وأخيرًا.. انتهيت من أصعب عام في سباق الخمسين!
كان سباق الخمسين لهذا العام صعبًا للغاية، خاصة مع الظروف الصعبة التي يمر بها العالم والتي أثرت علينا جميعًا بشكل سلبي
add تابِعني remove_red_eye 460,350
نعم أخيرًا انتهيت من تحدي الخمسين لهذا العام، لقد كان الأصعب بالنسبة لي، الحقيقة أن 2020 كلها كانت الأصعب على الجميع، ولكن بالنسبة لي كان بها تحديات خاصة للغاية.
بدأ العام بحماس كالعادة أخطط للكثير من الأمور التي أريد إنجازها هذا العام، أكثر من (5) دورات تدريبية أريد الانتهاء منها، قراءة أكثر من (50) كتابًا، مشاهدة (100) عمل درامي، تحدي نفسي من جديد والانتهاء من (150) مقالًا هذا العام لكي أتجاوز عدد العام الماضي (148) مقالًا.
ولكن للأسف لم أتمكن من فعل الكثير من هذه الأشياء، بدأ العام بشكل طبيعي، في يناير وحده انتهيت من ثلاثة عشر مقالًا، وكنت أتوقع أن أسير بنفس الهمة باقي شهور العام، ولكنني اكتشفت في فبراير أنني أنتظر مولودًا جديدًا، وبالتالي كنت أعمل وأنا أحارب أعراض الوحم والشعور بالغثيان وانخفاض معدل السكر في دمي.
في فبراير انخفضت الهمة وأنجزت فقط (7) مقالات! حاولت أن ألتمس العذر لنفسي ولكن للأسف بدأ الحديث عن وباء جديد لم نسمع عنه من قبل، يطلقون عليه الكورونا ويقولون أنه سافر من الصين إلى كل دول العالم، ويبدو أن سببه آكل النمل الحرشفي.
حالة من الفزع والهلع تسيطر على العالم بشكل عامّ، وعلي أنا شخصيًا بشكل خاص، فأنا في مرحلة الحمل ومن المعروف أن المناعة تنخفض بل ويحذر الأطباء بالخصوص كبار السن، أصحاب مرض السكر، والنساء الحوامل، حظ عثر! ولكن ستنتهي الأزمة عما قريب، بالطبع عزلت نفسي في منزلي لا أخرج ولا أخالط أي شخص ولا أذهب إلا لموعد المتابعة الشهري مرتدية الكمامة ومعي كل معدات التعقيم. شهر وراء شهر يكبر جنيني وتكبر معه مخاوفي.
مخاوفي التي ازدادت حدة مع وجودي الدائم في المنزل فأصبحت أشعر أنني لم أعد متزنة، حين أقابل أقاربي أشعر بالغرابة وكأنني فقدت طريقة التواصل التي كنت أجيدها من قبل، مع زيادة المخاوف انخفضت الإنتاجية. كنت أشعر بتأنيب الضمير بشكل مستمر ولكنني كنت أهونها على نفسي بأن عملي في المراجعة في زد ما زال كما هو وأحقق فيه إنجازات طيبة.
مرت الشهور سريعًا وكنت أتمنى أن أنتهي من التحدي قبل موعد الولادة ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، لم أستطع فعل ذلك، حاولت أن أكتب باجتهاد أكتر من مرة لكن للأسف أصابتني قفلة الكاتب وكلما حاولت تخطيها تعود من جديد.
انشغلت مع صغيرتي ولكنني لم أنس تحدي الخمسين، أرقني لياليَ طويلة، حتى إنني فكرت أن أتنازل عن الاستمرار هذا العام، ولكن زوجي كان لي بالمرصاد يذكرني باستمرار أن الأمر سهل وأنني سبق وأنجزت ضعف هذا العدد. حسنًا؛ يثق فيّ هذا الرجل كثيرًا.
استجمعت قوتي أكثر من مرة لأعود من جديد للتحدي وأنجزه للمرة الثالثة على التوالي والحمد لله أخيرًا تمكنت من ذلك، ولكن أثناء هذه الرحلة الصعبة تعلمت عددًا من الدروس التي أود أن أشاركها معكم:
- لا تضع لنفسك أهداف كبيرة وضخمة، يمكنك أن تكتفي بأهداف بسيطة لكل مرحلة وتضع غيرها فور انتهائك منها.
- اربط دائمًا بين ما تكتبه وبين حياتك، وهذا ما فعلته هذا العام، كانت أغلب الموضوعات التي تناولتها مقالاتي تتعلق بالأمور التي تشغلني وأحتاج أن أعرفها وأتعلمها.
- قفلة الكاتب حقيقية وليست رفاهية وهي من أصعب الأمور التي قد تمر على الكتاب. ويمكن أن نتجاوزها بتبسيط الموضوعات التي نتناولها أو بالتحدث عن الأمور اليومية كما تحدثت في النقطة السابقة.
- ذكّر نفسك دائمًا بإنجازاتك وأحط نفسك بمن يقدرون موهبتك ويريدون دفعك للأمام.
- لا تستسلم للإحباط وتبتعد عما تريد تحقيقه، وعد مرة واثنين وعشرين لتحاول ولا تيأس.
- تذكر دائمًا أن هناك فرصًا جديدة وأنك إن لم تتمكن من تحقيق ما تريد هذه المرة فهناك مرات قادمة يمكنك استغلالها.
أخيرًا.. أود ّأن أشكر فريق عمل موقع زد الذي أفخر بالانتماء له والذين قدموا لي كل الدعم والتفهم والتقدير، ليس هذا فحسب بل كذلك قدموا المساعدة في العديد من الأوقات الصعبة التي تراكم العمل عليّ فيها. حقًّا أعتبر “زد” بيتي الثاني والمكان الذي أحب أن أبدأ به يومي وأنهيه، فحين تجد التقدير والثقة تشعر أن بإمكانك غزو العالم والإبداع.. شكرًا لكم.
وشكرًا لكل شخص خصص من وقته دقائق ليقرأ ما أكتبه من مقالات.. أنتم السر الحقيقي في استمراريتنا وتحدينا لأنفسنا.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 460,350
تجربتي في سباق الخمسين لعام2020 ولماذا كانت الرحلة الأصعب بالنسبة لي!
link https://ziid.net/?p=77558