رحلة سباق الخمسين.. صعوبة في البداية ثم فضول وأخيرًا شغف
علمني هذا السباق درسًا شديد الأهمية؛ وهو ألا أتسرع بالحكم على نفسي أو على الأشياء، لا بد من أن ألقي بنفسي في قلب التجربة
add تابِعني remove_red_eye 455,281
لم تكن رحلة سباق الخمسين هذه المرة عادية على الإطلاق، لقد مررت بالكثير من المراحل والتي جعلتني أتشكك مرات ومرات في قدرتي على استكمال هذا السباق، كان بداخلي مشاعر مختلطة كثيرة حول رغبتي في استكمال السباق مثل كل عام ومنذ بداية السباق، وبين شعوري بأن الأمر صعب وأن لا داعي لكل هذا الجهد، ولكن في النهاية تغلبت على كل الشك بداخلي وتمكنت من الوصول إلى خط النهاية.
البداية
منذ علمت بموضوع السباق هذا العام وشعرت بأنه تحدٍّ كبير، ففي كل عام كان السباق لا يحدد مواضيع، لا يوجد ملف نعمل عليه أو نناقشه بشكل حصري، فاعتدت أن أكتب في كل شيء، وحرصت لسنوات أن أكتب عن الأمور التي تشغلني، سجلت هنا في منصة زد الكثير من التجارب السيئة والجيدة، سجلت خبراتي، وحتى الموضوعات التي أردت أن أتعلمها كتبت عنها هنا، ولكن هذا العام مختلف، فقد تم تحديد التجارة الإلكترونية والتسويق بالمحتوى كموضوعات أساسية للسباق.
لن أنكر أن الأمر كان مفاجئًا بالنسبة لي وشكل لي أزمة، حيث إن على الرغم من عملي أكثر من مرة في هذه الموضوعات إلا أن المطلوب 50 مقالًا بـ 50 فكرة، فمن أي لي بكل هذه الأفكار؟ وكيف سأتمكن من الكتابة عنها؟
فكرت في كثير من المرات أن أتراجع، حتى إن رحلتي في الكتابة في السباق بدأت في شهر مارس، وتلك تعد سابقة، ففي كل عام كنت أبدأ من شهر يناير حتى أنتهي قبل وقت النهاية بفترة معقولة، ولكن التردد والشك كان رفيقي هذا العام.
الفضول
في شهر يونيو من العام الجاري وصلتني دعوة للمشاركة بكتابة عدد من المقالات على منصة تزويد، ومن لا يعرف تزويد فهي منصة رقمية جديدة هدفها تقديم المحتوى الرقمي حسب طلبات العملاء، وحين بدأت في الكتابة في تزويد كانت الموضوعات أيضًا عن التسويق بالمحتوى والتجارة الإلكترونية، وهذه المرحلة جعلتني أثق في نفسي وقدرتي إلى حد كبير، فقد عرفت أن الأمر ليس بالصعوبة التي كنت أتصورها، وأن الموضوعات قابلة للكتابة، وفي نفس الوقت ساعدتني تلك المرحلة على تخطي خوفي من قلة الأفكار، فقد اكتشفت أن كلا المجالين فيهم العديد من الموضوعات المختلفة والموضوعات الفرعية والتي يمكن الخروج منها بأفكار ممتازة للمقالات، وهنا بدأت الرحلة الحقيقية.
الشغف
اقتربت النهاية وهنا بالتحديد زاد شغفي بهذه الموضوعات، لا أنكر أن الكتابة في المحتوى كانت أسهل كثيرًا بالنسبة لي من الكتابة عن التجارة الإلكترونية ولكن في نفس الوقت كان الأمر مثيرًا، فكلا الموضوعين فتحَا أمام عيني الكثير من المعارف الجديدة، الكثير من التجارب، وساعدني أكثر في تلك المرحلة ملف مراجعات الزملاء، وهو ما جعلني أتعرف على موضوعات جديدة كليًّا عني وساعدني كثيرًا وشجعني على الاستمرار.
كثَّفت أوقات الكتابة لأنني اكتشفت أن وقت السباق لم أوشك على النفاذ وبالتالي كان لا بد أن أسرع، كانت البداية بجمع الأفكار، كان أمامي 37 مقالًا لا بد من الانتهاء منه في مدة 15 يومًا فقط، وبالتالي أردت أن أجمع 37 فكرة لمقالاتي، وبعد جمع الأفكار التي أرغب في الكتابة عنها بدأت في جمع المصادر التي سأعتمد عليها، وبعد جمع المصادر بدأت بالعمل على تلك الأفكار وتحويلها إلى مقالات، لحسن حظي أنهيت السباق يوم 11 ديسمبر، أي قبل النهاية بأربعة أيام فقط، وها أنا أكتب المقال رقم 52 لهذا العام، وبداخلي طاقة كبيرة لم أكن أتخيلها حين بدأت.
ما بعد السباق
الآن وبعد أن أنهيت السباق قررت أن استغل كل ما تعلمته في تجربة هذا العام من سباق الخمسين، قررت أن أجرب بعض ما تعلمته من مقالاتي ومن مقالات الزملاء المشاركين، وبالفعل بدأت بالبحث عن أفكار لكي تكون النواة الأولى لمتجر إلكتروني بسيط سوف أبدأ في تشغيله بداية من العام المقبل، حاولت أن أطبق الأفكار التي ناقشها السباق هذا العام، وأن أطبق الاستراتيجيات الخاصة بالبحث ودراسة السوق والعميل المستهدف وحتى المنتج الذي أرغب في تقديمه، وأتمنى أن تجد فكرتي النجاح، وربما أعود في سباق العام المقبل للتحدث عن هذا المشروع الصغير وكيف حقق النجاح.
أخيرًا.. علمني هذا السباق درسًا شديد الأهمية؛ وهو ألا أتسرع بالحكم على نفسي أو على الأشياء، لا بد أن ألقي بنفسي في قلب التجربة، أن أجازف، أن أجرب كي أتعلم، لا بأس إن تعثرت قليلًا، أو تأخرت كثيرًا، المهم أنني لم أستسلم ولم أهرب، استكملت عملي وها أنا من المرشحين للفوز بسباق الخمسين كما تعودت.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 455,281
تجربتي في سباق الخمسين .. وكيف بدأت بصعوبة وانتهت بالشغف
link https://ziid.net/?p=110146