أفكار عملية تساعدك في صقل مَلَكة الكتابة
لم تعد الكتابة فقط للتسلية، وإنما هي ضرورة لنشر المعرفة وتبادل الأفكار والخبرات، وهي طريقة جيدة للتفكير بطريقة واضحة واكتشاف ذاتك.
add تابِعني remove_red_eye 18,962
“كلما عجلت بالتعبير عن مكنونات نفسك تدفّقت الكتابة بانسيابيةٍ وصدق”
في ضوء هذه العبارة للأديب الأمريكي -راي برادبيري Ray Bradbury- المذكورة في كتابه -الزن في فنّ الكتابة- وهو عبارة عن عددٍ من المقالات الملهمة في عالم الكتابة، أوجّه للقرّاء هذه التجربة المتواضعة في الكتابة، وأنصح الجميع باقتناء هذا الكتاب فهو عقدٌ من لآلئٍ يمكنك نثرها في صفحاتك.
بادئ ذي بدء فإن الكتابة بلا شك لا تتم بدون أمرين مهمّين
الأول: القراءة
فالقراءة تكون للوصول لمَلَكة الإلهام، وهي حجر الأساس والدعائم الأساسية للكتابة، وقد استمعت مرةً لمُذاع (بودكاست) للُبنى الخميس مُعدّة ومقدمة سلسلة حلقات (أبجورة) ذكرت في إحدى الحلقات أنها طلبت من د. غازي القصيبي نصيحة حول الكتابة فقال: “حتى تكتبين صفحة، عليكِ قراءة مئة صفحة”!
الثاني: التدريب
وبالنسبة للتدريب فالأمر ليس بهيّن ولكنه أيضًا ليس بتلك الصعوبة، عليك الكتابة يوميًا وبمختلف أشكال الكتابة، حتى لا يتبيّن لدى القرّاء بأن قلمك قد ضعف، وفكرك قد عجز؛ وللمنصّات وأدوات الجيل الثاني للويب كل الفضل في تيسير تدريبك على ذلك، وبإمكانك إيجاد كل عناصر الكتابة في هذه المنصّات والمواقع.
أذكر في صيف ٢٠١٧ أنني اقتنيت كتابًا عُنوَن بـ The Art of Thinking Clearly “فن التفكير الواضح” كان هذا الكتاب أول كتابٍ أكتب عنه مراجعة وأنشره في إحدى المجلات لأهمية ما لقيت بداخله من دُرر.
في بداية الأمر ظننت بأنه كتاب اجتماعي بحت، ولكنه على العكس فقد رتّب لي مفهوم التفكير وشرح لي بعض المواقف وطريقة تصرّف الأغلبية في ردود أفعالهم تجاهها، فانعكس ذلك على مفهوم الكتابة لديّ، فالفكرة لم تعد فكرةً مستهلكة، والمعرفة لم تعد حقيقةً ثابتة، والتدريب اليومي قد يجعلك تخطئ، فلا تغتر بمهاراتك وتأمنها، والتحيّز المعرفي مسبّبًا للقرارات الخاطئة، ووهم المعرفة سبيلٌ نهايته مُخيّبة.
أذكر أيضًا أني فتحت حاسوبي فوجدت أدلةً إرشاديةً لبعض المواقع فرتّبتها ونشرتها، ووجدت أن لديّ ما يهم الباحثين في مجال تخصّصي فرتبته ونشرته، وتذكرت كذلك مهاراتي في الترجمة فصرتُ أترجم بعض المقالات، فالمحتوى العربي بحاجةٍ للأقلام المليئة والعقول النابضة الصافية، فنصيحتي لطلاب العِلم تعلموا فنون الكتابة ومهارات التحليل وبثّوا ما تعلمتموه في شكل مقالاتٍ علميةٍ رصينة.
وما دام لديك فكرٌ وقلم فقدّمه ولا تبخل به، الفكر هو المحتوى والملفات المرتبة في عقلك والتي بحاجة للنقر عليها وفتحها، والقلم بالمعرفة الصحيحة لعلم اللغة وطرق التأثير، وكان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
وأوجّه ومضة لأولئك الكتّاب أو من ينتظرون الإلهام، عيّنوا لديكم (وكيلاً أدبيًا) واختاروه بعناية وأغدقوا عليه كل الامتنان، فهناك من يمتلك القدرات العالية في إثراء حصيلتكم العلمية واللغوية، وأفتحوا آفاق عقولكم وفكّروا.
أسلوب الصفحات الصباحية لتحسين الكتابة
استعينوا بعد الله بالصفحات الصباحية Morning pages التي وضعتها -جوليا- في كتابها The Artists Way “طريقة الفنّان” لأداة الإبداع الأساسية، وهي عبارة عن كتابة ثلاث صفحات كل صباح، وتصفها -كاميرون- بأنها عملية “غير قابلة للتفاوض”.
وتعد هذه الصفحات خاصة ولا يُسمح لأي شخص آخر بقراءتها إلا أنت (لاحقًا)، ويتم تنفيذها لمدّة شهرين، وأن تكون الكتابة بخط اليد، وليس من المفترض أن تكون الصفحات الصباحية للـ “فنانين” أو حتى “كتّاب”؛ إن هذه الأداة ستساعدك في التعرّف على الناقد الداخلي وإخراجه؛ لذا فإن الصفحات تكون في الغالب مغمورة ومليئة بالشكوك الذاتية وغاضبة وبذيئة وصغيرة، وهذا أمر جيّد؛ لأن تلك الأشياء هي طريق الإبداع، وترغب أنت في إخراجها إلى ضوء النهار.
وتقول كاميرون: “تساعدنا الصفحات الصباحية في الوصول إلى الجانب الآخر: الجانب الآخر من خوفنا، سلبيتنا، أمزجتنا، وبعيدًا عن مقصّ الرقيب نجد مركزنا الهادئ، والمكان الذي نسمع فيه الصوت الساكن الصغير.”
والصفحات الصباحية لن تكون إبداعية، ولكنها في الطريق للإبداع، فهي بمثابة الدواء، فأنت تُخرج ما تحمله من حديث بداخل ورقةٍ تعود لها لاحقًا، ولكلٍ منا حياته الخاصة المرتبطة بالتكنولوجيا، فلو تأمّلنا بأنفسنا ومن حولنا لوجدنا أن أول شيءٍ نفعله عند الاستيقاظ من النوم هو فتح أجهزتنا المتنقلة، لذا هناك تطبيق في أجهزة أبل باسم Morning Pages “الصفحات الصباحية” يقوم على هذا المبدأ، يمكنك تصفّحه، وابدأ الكتابة.
add تابِعني remove_red_eye 18,962
مقال مميز وجميل بقدّم لك تجربة في الكتابة لمساعدتك في دعم هذه الملَكة.
link https://ziid.net/?p=20801