أنا البطلة.. قصة نجاحي وكفاحي لأصل لحلمي
كل فتاة يجب ألا تتوقف عن الحلم أو المحاولة أو التجريب حتى تجد نفسها فلكل شخص منا نقطة يتميز فيها عن كل من حوله
add تابِعني remove_red_eye 266
عندما كنت طفلة بعمر التاسعة. كنت أحلم وأتخيل نفسي جالسة في مقهى أو كازينو بلغة زمني وقتها وأمامي أوراق كثيرة مبعثرة على المنضدة، اعتقادًا مني أن هكذا يبدو الكتاب والصحفيون. مرت الأيام وكبر الحلم، بدأ الأمل بموضوع تعبير كتبته بتأثر عن غزو العراق للكويت، نال استحسان معلمتي التي طلبت مني أن أقرأه على زميلاتي في الفصل بعد أن أعطتني الدرجة النهائية.
ترسخ الحلم أمامي وأصبحت أراه بوضوح مكاني هناك بين الكتب واسمي يزيل الأغلفة والقراء تتعلق بما أكتب وتنتظره بشغف. بدأت محاولات حثيثة كتابة مسودات على غرار مؤلفات رجل المستحيل لاقت استحسان من زميلاتي ثم تطور الأمر لرغبتهم في اقتناء ما يكتبه قلمي، بل والتنازع على اقتنائها.
الأمل
لا أخفى عليكم كنت في قمة سعادتي، في الصف الثالث الإعدادي قرأت عن مسابقة ثقافية دولية برعاية دولة الكويت اشتريت ظرفًا وكتبت العنوان وأرسلت إليهم إحدى مؤلفاتي. كم كانت سعادتي عندما جاءني رد منهم، كان الرد لتوضيح شروط النشر والاشتراك التي لا تناسب فئتي العمرية. راقني اهتمامهم برسالتي التي أرسلت بخط اليد. ما زالت أحتفظ بهذه الرسالة إلى الآن.
في الجامعة بدأت الأحلام تقترب بشكل كبير. بحثت عن الأنشطة الثقافية منذ وطأت قدمي الجامعة، ليقيني أن الجامعة نافذة لتحقيق الأحلام لا محالة، وقد كان أن اشتركت في جماعة المرافعات التابعة لكلية الحقوق جامعة عين شمس، ومن خلالها بقيت على قرب من كل المناسبات والأحداث الأدبية. ذات يوم قرأت عن مسابقة عن الأسرى المصريين، شاركت بمقال، وللصدف السعيدة بعد عدة أسابيع أثناء تجولي بالجامعة مع رفيقتي الوحيدة وجدت ورقة معلقة قررت أستكشف فاكتشف أنها نتيجة المسابقة التي كانت على مستوى كليات جامعة عين شمس.
واسمي كان ضمن الفائزين، كنت الفتاة الوحيدة بين الفائزين الأربعة وأصغرهم سنًّا أيضًا، طرت للمنزل أزف لأسرتي أول إنجازاتي الأدبية أول حدود حلمي البعيد. استقبلت أسرتي الفوز بالسعادة، لكن هذه السعادة تبددت فيما بعد، عندما فوجئوا أن الجائزة تتضمن أن التحق بالعمل في جريدة الأهرام كصحفي تحت التمرين أنا وكل الفائزين بجانب الهدايا الرمزية التي سلمها لنا رئيس الجامعة كانت عبارة عن طاقم أقلام في علبة شيك. فيها قلمان شكلهما فخم هذه المسابقة كانت عام 1995م.
إحباط
طرت من الفرحة عندما علمت بأمر العمل كصحفي في جريدة الأهرام حلمي على بعد خطوة مني، أيعقل هذا؟ عدت لبيتي لأزف لأسرتي هذه الأخبار السعيدة، اعترضت أمي متعللة بخوفها ولا ألومها وان كنت لا أؤيدها أيضًا، ورفض أبي ولم يستجب أبي لمحاولات إقناعه التي استمتُّ فيها. عرضت على موظفة الجامعة عدة حلول منها عدم الحضور والاكتفاء بتسليم العمل لها أو لأحد من زملائي المرشحين مثلي.
