البرمجة المالية طريقك الآمن نحو الادخار
الادخار والتوفير من المهارات التي لا يتمتع بها قطاع كبير من الناس، وهو ما يدفع البعض للإنفاق بشكل لا يتناسب مع مصادر الدخل
add تابِعني remove_red_eye 34,990
تعاني نسبة كبيرة من الأفراد من عدم القدرة على ادِّخار جزء من دخلهم والالتزام بميزانية شهرية محددة. ولا يرجع ذلك إلى كثرة الحاجات والمتطلبات الحياتية، كما يعتقد الكثيرون؛ بل إن السبب الرئيس يكمن في ما يمكن تسميته بنمط الإنفاق الفوضوي، أو الفوضى المالية. إذا كنت واحدا من هؤلاء، فأنت – بلا أدنى شك – بحاجة إلى أن تبرمج نفسك ماليا.
ولعلك تتساءل في هذه اللحظة: وكيف يمكنني ذلك؟ وما المقصود بالبرمجة المالية؟ في هذه المقالة الشيقة والمفيدة سنتعرف على مفهوم “البرمجة المالية” وأسرارها وتفصيلاتها، والخطوات العملية التي ينصح بها خبراء المال والاقتصاد في هذا الشأن.
بداية، سنجيب عن سؤال ما المقصود بالبرمجة المالية؟ تشير البرمجة المالية إلى “عملية إعادة النظر في الأوضاع المالية للفرد من حيث الادخار والإنفاق وترتيبها بطريقة تضمن عدم إنفاق كل ما يحصل عليه الفرد من مال (على سبيل المثال: الراتب من وظيفة معينة) بأسلوب عشوائي”. وتقوم البرمجة المالية على أساس تنظيم الإنفاق، والعمل جديا على اقتطاع جزء من الراتب لغايات الادخار. ولعلك تتساءل الآن: ما هي الطريقة العملية المقترحة للبرمجة المالية؟
فيما يلي سنتعرف على تفصيلات وأسرار البرمجة المالية وخطواتها
١. حسب خبراء المال والاقتصاد، يجب تقسيم الدخل الشهري إلى جزئين؛ الأول هو الجزء المخصص للإنفاق، ويشكل ما نسبته ٨٨% من إجمالي الدخل على الأكثر. أما الجزء الثاني فهو الجزء المخصص للادخار، بما لا يقل عن ١٢% من إجمالي الدخل. ومن الجدير بالذكر أن خبراء الاقتصاد حول العالم يُجمِعون على صحة النسب المذكورة.
٢. إذا زادت نسبة الإنفاق من إجمالي الدخل عن ٨٨% تزداد درجة المخاطرة المالية؛ بمعنى عدم القدرة على الوفاء بالالتزامات المالية والحالات الطارئة. ومن ناحية أخرى، تنخفض درجة المخاطرة المالية فيما إذا زادت نسبة الجزء المخصص للادخار عن ١٢%.
٣. يجب أن تغطي النسبة المخصصة للإنفاق كافة المصاريف والنفقات الشهرية على اختلاف أنواعها؛ مثل ايجار المنزل وأقساط القروض ومصاريف تدريس الأبناء والكهرباء والإنترنت وغيرها. ويجب التنبيه إلى أهمية ألاَّ يتم تسديد هذه النفقات والمصروفات من المبالغ المُدَّخرة من شهور سابقة.
٤. هناك من سيقول: من المستحيل أن أدخر جزءا من راتبي الشهري؛ فقد حاولت كثيرا في الماضي ولكنني لم أفلح. نقول لأمثال هؤلاء: نحن هنا لكي نساعدكم في برمجة أنفسكم ماليا، ووضع خطة بسيطة ستمكنكم من الادخار. وكل ما عليكم هو أن تتحلوا بالصبر وتكملوا القراءة.
٥. ليس المطلوب اقتطاع نسبة ١٢% من الراتب دفعة واحدة وبصورة مفاجئة؛ فهذا سوف يتسبب في الضيق المالي، وسوف يؤدي إلى صرف النظر عن التفكير في الادخار. عليك أن تصعد سلم الادخار درجة درجة حتى تصل إلى هدفك. وهنا يكمن السر الحقيقي لنجاح عملية البرمجة المالية. بادر إلى اقتطاع ١% من راتبك في الشهر الأول، ثم زد هذه النسبة إلى ٢% في الشهر الثاني، ثم اقتطع ٣% في الشهر الذي يليه، واستمر في هذا النهج لتصل إلى النسبة المستهدفة بعد ١٢ شهر.
إذا اتبعت هذه الخطة فإنك تكون قد نجحت في برمجة نفسك ماليا تدريجيا، من دون أن يتسبب ذلك في إزعاجك. وبطبيعة الحال، إذا تمكنت من تجاوز هذه النسبة فلا شك أنك ستشعر بالرضى عن نفسك؛ فأنت المستفيد في النهاية.
٦. قد يكون هناك بعض الأفراد ممن استطاعوا تحقيق الحد الأدنى من الادخار ، يفكرون في الحصول على قرض لشراء منزل أو سيارة أو لتأثيث المنزل وغير ذلك. وهنا لا بد من التنبيه إلى عدم التورط في قرض لا يمكن لك الوفاء به عند حلول تاريخ استحقاقه. والأهم من ذلك هو إدراك أن قيمة القسط الشهري هي التزام يجب سداده من الجزء المخصص للإنفاق؛ وبعبارة أخرى لا تعتمد على مدخراتك لتسديد أقساط القرض، بل يجب التعامل معها على أساس أنها من ضمن النفقات.
٧. كثير من المقترضين لا تتوفر لديهم القدرة على تسديد التزاماتهم المالية للجهات المُقرِضة؛ الأمر الذي قد يضطرهم للجوء إلى المبالغ المدخرة من فترات سابقة لتسديد ما عليهم. ولا شك أن هذا التصرف خاطئ ويجب تجنبه، لكي لا يؤثر سلبيا على الادخار.
٨. إذا نجحت في ادخار نسبة أعلى من ١٢% من دخلك الشهري، وكانت لديك حاجة إلى الاقتراض، فإن أفضل ما قد تفعله هو عدم زيادة قيمة القرض وتخفيض مدة السداد؛ تلافيا للزيادة في الفوائد.
٩. إذا كان لا بد من الاقتراض، فلا تقترض أكثر من حاجتك، ولا تخضع للمغريات التي قد تقدمها المصارف وشركات الإقراض؛ فقد تجد نفسك في دوامة الدَين وقد يضطرك ذلك للجوء إلى مدخراتك، وساعتها ستندم كثيرا وتضيع كل ما فعلته سدى.
وختاما، إذا نجحت في اتباع هذه النصائح وعملت بها فإنك ستنجح في برمجة نفسك ماليا وادخار جزء من راتبك، وستشعر حينها بالسعادة والاستقرار المالي، ومَن يدري فقد يأتي عليك اليوم الذي تصبح فيه مستثمرا ناجحا يضمن حياة أفضل لنفسه ولأفراد أسرته.
add تابِعني remove_red_eye 34,990
مقال هام للغاية يرسم لك خارطة الطريق لتعلم الادخار وتوفر الأموال
link https://ziid.net/?p=21725