[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تبدأ عملك الخاص كرائد أعمال
العمل الحر من أهم مستحدثات القرن العشرين ولا يفصلك عنه سوى خطوة شجاعة وخطوتين إصرار
add تابِعني remove_red_eye 29,562
مضى أكثر من (4) سنوات علي تركي للعمل الثابت -كما أخبرتكم في مقالاتي من قبل- وأعلم أن أمي وأبي ما زالوا يأملون أن أعود -مجددًا- لوظيفتي ذات الدخل الثابت؛ لكني وعلى الرغم من تدهور أحوالي المالية في السنوات الأربعة المنصرمة فإني سعيدة بالعائد المادي الضئيل الذي يأتيني من عملي الحر؛ فبالنسبة لي لا يعنيني جهودي في عالم الصحافة بلا مقابل؛ لأني أشعر كما لو أني أبني جدران بيتي بنفسي دون الاستعانة بأحد.
هل تعلمون متى بالتحديد تحمست لفكرة العمل المستقل؟ منذ عامي الثاني بالجامعة حينما سمعت أحد المحاضرين يذكر مصطلح “freelancer”، وقتها أخبرت نفسي أني سأكون مستقلة وسأخلق فرصي بنفسي حتى ولو لم أَجْنِ عائدًا ماديًّا مربحًا في البداية؛ لكن أنا الآن لن أحدثكم عن العمل المستقل فحسب لكن سأخبركم أيضًا عن كيفية البدء في أيّ مشروع جديد.
1- ابْنِ قلعة قوية
القلعة هنا أقصد بها تحصين نفسك بالخبرة النظرية من خلال دراسة كل شيء يتعلق بالمشاريع، ولتكن البداية مع شهادة “PMP”، احتراف -أو محترف- إدارة المشاريع، عن نفسي كانت دراستي لتلك الدورة التدريبية نابعة من فضولي وشغفي بكل ما هو جديد؛ لكن بعد الانتهاء من دراستها اكتشفت أن قدرتي على التخطيط وإدارة المخاطر زادت بدرجة ملحوظة؛ لذا لم أَخْشَ قط الخوض في أي مغامرة طالما بحوزتي خلاصة معرفتي بإدارة المشاريع.
2- عبّر عن مشروعك بذكاء
أغلب رواد الأعمال -مع الأسف- يفشلون بسبب ضعف مهاراتهم الخاصة بالإقناع والتواصل؛ فلا يستطيعون التعبير عن أنفسهم وأفكارهم وأهمية مشروعهم بالطريقة التي تجذب لهم المستثمرين، وهنا يجب أن تهتموا-حين عرض فكرتكم-بعنصر البداية؛ فكلما كانت البداية قصيرة ومؤثرة كلما تمكنت من جذب انتباه المستثمرين إليك حتى النهاية، وأهم نصيحة هي أن تتعلم ما تجهله؛ فالجهل ليس عيبًا نخفيه؛ لكن العيب الحقيقي أن نكابر ولا نتعلم ما نجهله.
3- لا تجازف بالخسارة
من خبراتي السابقة فهمت قاعدة مهمة جدًّا، وهي ألا نغامر ونلقي بأنفسنا للمحيط دون تعلم السباحة وإلا سنغرق، ومعني تلك الجملة ألا تترك عملك الحالي وتضحي بكل شيء وتخبر نفسك أنك ستصبح ستيف جوبز وبيل جيتس -فجأة-بعد تركك للعمل الثابت؛ ولكن عليك أن تقسم وقتك بين عملك الخاص وبين عملك الثابت حتى يأتي الوقت المناسب، والذي سيخبرك بضرورة التضحية بعملك الثابت من أجل عملك الخاص، عن نفسي أمضيت أكثر من (4) سنوات بين عملي الثابت وعملي بالصحافة حتى اقتنعت بضرورة صب كل تركيزي علي عملي المستقل، وقلت في قرارة نفسي “الصحافة والكتابة مكسب بعيد سأتمسك بهم؛ أما التضحية بعملي الثابت فخسارة قريبة ولا أمانع ذلك”.
4- احترف البدايات
وهنا يجب عليك عزيزي القارئ أن تسأل نفسك الأسئلة التالية -قبل الشروع في أي عمل خاص بك- كالآتي:
- كيف أصيغ مشروعي؟
- كيف أضع خطة للتنفيذ وخطة مالية وأرسم مراحل المشروع؟
- كيف أنشئ علامة تجارية خاصة؟
- كيف سأحصل على الأوراق القانونية للمشروع؟
- كيف ستصب قوانين الاستثمار في صالحي؟
- كيف سأجد موقع المشروع وكيف سأختار فريق العمل؟
- كيف سأقوم بالترويج لمشروعي؟
- كيف أبدأ ؟
- كيف أجذب المستثمرين، وأقنعهم بفكرتي؟
- كيف سأتخطى العقبات والمخاطر المحتملة؟
وبعد إجابتك لتلك الأسئلة اجلس مع نفسك وقم بفلترة الإجابات، واكتب الخطوات التي يجب عليك اتباعها -بالترتيب- للبدء في تنفيذ مشروعك.
5- احترف فنون التجاهل
من أكثر النصائح التي يرددها الناجحون للأجيال الشابة هي نصيحة “عدم الاستماع للمحبطين”، هل تعلمون كم مرة سمعت من الآخرين جملة “يعني مين اشتغل في تخصصه يا هبة، سيبك من الصحافة اللي جننتك دي”، وطبعًا عرضوا علي وظائف في التدريس والعلاقات العامة برواتب مجزية لإقناعي بوجهة نظرهم؛ لكنهم لا يعلمون أن سنواتي الأربعة في الجامعة لم تتركني إلا بعد إعطائي هبة جديدة، وهي التمسك بحلمي الجديد الذي أقتحم عالمي بعدما ودعني حلم كلية الطب.
وخلاف كل هذا لم يقتنعوا أن عملي بعد الجامعة في التسويق كان من أجل الحصول على المال اللازم لدعم عملي في الصحافة؛ لذا توقع من الجميع أن يحبطوك ويشككوا في حلمك ولا يثقوا بك وبقدراتك؛ لكن لا تستمع إليهم وتجاهل أي شخص يخبرك بعكس قناعاتك.
في الختام
لا تنس شيئًا هامًّا جدًّا وهو أن تعرف جيدًا ماذا بعد النجاح؟ فأغلبنا يشحنون طاقتهم حتى نقطة الفوز بالسباق فحسب؛ لكن بعدها يتخبطون ولا يعرفون كيف يحافظون على نجاحهم ويصلون به للمستوى التالي.
هل تعلمون لماذا أحترم فريق الأهلي المصري على الرغم من كوني زملكاوية حتى النخاع؟ بسبب حبهم للنجاح؛ فلا يكتفون ببطولة واحدة لكنهم يصرون على حصد كل البطولات، وقبل أن يحملوا كأس بطولة أفريقيا للمرة التاسعة يحلمون بفوزهم ببطولة الكأس المصري ويطالبهم جمهورهم بحصد أمم أفريقيا للمرة العاشرة، بيت القصيد هو أن تتحلى عزيزي القارئ بروح المنتصرين الذين يعرفون جيدًا كيف يصنعون نجاحات جديدة باستمرار.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,562
تجربة ملهمة عن العمل الحر والبدء في مشروعك الخاص
link https://ziid.net/?p=78004