6 صفات للمعلم الناجح في القرن ال21
المعلم مثل الجندي يواجه الدنيا متسلحًا بعلمه ومهاراته وعمره ويعي أنه يقوم بمهمة شاقة ولكنها عظيمة
add تابِعني remove_red_eye 1,955
كانت جدتي تخبرني دائمًا أن أفضل مهنة للمرأة هي أن تكون مُعلمة، فالمُعلمة قديمًا كانت تذهب للمدرسة وتكمل عدد حصصها ثم تعود للمنزل لتتولى شئون منزلها باقي اليوم بلا أعباء، كانت هذه فكرة جدتي وفكرتي أيضًا فقد نشأت لأبوين معلميْن، ولمعت فكرة محاربة الجهل في عقلي منذ الطفولة، أتذكر في الصف الأول الابتدائي درس في مادة اللغة العربية، ماذا تريد أن تصبح حينما تكبر؟ ولماذا؟ أجبت بكل ثقة مُعلمة لكي أنشر نور العلم، وأصبحت معلمة بالفعل وحققت حلمي، ولكن لكي تكون معلمًا يلزمك العديد من المهارات والتي سوف أتحدث عنها فيما يلي.
مهارة التعاطف والمحبة والرحمة
لكي تكون مُعلمُا يجب أن يكون لديك قدر كبير من التعاطف والمحبة والتراحم تجاه طلابك وعائلاتهم، استعد أن تطهو روحك وقلبك لكي تُطعم شغف قلوبهم وأرواحهم وتُشبع فضولهم للعلم، لكي تُنير لا بد أن تحترق يا عزيزي حتى ولو لم ترد ذلك، فالتدريس مهنة شاقة يلزمها الإخلاص والتفاني والكثير من الصبر والمحبة، المدرس الناجح هو الذي يدرّس من قلبه ويترك ذكراه بصمة في قلوب وعقول طلابه.
مهارة التواصل الفعال
لا يستطيع المُعلم أن يكون معلمًا في القرن الواحد وعشرين بدون أن يكون لديه مهارات التواصل الفعال، ربما كان المعلم قديمًا يتواصل مع طلابه وزملائه في العمل فقط ولكن الآن اختلف الأمر كثيرًا عمّا مضى، الآن يتواصل المعلم مع طلابه وأولياء الأمور وزملائه في العمل في مدرسته وفي المدارس الأخرى وإدارة المدرسة والمشرفين، لكل فرد منهم أسلوب تواصل وتفكير وطباع فيجب أن يكون المعلم على دراية بكيفية التواصل الفعال النفسي إلى جانب دوره الأساسي في التدريس والتعليم.
المرونة والاطلاع على كل ما هو حديث في مجال التدريس
التدريس في الكتاتيب قديمًا غير التدريس في المدارس غير التدريس عن بُعد، تغيرت تقنيات التدريس كثيرًا للمعلمين في القرن ال21 فأصبحوا يحتاجون للحاسب الآلي والإنترنت وأجهزة العرض والهواتف النقالة فيجب أن يكونوا على دراية كافية بكل جديد في أساليب التعليم، أنا معلمة لغة إنجليزية منذ عشر سنوات وكل عام لدينا تحديات وابتكارات لنتعامل معها وكل عام دراسي يختلف كثيرًا عن سابقه، بالتأكيد عام (2021) هو العام المتوج للتحديات فمن لم يطور نفسه سيفوته ركب العلم ولن يلحق به مرة أخرى إلا بالتعلم والتطور والإبداع والأهم من كل ذلك الشغف.
التعاون ومهارة العمل الجماعي
لا يوجد معلم على وجه الأرض يستطيع أن يعمل بمفرده؛ فالتدريس نتيجة مجهود جماعي من معلمي نفس المادة في المدرسة وزملائهم في نفس المدرسة وصداقتهم مع معلمي المدارس الأخرى والإدارة وأولياء الأمور وحتى الطلاب، ولا ننسى دور المشرفين في التوجيه والدعم، ثم يأتي المجتمع الدولي لدعم المعلمين على مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعاتهم نتشارك الأفكار والأفراح والهموم والمخاوف والطمأنينة، يتشابه دور المعلم في كل مكان في العالم وتتشابه طرق التدريس، كلنا واحد وجميعنا نهدف لشيء واحد وهو نشر العلم،
الصبر وتنظيم الوقت
عادة يعمل المعلمون خارج ساعات العمل الأساسية، فتجدهم يعملون بعد المدرسة وفي الليل وفي إجازة نهاية الأسبوع وفي الإجازات الرسمية؛ لإنجاز وسائل الشرح من بطاقات وألعاب وكتابة أوراق العمل وإجابة على استفسارات أولياء الأمور … إلخ . قد يؤثر ذلك على حياتهم الاجتماعية وبالطبع على صحتهم، لذلك مهارة تنظيم الوقت والأولويات مهمة جدًّا، يقولون: إن العمر ينتهي والعمل لا ينتهي وهذه حقيقة.
قد تبدو كل هذه الخطوات سهلة ولكن تنفيذها صعب على أرض الواقع، فبعض المعلمين لا يودون مشاركة معلوماتهم ولا يتمتعون بروح الفريق، يظن البعض أن التدريس مثل سباق من يصل فيه أولا يفوز ولا يعلم أننا نفوز جميعًا حينما يصبح طلابنا أكثر سعادة وعلمًا.
أوضحت الدراسات أن واحدًا من كل خمس معلمين يستقيل خلال الخمس سنين الأولى من مهنته، العديد من المعلمين يواجهون الدنيا فرادى كالجنود بلا أسلحة بجهودهم الشخصية من أموالهم وأعمارهم، ولذلك فكل من يفكر أن يصبح معلمًا يجب أن يعلم أنها مهنة شاقة وليس كما يروج لها على أنها المهنة الأسهل نظرا للإجازات وساعات العمل المحسوب.
كاد المعلم أن يكون رسولًا ليس بيتًا في قصيدة ولكنه واقع يعيشه كل معلم كل يوم، كل الشكر والتقدير لكل معلم ومعلمة في العالم.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 1,955
ماذا تريد أن تصبح حين تكبر ولماذا؟ أجبت بكل ثقة مُعلمة لكي أنشر نور العلم..تجربة ملهمة ومهارات لازمة
link https://ziid.net/?p=80900