لم يوافق أبي أيضًا، بل تطور الأمر إلى تهديدي بأنه سيأتي للجامعة للتحدث مع الموظفين وإلزامهم حدهم، تهدمت أحلامي، لكن لم يتهدم قلمي، استمريت بالكتابة سرًّا وخلسة.
حلول بديلة
كتبت العديد من الروايات المتنوعة، حتى بدأت التكنولوجيا تدق الباب في بيوت كل المصريين، فانضممت لموقع إلكتروني أسست فيه جروبًا خاصًّا بي وحققت حلمي من خلاله، كنت أتخيل نفسي صاحبة قناة تليفزيونية أو رئيس تحرير جريدة وبدأت أتخيل ما الذي يجذب القارئ؟ كيف أستقطب القراء؟ نفعتني لعبة تغيير المقاعد كثيرًا، ونجح جروبي وكبر وتميز عن باقي المجموعات الموجودة على نفس الموقع.
كنت أستيقظ فجرًا لإعداد محتوى جروبي لأني خصصت فيه منشورات متنوعة تغطي كافة الميول. نشرت إحدى قصصي على حلقات منفصلة تفاعل القراء معها بانبهار ودهشة وترقب، ثم في مطلع 2009 أثناء بحثي عن مقال سياسي عبر محرك البحث جوجل، وجدت مقالًا لكاتب كبير وأسفله تعقيب من شخص ما تاركًا إيميله ورقم تليفون خاص مزيلًا تعقيبه بالكاتب والمؤرخ العسكري، وعضو اتحاد الكتاب.
أخذت البيانات وأضفته لياهو ميل وأرسلت أحادثه لم يرد، تابعت إرسال التحيات له حتى ينتبه دون جدوى، حتى قررت أن أرسل له الرسالة كاملة محتواها أن لدي قصة أريد رأيك بها وأرسلت له الرابط، ولم أتفقد الميل لأسابيع، حتى إذا كنا يوم وقفة عرفات وقبل الإفطار قررت تفقد الميل لأجد رده الذي إطار النوم من عيني، كان رده قرأت ما كتبت أنت كاتب موهوب تكتب لونًا كلاسيكيًّا اندثر منذ زمان، أتمنى لك كل التوفيق. راقني المشهد كذا من القصة نصيحتي لك، اطبع هذا العمل وتوجه لأقرب دار نشر.
أخذت رده وما زال عندي إلى الآن، أخبرت زوجي فعرض مساعدته وقام بطباعة القصة وأخذها لجهة ما، وبت أترقب اتصالهم الذي لم يأتِ إلى الآن، أخذت منه رقمًا وتواصلت معهم وقررت سحب العمل لعدم اقتناعي بالحجج التي قالها لي محدثي الذي لم يقرأ العمل رغم مرور أشهر على تسلمه وبكل الغضب استعنت بصديقي كوجل وكتبت مسابقات أدبية، أرسلت العمل للجميع ممن وافقت شروطهم العمل ومن لم توافق، وجاءني الرد بعد عدة أسابيع، من إحدى دور النشر فاز عملي في مشروع للنشر، وكانت الانطلاقة.
الانطلاقة الحقيقية
فازت أول رواياتي الكهف بجائزة نهاد شريف لأدب الخيال العلمي، توالت إصداراتي التي أثرت في القراء ولاقت نجاحًا كبيرًا بفضل الله، كتبت كل ألوان الأدب: خيال علمي، وثائقي، أدب حرب، رومانسي، درامي، سير ذاتية، ساخر، رعب، مجموعات قصصية.
خلال ذلك أفضيت لأحد الكتاب إني كنت آمل أن أكون صحافية فأرشدني لأحد الصحف العربية قابلت مدير مكتبهم ومن وقتها وأنا معهم، ليكتمل الحلم أصبحت كاتبة روائية صحافية عضوًا عاملًا باتحاد الكتاب وعضوًا بنادي أدب مصر الجديدة ونادي القصة. لذا أنا أشجع كل فتاة كل سيدة ألا تتوقف عن الحلم أو المحاولة أو التجريب حتى تجد نفسها لكل شخص منا نقطة يتميز فيها عن أقرانه عليكم فقط أن تزيحوا عنها تراب الزمن والكسل.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 266
تجربة حلم الطفولة الذي تحقق بعد صراع مع الحياة
link https://ziid.net/?p=82940