البرمجة المالية طريقك الآمن نحو الادخار
الادخار والتوفير من المهارات التي لا يتمتع بها قطاع كبير من الناس، وهو ما يدفع البعض للإنفاق بشكل لا يتناسب مع مصادر الدخل
من منا لا يسعى لتحقيق النجاح المادي ؟ لكن الأمنيات دائمًا سهلة ، على خلاف التطبيق على أرض الواقع الذي يحتاج الكثير من الوقت والجهد
add تابِعني remove_red_eye 34,852
من منا لا يسعى إلى تحسين واقعه المالي وتغييره نحو الأفضل، والتخلص من حالة الفوضى المالية التي يعيشها، والوصول إلى النجاح الاستقرار المالي؟ ما من شك أن الجميع يسعى إلى ذلك، ولكننا نجد أن نسبة ضئيلة من الناس – ربما لا تتجاوز ١٠% – يملكون خطة ترمي إلى تحسين واقعهم المالي والتخلص من حالة الفوضى المالية والعشوائية في الإنفاق.
ويحق لنا أن نتساءل: ما هو سبب عدم الالتزام بالخطط، والإصرار على العيش وفق النهج الحالي، الذي لا ينتج عنه سوى الاستمرار في المعاناة والشكوى؟ لعل ما يقوله علماء النفس يحمل في طياته إجابة واضحة عن هذا السؤال الحيوي. يقول علماء النفس: “إن الإنسان بطبيعته يميل إلى رعاية ذاته الآنية، وتفضيلها على الذات المستقبلية”؛ وبمعنى آخر، ينظر الإنسان إلى إشباع حاجاته اللحظية على حساب حاجاته المستقبلية، وهذا بدوره يؤدي إلى العيش وفق نمط استهلاكي تعمه الفوضى، ويحول دون القدرة على ادخار نسبة من الدخل الشهري، من أجل استثماره أو تلبية الحاجات المستقبلية أو المستجدة.
ربما تكون أنت واحدا من هؤلاء، وترغب في أن تغير واقعك المالي، ولكنك لا تعرف كيف تبدأ وفي أي اتجاه يجب عليك أن تسير لكي تحقق هدفك. بداية، دعني أطمئنك وأقول لك: لا داعي للحيرة والقلق؛ فأنت لست الوحيد الذي يعاني من ذلك، وسوف أحاول أن أوضح لك الطريق، وأساعدك في وضع خطة تكفل لك بلوغ هدفك بخطوات ثابتة.
من المؤكد أن الوقت هو أثمن مورد متاح. ولا شك أنك تعلم أن الوقت أثمن من الذهب؛ فأنت تستطيع شراء الذهب، ولكنك لا يمكن أن تشتري الوقت. وعليه، فإن أول خطوة في طريق النجاح في أي عمل هي إعادة ترتيب الأولويات بناءً على أهدافك. يجب أن تتحكم في مجرى الأحداث وألا تسمح لها أن تتحكم فيك وفي وقتك. واعلم أن كل من يعيش على مبدأ الصدفة لن يحقق شيئا في حياته، وسيتعرض لمشكلات كثيرة.
يقول (ستيفن كوفي) في كتابه الشهير (العادات السبع للناس المؤثرين): “لم أجد أن القاسم المشترك بين أغلب الناجحين يتمثل في العمل الكادح، أو حُسن الحظ، أو في العلاقات الإنسانية، على الرغم من أن هذه الأمور على درجة كبيرة من الأهمية، ولكن القاسم المشترك الذي وجدته يفوق تلك العوامل جميعاً هو عادة تحديد الأولويات”.
لا شك أن ظروف الحياة التي نعيشها قد تجعل أوقاتنا مليئة بالواجبات والمهام والمشاغل، إلى درجة يخيل لنا معها أننا لا نملك وقت فراغ. إلا أن الواقع يشير إلى أننا لو أعدنا حساباتنا جيدا، فإننا سنفاجأ بكم الوقت المهدر في أمور لا تغني ولا تسمن من جوع؛ فكم من الوقت الذي نضيعه في تقليب صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات؟
وربما تُفاجأ إذا قلت لك إن الوقت الذي يضيع كاف لقراءة مئتي كتاب في العام الواحد! وأظن أن الوقت قد حان للتوقف عن ترديد بعض العبارات التي تشكلت بفعل الثقافة المجتمعية التي نشأنا فيها، مثل: “وقتي ضيق” على سبيل المثال. وتأكد أن هذه العبارة وما هو على شاكلتها قد تكون سببا رئيسا من أسباب الفشل. لذلك كله، فإن عليك أن تستغل وقت فراغك بكل ما هو نافع من السلوكيات التي من شأنها تطوير قدراتك مثل القراءة والتعلم والتدريب.
يُعَد الإسراف في النفقة من العادات المالية الخطيرة والضارة بالمستقبل المالي الفرد، وهو من أهم أسباب الوقوع في الكثير من المشكلات والأزمات المالية. ولا يتوقف الأمر عند حد إنفاق المال على شراء المنتجات باهظة التكلفة، بل يتعداه إلى المنتجات التي ننفق عليها مبالغ ننظر إليها على أنها تافهة أو بسيطة. وقد تقول في نفسك إن التخلص من نمط الإنفاق الذي اعتدت عليه منذ سنين أمر صعب.
وأنا أتفق معك في ذلك، بل أزيد على ما تفكر فيه أن الأصعب هو استبدال العادات السيئة في الإنفاق بعادات صحية وسليمة، ينتج عنها في المدى الطويل القدرة على الادخار والاستثمار. ويمكن أن يكون السبب في هذه الصعوبة تلك العادات غير الصحية التي اكتسبناها من البيئة التي نعيش فيها؛ حيث تمت تنشئتنا على الإنفاق بلا حسيب أو رقيب منذ نعومة أظفارنا، وترسبت في شخصياتنا وأصبح التخلص منها أمرا صعبا.
