاستدلال الانفعالي:
وهذا النوع من التفكير يربط كل ما يحدث حسب انفعالات الشخص، وليس بناء على الموقف، فمثلاً قد يعتقد شخص ما أنه مخطئ نتيجة لمشاعر الغضب التي اجتاحته، على الرغم أن الموقف نفسه يثبت عكس ذلك.
9- عبارات الوجوب:
هذا النوع من التفكير يتقيد بمعاييرٍ صارمة، وعباراتٍ إلزامية، غير مرنة على الإطلاق.
10- التقليل من شأن الأحداث الإيجابية:
هذا النوع هو الأسوأ لأنه دائمًا ما يرى الأحداث الإيجابية وكأنها غير جديرة بالاحتفاء.
link https://ziid.net/?p=38401