ومع ذلك فإن تغيير عاداتنا المالية – على صعوبته – هو أمر ممكن إذا ما توفرت الإرادة الحقيقية للتغيير والرؤية الواضحة والعزيمة التي لا تلين، ومن ثم القرار الحازم ووجود خطة واضحة والالتزام بها مهما واجهنا من صعوبات في البداية. عند ذلك فقط ستقترب من تحقيق هدفك الذي تسعى إليه، ألا وهو النجاح المالي.
جميعنا نؤمن بأهمية الادخار ونسعى إليه، إلا أن الغالبية العظمى تعاني من الفشل في الوصول إليه وتحقيقه على أرض الواقع. وهنا دعني أخبرك بحقيقة ربما تغيب عن بالك، وهي أنه إذا كان رصيد مدخراتك صفرا فأنت في خطر كبير، وتعاني من عدم الاستقرار المالي. كثير من الناس يعتقدون أن الادخار هو عبارة عن تجميع للأموال وتكديسها بلا هدف.
وهذا – بلا أدنى شك – مفهموم خاطئ ويحتاج إلى تصحيح؛ فالادخار سلوك مبرمج وواع، يرمي إلى تحسين جودة الحياة وتحقيق النجاح والرخاء المالي، شريطة أن يقوم الفرد بالبحث عن مجال جيد لاستثمار ما قام بادخاره فيما يعود عليه بدخل إضافي ومنفعة مالية في المستقبل. ( اقرأ: أبرز الأوهام حول الادخار )
كلنا يتمنى أن يحقق نجاحا ماليا وحياة مستقرة، إلا أن أغلبنا لا يملكون أهدافا مالية واضحة وواقعية، وليس لديهم رؤية واضحة لمستقبلهم المالي؛ مما يؤدي إلى حصولهم على النذر اليسير من الدخل. ولذلك، فإن امتلاك هدف مالي محدد هو سر من أسرار النجاح المالي قد يغيب عن قاموس الكثيرين.
من جهة أخرى، وبدلا من أن تتمنى فتقول: “أتمنى أن أصبح غنيا ومكتفيا ماليا” عليك أن تقول: “أريد أن أصبح غنيا ومكتفيا ماليا”. صحيح أنه من المهم أن يكون لديك طموح مالي، ولكن الأهم هو أن يكون لديك أهداف واضحة ومحددة. وهنا دعني أوجه لك هذه النصيحة الثمينة؛ اكتب أهدافك على ورقة وعلقها في مكان بارز في غرفة نومك أو مكتبك أو أي مكان آخر.
إن رؤيتك لأهدافك بصورة مستمرة سوف يؤدي إلى برمجة عقلك عليها، وستصبح جزءا من حياتك وشخصيتك. وإذا اتضحت لك أهدافك، يصبح من السهل عليك أن ترسم خطتك وتبدأ بالسير بموجبها حتى تصل إلى غايتك. وعليك ألا تسمح لأي كان أن يقف في طريق نجاحك المالي مهما كلفك الأمر.
لعلك تعلم أن التسويف والتقاعس عن العمل يعدان من أشرس أعداء النجاح. وبما أنك تمتلك هدفا واضحا وخطة محددة، فعليك أن تبدأ في التنفيذ من فورك. وكلما بادرت إلى التبكير في اتخاذ الخطوات العملية، زادت فرصتك لتحقيق النجاح المالي.
إذن، عليك أن تصنع اللحظة ولا تنتظرها؛ فالفرصة لا تطرق بابك أكثر من مرة. وربما تقول في نفسك إن المال الذي بحوزتي قليل ويجب علي أن أنتظر حتى يصبح أكثر. ولكن دعني أختلف معك وأقول لك: لا تستهن بما لديك، ابدأ فورا ولا تسوف، حتى ولو بمبلغ بسيط. وأؤكد لك أنك لو بدأت الآن فإنك ستتمتع بالعائد المالي الذي تريده في المستقبل القريب.
في بعض الأحيان يكون اللجوء إلى طلب العون من الغير أمرا مطلوبا، وخاصة أولئك الموثوقين والمحبين للمساعدة. لا تجعل خوفك من الإحراج يمنعك من طلب المساعدة إذا ما احتجت إليها؛ فأنت تستطيع أن تستفيد من تجارب الآخرين وخبراتهم لكي تتحاشى ارتكاب الأخطاء التي وقعوا فيها. وعليك أن تعلم أن الكثيرين مستعدون لمد يد العون لك، لأن ذلك سوف يُشعرهم بتفوقهم ونجاحهم.
حينما تبدأ ثمار نجاحك بالظهور أشكر ربك الذي وفقك وأعانك أولًا، ثم كن شاكرا وممتنا لكل من ساندك ووقف إلى جانبك وكل من لم يتوانَ عن نصحك وإرشادك أثناء رحلتك في طريق النجاح المالي. وعليك أيضا أن تكون ممتنا وشاكرا لذاتك على ما تم إنجازه، وتمنحها المزيد من التحفيز لكي يستمر نجاحك وتفوقك.
add تابِعني remove_red_eye 34,852
الادخار والتوفير من المهارات التي لا يتمتع بها قطاع كبير من الناس، وهو ما يدفع البعض للإنفاق بشكل لا يتناسب مع مصادر الدخل
check_circle مقروءالإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2024 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال ها للغاية يساعدك في التعرف على أهم الخطوات التي توصلك إلى النجاح المادي
link https://ziid.net/?p=22469